السعودية تستحدث «هيئة للترفيه».. فهل سيكف السعوديون عن السياحة في الخارج؟ - ساسة بوست

السعودية تستحدث «هيئة للترفيه».. فهل سيكف السعوديون عن السياحة في الخارج؟ - ساسة بوست

منذ 8 سنوات

السعودية تستحدث «هيئة للترفيه».. فهل سيكف السعوديون عن السياحة في الخارج؟ - ساسة بوست

منذ 1 دقيقة، 17 مايو,2016\nبعد إطلاق السعودية رؤيتها المستقبلية 2030 صدرت العديد من القرارات الملكية بإلغاء وزرات وإنشاء أخرى، وتمثل القرار الذي لقي المساحة الأكبر من الاهتمام الشعبي في إنشاء الهيئة العامة للترفيه، والتي ستعنى بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه في المملكة.\nوفي تصريح للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي يوم تدشينه رؤية السعودية 2030 أشار إلى دفع الحكومة لتفعيل دور الصناديق الحكومية المختلفة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وتشجيع المستثمرين من داخل وخارج السعودية، وعقد الشراكات مع مختلف شركات الترفيه العالمية، وتخصيص الأراضي لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية.\nوطالب السعوديون حكومتهم بعدم تكرار أخطاء الماضي بالبعد عن قولبة الترفيه وإضفاء الصبغة الرسمية عليه، فمعظم برامج الترفيه التي تم تقديمها في السنين الماضية اعتمدت على التسوق والإنفاق بالدرجة الأولى، وليس المعنى الحقيقي للترفيه الذي يبحث عنه المواطن.\nوهو ما دفع الكثير من أفراد الشعب السعودي إلى السفر في مواسم الأجازات إلى الخارج بهدف السياحة، ووفقًا لمراكز الأبحاث فإن الإنفاق السعودي على السياحة الخارجية في عام 2015 وصل إلى 96 مليار ريال، وهنا يظهر تساؤل عما يمكن أن تقدمه هيئة الترفيه لتقليل هذا الرقم.\nثمانية نقاط تلخص رؤية الحكومة للترفيه\nاعترفت رؤية السعودية 2030 ضمنيًا بأن نوعية الحياة في المدن السعودية تغلب عليها الرتابة وتسبب الملل، ولذلك كانت هناك العديد من النقاط الواضحة التي وضعتها الرؤية في سبيل الوصول إلى المستوى المنشود من الترفيه، ويمكن تلخيصها في ثمانية أمور:\n1- توفير العمل: وذلك بخفض نسبة البطالة من 11.6 إلى 7% أي بما يقارب النسبة العالمية.\n2- تعزيز مجال السياحة، ودعم المناطق والمحافظات والقطاع الحكومي والخاص؛ لإقامة المهرجانات والفعاليات.\n3- تفعيل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس المراكز الترفيهية وتطويرها.\n4- المساعدة على ممارسة الرياضة بهدف رفع مستوى سعادة الإنسان، فوفقًا للإحصائيات هناك 13% من المواطنين يمارسون الرياضة مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، وتهدف الرؤية رفع تلك النسبة إلى 40%.\n5- تشجيع المستثمرين من الداخل والخارج على الاستثمار في قطاع الترفيه، وعقد شراكات مع شركات الترفيه العالمية.\n6- تخصيص أراض لإقامة المكتبات والمتاحف.\n7- دعم الموهوبين من كتاب ومؤلفين ومخرجين.\n8- إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تتناسب مع كافة الفئات والأذواق.\nما الذي يمكن أن تقدمه الهيئة بشكل محدد؟\nحتى اليوم لم توضع خطة مكتملة لعمل الهيئة العامة للترفيه ولكن بشكل مبدئي فستتولى الهيئة القيام بالعديد من المهام مثل: استقبال طلبات المستثمرين الراغبين في إنشاء مراكز ترفيهية جديدة تنسجم مع توجهات الدولة دون أن تتعارض مع قيم المجتمع السعودي وعاداته وتقاليده، وكذلك الوصول إلى 450 نادي هواة بحلول عام 2020، وتخصيص مساحات كبيرة على الشواطئ للمشروعات السياحية، ومن الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للترفيه ستكون منفصلة عن الهيئة العامة للسياحة والآثار وستختص بكل ما يتعلق بأنشطة الترفيه المجتمعية.\nومن ناحية الأثر الاقتصادي فيتوقع الخبير الاقتصادي سلطان النهدي أن تقوم هيئة الترفيه بتنظيم قطاع المناشط الترفيهية وإخراجها من حالة الضياع التي تمر بها حاليًا، إلى رؤية واضحة عبر تشريع سياسات وإجراءات استراتيجية تعتمد على جلب الأفكار المميزة والمشاريع في هذا المجال، مشيرًا إلى أن أغلب معيقات صناعة الترفيه في السعودية تعتبر تنظيمية وبالتالي وجود جهة إشرافيه موحدة من شأنه أن يحول القطاع الترفيهي إلى قطاع استثماري جاذب لرؤوس الأموال المحلية والخارجية.\nشجع الكثير من السعوديين قرار إنشاء «الهيئة العامة للترفيه» بتفاعلهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأبدوا ترقبهم لأولى نشاطات الهيئة، مؤكدين ضرورة وحاجة المواطنين للترفيه باعتباره عنصرًا أساسيًا في المجتمع وليس مكملًا أو إضافيًا. وكان في مقدمة الداعمين للقرار الفنان ناصر القصبي والذي اعتبر أن قرار إنشاء هيئة الترفيه سيعيد المجتمع السعودي إلى طبيعته التي فقدها منذ زمن طويل، كما رأى أن الترفيه سيسهم في تهذيب الأخلاق والأرواح واختفاء بعض السلوكيات السلبية في المجتمع.\nوقال المخرج السينمائي السعودي ممدوح سالم: إن إنشاء الهيئة العامة للترفيه يؤكد ما ورد في رؤية التحول الوطني من مؤشرات ظهور مسارح وسينما ومتاحف في السعودية قريبًا، ولكن بما يتناسب مع خصوصيات المجتمع بمعنى الفصل بين الجنسين ومراقبة المضمون.\nونشر المرحبون بقرار إنشاء هيئة الترفيه على «تويتر» العديد من التغريدات التي يرحبون فيها بوجود الهيئة، ويقدمون مقترحاتهم من أجل أن تقدم خدمة أفضل للمواطن وكانت أبرز تلك المقترحات: استغلال جمال الطبيعة في جنوب السعودية وإنشاء قطار سياحي من مدينة الباحة إلى أبها، وإقامة مدن ملاهٍ على مستوى عالٍ من الاحترافية، وأماكن للراليات.\nوناقشت الصحف السعودية الموضوع بشكل جاد، واستعرضت تجارب دول أخرى في مجال الترفيه، ومن أبرز الصحف التي عرضت ذلك صحيفة «مكة»، والتي أكدت أن الترفيه في السعودية تحول إلى إرادة سياسية وليس مجرد صناعة خاضعة للاجتهادات الفردية، وقدمت الصحفية 25 نوعًا من أنواع الترفيه يمكن أن تهتم بها الدولة كان أبرزها: مسرح الشارع، ونوادي الكوميديا، وصناعة الأزياء، والمعارض الفنية، والحفلات الموسيقية، والأوركسترا.\nتقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنشاء هيئة الترفيه.. هل ثمة علاقة؟\nبعد انتشار خبر إنشاء الهيئة العامة للترفيه، ربط الكثير من أفراد التيار المحافظ بينه وبين تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مؤخرًا، وطالبوا بتغيير اسم الهيئة مؤكدين أنهم لا يريدون ترفيهًا إلا بضوابط شرعية. وقال الداعية السعودي أحمد بن سعد القرني في تغريدة نشرها على حسابه في «تويتر»: «أيها الليبرالي.. هيئة الترفيه، ليس كما تظن ويظن غيرك هيئة الترفيه تعني بالأنشطة والفعاليات الصيفية والمسرحيات الهادفة».\nونفى عضو مجلس الشورى فهد العسكر أن يكون هناك رابطًا بين تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنشاء هيئة الترفيه، ومن وجهة نظره فإن قرار تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف يرجع لوجود أدوار معينة من الممكن أنه قد تجاوزها بعض التنفيذيين بهذا القطاع دون وجود مستند نظامي، مؤكدًا على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر الإسلام، ويجب أن تعنى بها الهيئة، والمسألة باختصار عبارة عن تنظيم وتحديد دورها مقابل أدوار الجهات الأخرى منعًا للازدواجية.\nوقد أدى الهجوم على قرار إنشاء هيئة الترفيه إلى قيام بعض الكتاب الصحفيين بالرد في العديد من المقالات في الصحف كان أبرزها ما كتبته الكاتبة السعودية عبير الفوزان في صحيفة «عكاظ» تحت عنوان «أعداء الترفيه»، حيث أكدت على أن صناعة الترفيه تحتاج قبل أن تبدأ أن يُعالج بعض الناس من حالة الفصام التي يعيشون فيها، فما يجدونه متاحًا في بلد آخر يقصدونه ويشدون له الرحال، يرونه في بلدهم غريبًا ويكاد يكون محرمًا تمامًا.\nرئيس الهيئة معفي من منصب وزاري سابق\nأصدر الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد قرارًا بتعيين أحمد الخطيب كرئيس لهيئة الترفيه، والحاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود، ودبلوم في التخطيط المالي من كندا. وتولى الخطيب العديد من المناصب الوظيفية فقد عمل في عام 1992 على تأسيس إدارة استثمارات العملاء في بنك الرياض الذي استمر في العمل به حتى عام 2003، وانضم بعد ذلك إلى بنك «ساب» وشارك في تأسيس قسم المصرفية الإسلامية.\nوأسس بعد ذلك شركة جدوى للاستثمار، وتولى بعض الوظائف الحكومية مثل التحاقه بالديوان الملكي مستشارًا، وعمله مستشارًا لوزير الدفاع، ومديرًا لمشروع تطوير وزارة الدفاع، وأخيرًا تعيينه وزيرًا للصحة في يناير 2016.\nولم يستمر في هذا المنصب سوى 3 شهور حيث تم إعفاؤه بأمر ملكي بعد تسرب مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لمشادة حادة بينه وبين أحد المواطنين الذي يطلب منه نقل والده لأحد المستشفيات بالرياض، وكان رد الخطيب عليه أنه لن يتجاوز اللوائح وسيعامل المريض حسب النظام، ووفقًا لمصادر محلية فإن هناك أسبابًا أخرى أدت إلى إعفاء الخطيب من منصبه وزيرًا للصحة من أبرزها تقصيره في مستشفيات الحد الجنوبي، وتلفظه على مجموعة من المواطنين ورفضه مقابلتهم في مكتبه.

الخبر من المصدر