صحّة بوتفليقة تثير حراكاً سياسياً في الجزائر.. وهؤلاء أبرز المرشحين لخلافته

صحّة بوتفليقة تثير حراكاً سياسياً في الجزائر.. وهؤلاء أبرز المرشحين لخلافته

منذ ما يقرب من 8 سنوات

صحّة بوتفليقة تثير حراكاً سياسياً في الجزائر.. وهؤلاء أبرز المرشحين لخلافته

يرفض وزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل ما يتردّد عن طموحاته في الوصول إلى مقعد الرئاسة.\nلكن انتقال خليل الحليف المقرب من الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة من مدينة إلى أخرى ولقاءاته مع المسؤولين والقيادات الدينية دفع معارضيه للقول إنه يبدو وكأنه يدير حملة دعاية انتخابية.\nوهو ليس الوحيد الذي يبدو أنه يناور في وقت يشتدّ فيه النقاش حول مدى بقاء الرئيس المخضرم- الذي لم يشاهد علانية إلا فيما ندر منذ أصيب بجلطة قبل 3 أعوام- في منصبه ومن قد يخلفه إذا ما تنحى جانباً.\nوقد أدار بوتفليقة الجزائر عضو منظمة أوبك منذ ما يقرب من عقدين من الزمان واجتاز بها انتفاضات الربيع العربي عام 2011 لعوامل من بينها المخاوف من عودة الفوضى بعد الحرب المدمرة التي عاشتها البلاد بين الإسلاميين والجيش خلال التسعينيات.\nكذلك فإن الفوضى التي ضربت أطنابها في ليبيا الواقعة على الحدود الشرقية للجزائر تمثل تذكرةً صارخة بالمسار الخاطئ الذي يمكن لفترات الانتقال السياسي أن تسلكه.\nواشتد الحديث عن خلافة الرئيس بوتفليقة لقيامه برحلة طبية إلى جنيف في أبريل/ نيسان وبسبب صورة له نشرها على تويتر مانويل فالس رئيس وزراء فرنسا التي بها جالية جزائرية كبيرة وتهتم اهتماماً كبيراً بالجزائر التي كانت إحدى مستعمراتها.\nولم يشاهد بوتفليقة في مناسبة علنية منذ عامين عندما أدلى بصوته وهو على كرسي متحرك في الانتخابات التي فاز فيها بفترة ولاية رابعة رئيساً للبلاد. ومنذ ذلك الحين لم يظهر إلا في لقطات تلفزيونية قصيرة وهو جالس في العادة في استقبال كبار الشخصيات الزائرة مثل بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في قصر زيرالدا مقر إقامته.\nويرفض مسؤولو الحكومة والموالون بحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم ما يدور من شكوك حول صحة بوتفليقة ويقولون للمطالبين بخلافته أنهم سيضطرون للانتظار حتى تنتهي فترة ولايته في عام 2019.\nوقال عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في لقاء حزبي "لن يتخلص أحد من الرئيس بصورة على تويتر. الرئيس بخير والبلد بخير والحزب بخير."\nوقال أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي المؤيد للحكومة إن بوتفليقة يدير شؤون البلاد على ما يرام وإن الجزائريين كانوا يدركون حالته عندما أعادوا انتخابه عام 2014.\nولم يمنع ذلك قيادات المعارضة من الحديث عن الانتخابات المبكرة وعقد اجتماعات لتكوين جبهة موحدة ضد "فراغ السلطة". بل إن بعض الموالين لبوتفليقة نفسه يتحدثون الآن سراً عن تهيئة الأوضاع لرحيله في نهاية المطاف.\nومازال كثير من الجزائريين ينسبون الفضل لبوتفليقة (79 عاماً) في إخراج البلاد من عزلتها الدولية والسنوات السوداء التي شهدتها خلال الحرب مع المسلحين الإسلاميين والتي سقط فيها 200 ألف قتيل.\nويأتي الحديث عن الانتقال في وقتٍ حساس أثر فيه انخفاض أسعار النفط على الأوضاع المالية للبلاد وتشهد فيه دولتا مالي وليبيا المجاورتان أعمال عنف وتسعى فيه الحكومة لجلب الاستثمارات للحفاظ على مكانتها كمورد رئيسي للغاز إلى أوروبا.\nوقال علي بن فليس زعيم المعارضة والمرشح السابق "القضية الوحيدة هي إعادة سيادة الشعب عن طريق الانتخابات. فلم أكن بحاجة لرؤية تلك الصورة لمعرفة أن لدينا فراغاً في السلطة."\nوالحياة السياسية في الجزائر مبهمة في كثير من الأحيان ويقول مراقبون إن صراعات على السلطة وراء الكواليس هيمنت عليها منذ الاستقلال ودارت حول المرشحين والسياسات بين كبار قيادات حزب جبهة التحرير الوطني وكبار رجال الأعمال المؤيدين للحكومة وقادة الجيش.\nوحتى قبل إعادة انتخابه عمد بوتفليقة إلى القضاء على نفوذ جهاز المخابرات العسكرية القوي الذي لعب في أحيان كثيرة دور صانع الملوك بعد الاستقلال عام 1962 وعزز نفوذه خلال حرب التسعينيات.\nويقول محللون إن سنوات الحرب الدموية ستجعل قادة الجزائر يمنحون الأولوية على الدوام للاستقرار على حساب أي نزاعات فئوية سواء في أي انتخابات مبكرة تجرى أو في عام 2019.\nوقال المحلل السياسي أرسلان شيخاوي "الظروف والإطار القانوني لانتقال سلس مهيأة الآن. وسواء بانتخابات متوقعة أم لا كان هدف بوتفليقة الرئيسي هو ضمان حدوث تطور طبيعي في الجزائر لا ثورة."\nولايزال السؤال عمن سيخلف الرئيس دون إجابة. ويقول محللون إن هذا الجدال يمثّل مجازفةً بتأخير إصلاحات اقتصادية تسهم في حماية الاقتصاد من الانخفاض الحاد في أسعار النفط.\nوحظي شكيب خليل الخبير السابق في البنك الدولي الذي تلقّى تعليمه في الولايات المتحدة بترحيب جبهة التحرير الوطني منذ عودته إلى الجزائر هذا العام بعد أن أمضى سنوات في المنفى وسط حديث عن فضيحة فساد.\nوقد نفى خليل - رئيس منظمة أوبك السابق - على الدوام ما تردد من اتهامات بحقه وأشار عمار سعداني الأمين العام للحزب الحاكم ومسؤولون تنفيذيون بقطاع النفط إلى إمكانية الاستفادة من خبراته في إصلاحات قطاع الطاقة.\nوتقول وسائل إعلام محلية وشخصيات معارضة إنه يتهيأ فيما يبدو لترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة.\nويزور خليل أضرحة صوفية تعد مراكز دينية واجتماعية لها نفوذٌ كبير لاسيما في المناطق الريفية ويتحدث مع وسائل الإعلام ويقول أنه لا يريد سوى خدمة بلاده.\nويتشكك من لهم مآخذ عليه في توقيت عودته. ويشير البعض إلى أن جولاته محاولة لرد اعتباره ويقول آخرون إنها لمجرد صرف الأنظار ويتساءلون عما حدث للتحقيقات في موضوع الفساد.\nلكن خليلاً ومرشّحين آخرين محتملين لمنصب الرئيس قد يستبعدون بموجب بنود الدستور التي تحظر ترشيح من عاش في الخارج لفترة طويلة أو تزوج بأجنبية.\nومن الأسماء الأخرى التي يقول المراقبون إنها قد تظهر من صفوف المؤيدين للحكومة أويحيى زعيم حزب التجمع الوطني الديمقراطي وسعداني من جبهة التحرير الوطني اللذين يظهر تنافسهما علناً في كثير من الأحيان وكذلك رئيس الوزراء عبد الملك سلال بل وربما غريب على الساحة مثل الأخضر إبراهيمي مفاوض الأمم المتحدة السابق الذي زار بوتفليقة مراراً.\nوتركز أحزاب المعارضة الضعيفة في مواجهة هيمنة حزب جبهة التحرير الوطني على ثلاثة من القيادات هم بن فليس الذي كان في وقت من الأوقات من رجال جبهة التحرير والسعيد سعدي مؤسس حزب ليبرالي يتركز على البربر والإسلامي المعتدل عبد الله جاب الله.\nوخليل مثل بوتفليقة وكثير من رجال الدائرة المقربة من الرئيس من المنطقة الغربية في البلاد ويقول محللون إن عودته كانت سبباً في إيقاظ منافسات بين القيادات من الغرب والشرق ترجع إلى الفصائل التي كانت تحارب الاستعمار الفرنسي.\nوفي العاصمة الجزائر تدور أيضاً معركة قضائية على صحيفة ناطقة بالعربية بين الملياردير يسعد ربراب الذي ينتمي إلى الشرق وارتبط اسمه بحزب سعدي المعارض وبين الحكومة التي يقول ربراب إنها تحاول الحد من نفوذه وسيطرته على الصحافة.\nوقال ربراب - الذي سبق أن اشتبك مع الحكومة - في مقابلة في وسائل الإعلام المحلية إن من في السلطة يشعرون بالقلق ويحاولون إبعاده لأنه ليس من زمرتهم.\nوترفض وزارة الإعلام ذلك وتقول إنها اعترضت على سيطرة ربراب على الصحيفة ومحطة تلفزيونية لأسباب تتعلق بمكافحة الاحتكار والقوانين الإعلامية.\nوقال مسؤولٌ لرويترز إن القضاء سيفصل في الأمر.\nوأضاف "هذه قضية تجارية. ولا أفهم لماذا يقول ربراب إنها سياسة."

الخبر من المصدر