موريتانيون يطالبون الرئيس بالاعتذار العلني عن تصريحات مسيئة لـ"الأرقاء السابقين"

موريتانيون يطالبون الرئيس بالاعتذار العلني عن تصريحات مسيئة لـ"الأرقاء السابقين"

منذ ما يقرب من 8 سنوات

موريتانيون يطالبون الرئيس بالاعتذار العلني عن تصريحات مسيئة لـ"الأرقاء السابقين"

أثارت تصريحات وردت ضمن الفقرات المتعلقة بقضية العبودية ومخلفاتها في خطاب الرئيس الموريتاني محمد ولد العزيز بمدينة النعمة ـ شرق البلد ـ غضب واستياء الأرقاء السابقين، معتبرين أنها شكلت إساءة بحق "شريحة لحراطين"، مطالبين الرئيس بالاعتذار علنا عن ما ورد في خطابه المطول.\nواعتبر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في خطابه أن مشكل العبودية في البلد يرجع إلى تصرفات فردية غير مسؤولة تتعلق بمعدل الإنجاب المرتفع عند بعض الأفراد، خصوصًا من شريحة "لحراطين" التي عانت العبودية في السابق، واصفا التصرف بأنه يزيد من مستوى الفقر في البلد، وأن أصحابه يعرضون الأطفال لقدر كبير من التهميش والفقر.\nولحراطين هم الأحرار السود البشرة وأصلها في موريتانيا "أحرار طارئين"، أي الذين حصلوا على حريتهم حديثاً.\nالقيادي بالميثاق الوطني من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشريحة "لحراطين" محمد ولد محمد أمبارك طالب الرئيس الموريتاني بالاعتذار العلني عن الإساءة لمجموعة مهمة، ومكون أساسي من مكونات المجتمع، معتبرا خطابه بشكل عام اتسم بعدم الاحترام، والخروج عن المألوف حتى وصل للكلام على "النسل".\nوقال ولد محمد أمبارك في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي" إن ما ذهب إليه الرئيس محمد ولد عبد العزيز في خطابه يثير النعرات، والفتن، مشددا على إدانة ميثاق لحراطين لما ورد فيه من تصريحات لا تخدم الوحدة الوطنية، والانسجام العام، والسعي نحو حل مشكل العبودية الذي اعترف به.\nواعتبر ولد محمد أمبارك أن الرئيس الموريتاني عمد إلى التهكم والسخرية من شريحة "لحراطين"، وهو موقف لا يليق برئيس دولة، و"لا يجب أبدا لأي رئيس مهما كان أن يصل خطابه لهده الدرجة الكبيرة من الهبوط"، على حد وصفه.\nوأكد القيادي بالميثاق الوطني من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشريحة "لحراطين" أنه كان ينبغي للرئيس الحديث بأمل وبروح تداوي الجراح ولا تنكأها، ولا تذكر بواقع مؤلم تعرض له الأرقاء السابقون".\nوخلص ولد محمد أمبارك إلى القول بأن الميثاق عاكف على دراسة خطوات تصعيدية مقبلة، بدأها ببيان تنديد، ووقفة احتجاجية، معربا عن أمله بتصحيح الموضوع من الرئيس في أقرب وقت".\nوعبر الميثاق من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشريحة "لحراطين" عن شجبه واستنكاره الشديدين لتصريحات الرئيس، معتبرا أنها كانت قمة في الإهانة، والتطاول على "لحراطين"، من جهة وعلى وحدة وانسجام الشعب الموريتاني من جهة أخرى.\nوطالب الميثاق في بيان رسمي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالاعتذار علنا، ليس فقط لضحايا العبودية في ولاية الحوض الشرقي ـ التي ألقى بها الخطاب ـ وعموم الحراطين فحسب، بل لكافة الشعب الموريتاني عن تصريحاته المتسمة بعدم اللياقة و بالخروج عن السياق الأخلاقي و الشرعي، والتي "تمثل تدخلا سافرا في خصوصيات الأفراد وحرمة أعراضهم وأسرهم"، على حد وصف البيان.\nتمسك بنهج القضاء على الرق\nميثاق شريحة "لحراطين" أكد تمسكه بنهجه الوطني الجامع من أجل القضاء على كافة أشكال التمييز، والغبن، و التهميش، وعلى رأسها تلك الناتجة عن العبودية ومخلفاتها، مع تأكيد رفضه القاطع لكافة أشكال التفرقة، و زرع الفتن، والأحقاد بين أبناء الشعب الموريتاني الواحد حتى ينعم الجميع بحقوقه كاملة غير منقوصة في دولة حديثة، يعمها العدل والمساواة".\nودعا الميثاق المواطنين الموريتانيين كافة من أجل مضاعفة اليقظة و تعزيز أساليب النضال ضد الظلم، والقمع، وكافة أشكال التهميش والغبن".\nتظاهر عدد من أنصار الميثاق من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشريحة "لحراطين" الجمعة بالعاصمة نواكشوط، معبرين عن غضبهم من تصريحات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ومطالبين باعتذار علني عن تعرضت له الشريحة من احتقار وإهانة في خطابه الأخير.\nوقمعت القوات من الشرطة المتظاهرين قرب السوق المركزي بنواكشوط ، وهم يرفعون شعارات منددة بتصريحات الرئيس حول "لحراطين"، والتأكيد الذى ذهب إليه وزير الثقافة محمد الأمين ولد الشيخ.\nواستخدمت الشرطة الهراوات والقنابل المسيلة للدموع بكثافة، وسط شعارات تطالب الرئيس بالاعتذار.

الخبر من المصدر