"حدود غزة".. ساحة اشتباك بين المقاومة والاحتلال

منذ الأربعاء الماضي، تشهد مناطق التماس مع إسرائيل، على حدود قطاع غزة، اشتباكات بين قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومين فلسطينيين.\nوشنّ الاحتلال نحو 15 غارة جوية على عدة أهداف في قطاع غزة، واستهدفت آلياته المدفعية بأكثر من 40 قذيفة الأراضي والمناطق الحدودية، خلال الـ 72 ساعة الماضية، ما أسفر عن مقتل فلسطينية وجرح اثنين آخرين.\nوتقول تل أبيب، إن القصف جاء ردًا على إطلاق قذائف صاروخية من القطاع، وأنفاق لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" تحت الأرض، بهدف الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية لتنفيذ هجمات.\nوقال محللون سياسيون فلسطينيون، إن حماس، في قطاع غزة، تحاول فرض "قواعد اشتباك" جديدة، مع الجيش الإسرائيلي.\nورأى المحللون، أن الاشتباكات التي جرت أمس، تشير إلى رغبة "حماس" في إجبار إسرائيل على عدم اختراق حدود قطاع غزة، ووقف البحث عن "الأنفاق"، بحسب الأناضول.\nويجري الاحتلال في الوقت الحالي، أعمال تجريف وحفر مكثفة، على طول الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.\nوقطاع غزة عبارة عن شريط ساحلي على طول البحر الأبيض المتوسط، يبلغ طوله حوالي 41 كيلومترًا، يبلغ طول حدوده مع إسرائيل 51 كيلومترًا، وتبلغ مساحته الإجمالية 360 كيلومتراً مربعاً، يقطنه نحو (1.9 مليون فلسطيني)، في أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.\nوأنشأت إسرائيل مع قطاع غزة، نقاطا للتماس، عقب تطبيق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أريئيل شارون للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة، وإزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية (22 مستوطنة)، التي عرفت فيما بعد باسم "المحررات".\nوتم الانتهاء من عملية الانسحاب وتفكيك المستوطنات وإخلاء المستوطنين (8500) مستوطن في 12 سبتمبر 2005.\nوعقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، أنشأ الجيش الإسرائيلي "منطقة عازلة" على طول الحدود البرية، فرضت كواقع على الفلسطينيين خاصة المزارعين.\nوأقام الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة على مسافة 1500 متر، من حدود السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، وشكلت تلك المنطقة ما نسبته 15% من مساحة قطاع غزة، و35 % من مجمل الأراضي الزراعية في قطاع غزة.\nو تحظر القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القطاع، دخول المنطقة المحاذية للشريط الحدودي لمسافة 300 متر، وتطلق النار أو تعتقل كل من يتواجد فيها.\nومن أبرز نقاط التماس التي تشهد اليوم اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي.\nيقع شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أقامته إسرائيل عبر إغلاقها لمعبر عُرف فلسطينيا باسم "العودة" وإسرائيليا بصوفا، كان يتم عن طريقة نقل مواد البناء.\nفي عام 2007 أغلقت إسرائيل معبر الشجاعية، المعروف إسرائيليًا باسم (ناحال عوز)، شرق مدينة غزة، وكان مخصصًا لنقل الوقود من إسرائيل.\nوأقامت إسرائيل موقعًا عسكريًا أطلقت عليه اسم (ناحال عوز)، يمتد على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.\nويحيط بالموقع ثكنات وأبراج عسكرية، وكما تطلق إسرائيل مناطيد للمراقبة.\nوغالبًا ما يعلن الجيش الإسرائيلي عن منطقة "ناحل عوز" منطقة عسكرية مغلقة، في حال تدهورت الأوضاع الميدانية.\nتمتد هذه المنطقة من شرق مدينة البريج وسط قطاع غزة، حتى مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.\nوكان تلك المنطقة تضم معبرًا يطلق عليه فلسطينيًا معبر القرارة، وإسرائيليا باسم (كيسوفيم)، والذي كان مخصصًا للتحركات العسكرية الإسرائيلية، ومنذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 قامت بإغلاقه بشكل كامل.\nوتقوم آليات عسكرية في تلك المنطقة في الوقت الحالي بإطلاق قذائفها المدفعية تجاه الأراضي الزراعية القريبة من الحدود.\nوشرق مدينة غزة، موقع عسكري يعرف باسم "كارني" ، وقد أقامته إسرائيل عقب إغلاقها لمعبر المنطار عام 2007.\nكما ويوجد موقعٌ عسكريٌ إسرائيليٌ بالقرب من معبر كرم أبو سالم المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة، (على الحدود مع إسرائيل ومصر). \nوفي أقصى شمال قطاع غزة، يوجد منطقة معروفة إسرائيليًا باسم "إيريز"، وفلسطينيًا بمعبر "بيت حانون"، يقع في أقصى شمال قطاع غزة، تحيط به ثكنات وأبراج عسكرية للمراقبة.\nولا تشهد المواقع (الشرقية، الشمالية)، بين المقاومين وقوات الجيش الإسرائيلي أي مواجهات حاليا.\nوبعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل في 26 أغسطس 2014، بوساطة مصرية، وذلك بعد حرب إسرائيلية دامت 51 يوماً، يقوم الجيش الإسرائيلي على فترات متباعدة بالتوغل على الأطراف الحدودية لقطاع غزة، وإقامة سواتر ترابية. \nويقول مسؤولون فلسطينيون في غزة، إن قوات الجيش الإسرائيلي تطلق بشكل شبه يومي، نيران أسلحتها من المواقع المتمركزة على الحدود، وتستهدف الأراضي الزراعية.\nوتتهم إسرائيل كتائب القسام بالتجسس عليها من خلال نصب كاميرات ذات دقة عالية ترصد تحركات الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، وإقامة أبراج مهمتها "رصد" وتتبع تحركات آلياتها.