الحب أعمى - حقيقة أم خرافة؟

الحب أعمى - حقيقة أم خرافة؟

منذ ما يقرب من 8 سنوات

الحب أعمى - حقيقة أم خرافة؟

هل يتغاضى الناس عن عيوب من يحبونهم، أم يعمَون عنها؟ الغريب أنّ هذا المثل" الحب أعمى" موجود في كل اللغات: في العربية والإنكليزية والألمانية والتركية والفارسية وأغلب لغات إفريقيا وآسيا، ما يعني أنّ كل الشعوب والحضارات تقريباً تشترك في هذا الفهم.\nما يبدو بسيطاً في الحب يكشف دائماً عن رابطة غامضة بين الحواس والمشاعر. الحقيقة التي تبدو خالدة تؤكد أن الحب من القلب، لكن العلم لا يتفق مع العشاق ورؤاهم، فالحب عاطفة مرتبطة بإحساس مصدره الأعصاب التي تنقل المشاعر إلى العقل فيقرر أن يحب ويعشق أو يكتفي بالإعجاب أو أن يمر برفق مهمل أو أن يكره الإنسان! من هنا يرتبط المفهوم بعجز الإنسان عن رؤية العيوب في من يعشق، ويصدق هذا على الرجال وعلى النساء على حد سواء. والعيوب تعني أيضاً الأخطاء، فالمحب مشغول بالحبيب فلا يرى أخطاءه التي قد تسبب للاثنين مشكلات جمة.\nالغريب أنّ الأدب العربي يخلو تقريباً من أمثلة عن عمى الحب، فيما كتب شكسبير بكثرة عن هذا الموضوع، بل انه أشار بوضوح إلى أن الحبيب لا يبصر عيوب معشوقته، ومن ذلك ما جاء في تاجر البندقية "أيها الحب الأعمى الأحمق، ماذا فعلت بعيني؟ فهما تبصران لكنهما لا تعيان ما تبصران". هل شاع مفهوم الحب الأعمى من الغرب؟\nموقع"بوردباندا" المنوّع الشهير يعرض وقائع عن الحب تصدر عن القلب أحياناً وأحياناً عن العقل:\n* نحن نفترض الوفاء في أنفسنا حتى بعد أن يتقدم بنا العمر وتسحق السنون شبابنا وجمالنا، ولكننا واهمون، فالحيوانات أيضاً تفعل ذلك، حتى الضواري والكواسر منها، فغالباً ما يتحد زوجان حتى النهاية.\n* حين يتبادل العاشقان لغة العيون، يتحد نبض قلبيها في نغم واحد، وأثبتت أبحاث علمية أن مخطط قلبيهما يؤشر بنفس المستوى حسب الموقع.\n* عقلا العاشقين يتشابهان من ناحية الاستجابة للظروف والمحفزات المحيطة بجسد الحبيبين، وهذا قد يفسر ما يوصف بعمى العاشقين.\n"شجرة مايو" الملونة بأوراق واشرطة تغليف الهدايا أضحت عادة في ألمانيا، سواء أكان تعليقها في قرية أو في شارع بمدينة أو حتى في المنازل.\nأصل العادة غير معروف تماما. بيد أن البعض يقول إنها تعود إلى القبائل الجرمانية التي كانت تقدس آلهة الغابات. وفي الأول من أيار/ مايو كانت العادة بتزيين الأشجار في ليلة حرق الساحرات، الليلة التي تحولت مع مرور الزمن إلى ليلة "الرقص مع مايو".\nفي ولاية بافاريا الجنوبية نصبت شجرة مايو في الشوارع أول مرة في القرن الثامن عشر للإشارة إلى استقلال الولاية. شيئا فشيئا بدأت عادة نصب عمود طويل من الخشب في ساحات القرى والمدن بالانتقال من بافاريا إلى الولايات الأخرى في ألمانيا.\nيعلق في نهاية العمود إكليل من الزهور والأغصان الملونة بأوراق الزينة. هذه الأكاليل محبوبة لدى سكان القرية وجيرانهم من سكان القرى الأخرى، الذين غالبا ما يقومون بقطعها وسرقتها والاحتفاظ بها لديهم.\nفي التشيك وفي بعض الدولة الإسكندنافية ينصب البعض الشجرة أيضا، مثلما هو الحال في الصورة، حيث ينصب الناس شجرة مايو في فنلندا، لكن بداية شهر مايو/ ايار كما هي العادة في ألمانيا، وإنما في منتصف شهر حزيران/ يونيو.\nفي مناطق وادي نهر الراين، وزارلاند وبيرغشن لاند، وكذلك في أراضي فرانكن وشفابن جنوب ألمانيا، أصبح من المعتاد أن يجلب الشباب شجرة ملونة ويعلقونها عند شباك منزل الحبيبية أو الصديقة. العادة جاءت منذ القرن السابع عشر، حينما بدأ الشباب غير المتزوجين في القرى بنصب الشجرة تعبيرا عن الحب والرغبة في الزواج.\nمع مرور الوقت لم يعد الشباب وحدهم ينصبون "شجرة مايو" إذ أصبحت الفتيات أن يقمن بنصب الشجرة أمام شباك الحبيب، بعد أن كان الدور مقتصرا على الرجال. ولنقل الشجرة تستعين الفتاة بالدراجة الهوائية بدل العربة أو السيارة.\nهذا الشاب لم يدخر جهدا لجلب شجرة كبيرة لحبيبته، لا يمكن وضعها داخل السيارة. فهل يعبر كبر حجم الشجرة عن كبر حجم الحب أيضا ومكانة الحبيبة في القلب؟ ربما!.\nوإذا نقل الشجرة صعبا، فإن الحل يكمن بطلبها ونقلها عن طريق سيارة أجرة. لكن يبقى أمر تزيينها مناطا بمشتريها. صاحب الشجرة هذه لونها بورقة على شكل قلب أحمر وقلوب بيضاء صغيرة.\n* تفرز الغدد هرمون "أوكسيتوسين" عند عناق الحبيبين، وهو هرمون يفرز في مناطق الدماغ والمبيض والخصية، وهذا الهرمون - كما يؤكد موقع "بوردباندا" - هو سبب استمرار العاشقين في علاقتهما وعدم رؤيتهما لعيوب وسيئات بعضهما.\n* فرضية التناظر تشير إلى وجود قواسم مشتركة في الانجذاب تحدد عمر علاقة الحبيبين، فقصر القامة قد يكون جامعاً، كما لون البشرة أو البدانة وما شابه، وبالتالي فحين يلتقي عاشقان في نقطة ما تعمى عيونهما عن غيرها.\n* كشفت دراسات متخصصة أنّ العشاق في مرحلة مبكرة من العلاقة يعانون من انخفاض مستويات هرمون "سيروتونين" المرتبط بالسعادة والإحساس بها، فيما ترتفع عندهم مستويات هرمون "كورتيزول" المسؤل عن الإحساس بالانقباض، وهذه النسب تشبه مثيلاتها عند من يعانون من الاختلال العصبي، وهو ما يمكن أن يفسر عمى المتحابين عن عيوب ومساوئ بعضهما البعض.

الخبر من المصدر