أحمد داود أوغلو... "دمية" أردوغان ينسحب بهدوء

أحمد داود أوغلو... "دمية" أردوغان ينسحب بهدوء

منذ 8 سنوات

أحمد داود أوغلو... "دمية" أردوغان ينسحب بهدوء

ئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو\nداوود أوغلو: الدستور الجديد يحافظ على مبادئ العلمانية\nداوود أوغلو: العقوبات الروسية "لن تركع تركيا"\nرغم كل الجهد الذي بذله رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ليتبوأ مكانته الخاصة في مشهد سياسي يهيمن عليه الرئيس رجب طيب اردوغان، لم يتمكن قط من الخروج من عباءة الرجل القوي في البلاد.\nأنقرة: في 22 ايار/مايو يعقد حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ الحاكم مؤتمرا استثنائيا لتعيين خلف داود اوغلو الذي اعلن الخميس انه لن يترشح، ما يعني تلقائيا خسارة منصبه في رئاسة الوزراء.\nوفيما اعتبرته المعارضة "دمية" اردوغان عندما عينه الاخير خلفا له في اب/اغسطس 2014 على راس الحكومة تمكن داود اوغلو تدريجيا من احتلال مكانة خاصة به على الساحة السياسية التركية.\nفمن مستشار دبلوماسي الى وزير للخارجية اكتسب داود اوغلو مهندس السياسة الخارجية المعتمدة في اثناء حكم اردوغان صورة المفاوض المحنك.\nكما انه قاد وفد التفاوض التركي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ما ادى في 18 اذار/مارس الى اتفاق مع اوروبا حول الهجرة قد يعود على المواطنين الاتراك بانجاز تاريخي يكمن في اعفائهم من تاشيرة الدخول الى فضاء شنغن الاوروبي.\nوسعى الاستاذ الجامعي السابق اللطيف والباسم بالعادة الى اضفاء القوة على صورته فرفع صوته على المنابر مكررا الخطابات الحادة النبرة المليئة باحالات اسلامية التي اعتمدها الرئيس.\nوحتى الان بقيت خلافاته مع الرئيس المعروف بطبعه المتفجر طي الكتمان، قبل ان تنكشف فجاة في الاسابيع الاخيرة.\nاضطر داود اوغلو المؤيد لاستئناف المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني لانهاء نزاع دام في جنوب شرق البلاد، للانصياع الى ارادة الرئيس الذي يعتبر ان الحل الوحيد هو الحل العسكري.\nكما انه لم يبد مستعجلا لتطبيق مشروع الدستور الجديد الرامي الى انشاء نظام رئاسي الذي يسعى اليه اردوغان بجهد.\nوفيما حاول رئيس الوزراء اعادة تلميع صورة تركيا في ملف حقوق الانسان لا سيما بعد التظاهرات المناهضة لاردوغان التي قمعت بشدة في غيزي باسطنبول في 2013، كثف الرئيس التركي التصريحات الحادة ازاء اوروبا.\nويشير المراقبون الى ان اتفاق الهجرة المبرم مع الاتحاد الاوروبي قد يكون حسم مصير داود اوغلو الذي تراس المفاوضات في ما بدا استبعادا لاردوغان.\nاخيرا بلغ التوتر بين الرجلين اوجه في 29 نيسان/ابريل عندما سحبت اللجنة التنفيذية في حزب العدالة والتنمية من رئيس الحكومة صلاحية تعيين المسؤولين المحليين للحزب مقوضة سلطته.\nفي الخطاب الاكثر ايجازا لداود اوغلو امام اكثريته البرلمانية الثلاثاء، قال انه مستعد للتخلي عن اي منصب يعجز اي كان عن رفضه في تصريح اعتبره البعض مؤشرا على استقالة محتملة.\nويتوقع المراقبون ان ينسحب داود اوغلو بلا اي مشاكل مع بقائه عضوا في الحزب.\nولد احمد داود اوغلو في 26 شباط/فبراير 1959 في محافظة قونيا في قلب الاناضول الاوسط، المنطقة المتدينة والمحافظة، وهو اب لاربعة اطفال.\nبعد تدريس تاريخ العلاقات الدولية لفترة طويلة انضم الى فريق رجب طيب اردوغان مع تولي الاخير رئاسة الحكومة في 2003. بعد ست سنوات استلم الرجل الذي يتقن عدة لغات بطبيعة الحال حقيبة الخارجية.\nفي تلك الفترة وضع صاحب كتاب "العمق الاستراتيجي" بصمته على الدبلوماسية التركية، خصوصا مع تطبيق سياسته "صفر مشاكل مع الجيران" التي روج لها بهدف تحويل تركيا الى لاعب لا مناص منه على الساحة الشرق اوسطية.\nلكن اعتبارا من 2011 سرعت احداث "الربيع العربي" تهالك مشروعه الذي بدا معارضوه يسمونه تهكما "مشاكل مع جميع الجيران".\nاليوم تواجه تركيا تبعات الحرب في سوريا على حدودها وتهديد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية والنزاع الدامي مع الاكراد في جنوب شرق البلاد.

الخبر من المصدر