عادة ما يظهر التهاب الجلد حول الفم على شكل تعرجات حمراء صغيرة وبثور حول الفم، ويكون مصحوبا بآلام مزمنة مع تشوهات البشرة في الوجه، ويكثر ظهور هذا المرض لدى الإناث بين عمر 15 و25 عاما، ونادرا ما يصيب الذكور.\nوأوضح كبير الأطباء في عيادة الأمراض الجلدية التابعة لمستشفى "لودفيغ ماكسيميليان" الجامعي البروفيسور أندرياس فولينبيرغ أن التهاب الجلد حول الفم عبارة عن استجابة بشرة الوجه لعدم تحمل منتجات العناية ومستحضرات التجميل، وهو سبب حدوث التهيج المتكرر بالبشرة.\nولا تزال الأسباب الحقيقة التي تؤدي إلى ظهور هذه الالتهابات غير واضحة بشكل كامل، غير أن الاستخدام المفرط لمنتجات العناية بالبشرة يعتبر السبب الرئيسي لظهور التهاب الجلد حول الفم.\nوعلل الطبيب الألماني ذلك بقوله إنه من خلال العناية المفرطة يتم التحميل على وظيفة الحاجز الطبيعية للبشرة، وتتضخم الطبقة القرنية، وهو ما يؤدي إلى فقدان الماء بشكل متزايد، ويترتب على ذلك جفاف بشرة الوجه، وتتعرض للشد والحروق، كما تظهر مواضع احمرار بالبشرة في منطقة الفم بصفة خاصة، مع تكون عقيدات صغيرة وحويصلات.\nولا تظهر مثل هذه الأعراض على الجبين أو الخدين أو الجفون أو الذقن، ومن الملاحظ أيضا ظهور شريط رفيع حول الشفتين يخلو من الطفح الجلدي.\nوظهور مثل هذه الأعراض في الوجه يجعل المرضى يعتمدون على المزيد من منتجات العناية بالبشرة، وبالتالي فإنهم يجدون أنفسهم يدورون في حلقة مفرغة.\nوأوضح طبيب الأمراض الجلدية أولريش كلاين أنه غالبا ما يتم استعمال مستحضرات تجميل لا تتناسب مع نوع البشرة، حيث ينبغي ألا يكون هناك اختلاف كبير بين محتويات الدهون في منتجات العناية ونوع البشرة.\nكما يتم غالبا تطبيق إجراءات العناية بصورة خاطئة يوميا وعلى مدى سنوات، وبالتالي يصعب على المرضى اتخاذ الخطوة الأولى في العلاج، والتي تتمثل في التخلي عن جميع منتجات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل لمدة نحو ستة أسابيع.\nوأشار مدير قسم الأمراض الجلدية والحساسية في مستشفى بون الجامعي البروفيسور توماس بيبر إلى أن ذلك يعني أن يقوم المرء بتنظيف الوجه والعناية به بواسطة الماء الصافي فقط.\nوإذا اعتمد المريض على هذه الطريقة في العلاج فإن التهاب الجلد حول الفم عادة ما يختفي تماما من دون أن يترك أي ندوب في جميع الحالات من دون استثناء.\nوإذا كانت التهابات الجلد حول الفم شديدة فإنه يلزم في حالات نادرة جدا استعمال المضادات الحيوية، ولذلك فإنه ينصح دائما بمراجعة طبيب الجلدية للتعامل مع هذه الالتهابات.