حلب.. «دماء السوريين المبعثرة بين بشار والإرهاب والمعارضة» (تقرير) | المصري اليوم

حلب.. «دماء السوريين المبعثرة بين بشار والإرهاب والمعارضة» (تقرير) | المصري اليوم

منذ 8 سنوات

حلب.. «دماء السوريين المبعثرة بين بشار والإرهاب والمعارضة» (تقرير) | المصري اليوم

مع تصاعد أعمال العنف المستمرة حتى الآن في مدينة حلب، والتي خلفت 232 قتيلا، بينهم 36 طفلا و24 امرأة خلال 8 أيام فقط، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، ومع تعدد التنظيمات التي تسيطر على حلب، اختلطت الأوراق وتبعثرت وتاهت الحقيقة بين مؤيد للغارات التي يشنها طيران النظام السوري بمساعدة روسية ضد التنظيمات التي يصفها بـ«الإرهابية» لفرض واقع جديد على الأرض غير عابئ بما قد يخلفه من خسائر بصفوف المدنيين العزل، ومعارض يصف ما يحدث بـ«الجريمة الإنسانية» ويحمل نظام بشار الأسد كامل المسؤولية.\nووسط كل هذا الصراع المحتدم لا يمكن القطع بوقوع مناطق بعينها تحت سيطرة فصيل بعينه لفترة من الزمن فما يسيطر عليه تنظيم اليوم ربما يفقده في اليوم التالي وهو ما يؤكده اختلاف الخرائط التفاعلية للصراع في سوريا بصفة عامة وحلب بصفة خاصة، ولكن الثابت حتى الآن وبحسب خريطة نشرتها «سكاي نيوز» بالعربية هو أن كتائب الثوار والمعارضة المسلحة، وبينها «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» تسيطر على معظم البلدات والمدن الواقعة في محافظة حلب مع تواجد ضئيل لقوات النظام السوري في الوسط وللقوات الكردية في الشمال مع الحدود التركية.\nفعلى الأرض تتعدد التنظيمات والحركات المقاتلة في حلب سواء التي تقاتل في صف النظام أو في صف المعارضة وتنوعت على المستوى الأيديولوجي والطائفي، لدرجة بات من الصعب معها تحديد إلى أي تنظيم تتبع هذه الحركات أو تنتمي لهذه التنظيمات.\nفبالنسبة للمعارضة السورية يعد «الجيش السوري الحر» هو المظلة الأم في حلب التي يقاتل تحت لوائها تنظيمات مثل «هيئة أركان الجيش الحر، وجبهة تحرير ثوار سوريا، ولواء صقور الشام، لواء التوحيد، ولواء شهود اليرموك، وكتائب الوحدة الوطنية».\nوبالنسبة للجماعات المسلحة الإسلامية المتطرفة يعد أبرز تنظيم بحلب هو تنظيم «جبهة النصرة» التابع لتنظيم القاعدة، ويقوده أبومحمد الجولاني، ولا يعرف ما إذا كانت هناك تنظيمات أو حركات تقاتل تحت لوائها من عدمه.\nأما قوات النظام السوري فمن أبرز الفصائل التي تقاتل بجانبها هي تنظيم «حزب الله» و«فيلق القدس» إلى جانب الدعم الذي تتلقاه من القوات الروسية.\nوأشارت توقعات من مراقبين إلى أن القوات الحكومية تستعد لشن هجوم كبير لاستعادة كل المناطق التي لا تسيطر عليها في حلب.\nويعلق الدكتور سامح راشد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على حالة الصراع المحتدمة حاليا بحلب قائلا: «هناك حالة من التخاذل من قبل المجتمع الدولي والإقليمي تجاه ما يحدث للمدنيين في حلب وهذا النمط السائد في التعامل مع الأزمة السورية فخطاب إعلامي مؤيد لحق الشعب السوري في الحياة والبقاء دون ترجمة لهذا الخطاب على أرض الواقع، والولايات المتحدة والدول الغربية لم تقدم دعمًا فعليًا لسوريا فعلى سبيل المثال كان بإمكانها وقف الانتهاكات ضد المدنيين».\nوتوقع «راشد» عدم حدوث أي تقدم حقيقي في الأزمة السورية لاسيما وأن موازين القوى في صالح النظام السوري ومن ثم ستضطر المعارضة لقبول الحلول السياسية التي ترفضها حاليًا، قائلا: «ما يحدث في سوريا مشابه لما كان يحدث في الأراضي الفلسطينية انتهاكات ومسار تفاوضي غير مجدي ومضيعة للوقت وهناك تخاذل دولي وإقليمي».\nفي سياق متصل، وصفت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الهجمات على مدينة حلب، بـ«المأساة الإنسانية»، مشيرة إلى أن المدنيين هما الضحية في هذه المعركة وموضحة أن معركة حلب ستكون معركة حاسمة للنظام السوري والمعارضة والإسلاميين إذا نجح بشار الأسد في السيطرة على حلب ستكون خطوة مهمة له.\nوأضافت: «التكلفة البشرية ستكون كبيرة في حال استمرار الصراع السوري، وما يحدث في حلب الآن يؤكد أن التسوية السلمية هي الحل الوحيد للأزمة السورية وذلك حقنًا للدماء».\nوعن الموقف المصري مما يحدث في حلب قال «راشد»: «الموقف المصري تجاه الأزمة (حرج)، والموقف السياسي الفعلي مؤيد للرئيس بشار الأسد، ومن ثم يصعب على النظام المصري تبرير هذه الانتهاكات».\nوتأكيدا على قوله قالت «الشيخ» إن الموقف المصري من الأزمة السورية شديد الخصوصية فتصفية الإرهابيين واستقرار سوريا يصب في صالح مصر لكن في نفس الوقت مصر لا تريد أن تغضب حلفائها في الخليج بإعلان دعمها للنظام السوري، مستشهدة بـ«تعليق سامح شكري، وزير الخارجية إبان نجاح الضربات الروسية، حيث انقلبت الدنيا حينها»، مشيرة إلى أن مصر تلتزم الصمت تجاه الأزمة السورية تاركة الملف للفاعلين الرئيسيين روسيا وإيران من جانب والولايات المتحدة وتركيا والخليج من جانب آخر.\nوبرغم الموقف المصري يتسم بالتحفظ في كثير من المواقف فيما يتعلق بالأزمة السورية، إلا أن المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى، باسم وزارة الخارجية، أدان عمليات القصف التي شهدتها مناطق متفرقة من سوريا، لاسيما قصف مستشفى القدس بمدينة حلب، وما خلفته من مشاهد يندى لها جبين الانسانية، وعبر عن القلق البالغ الذي ينتاب الحكومة المصرية إزاء تدهور الوضع الميدانى على الساحة السورية.

الخبر من المصدر