مجاذيب الصوفية.. احذر دعاءهم وطعامهم

مجاذيب الصوفية.. احذر دعاءهم وطعامهم

منذ 8 سنوات

مجاذيب الصوفية.. احذر دعاءهم وطعامهم

حيثما تقع عيناك على أي ركن في مسجد أحد أولياء الله أو أهل بيت نبيه، ستجد شخصا أشعثا رث الثياب ينتفض بين الحينة والأخرى، لسان جسده يتبتل بذكر الله، ولسان حاله في حالة لا وعي، قد تحسبه مجنونا أو مدعيا، لكن ما أن تقترب منه ستجده في ملكوت آخر.\nهذه الحالة تسمى عند الصوفية بالجذب، ويسمى من يعيشون فيها بالمجاذيب، وسنعرض في هذا الموضوع نبذة مختصرة عن مراحله ودرجاته وأنواعه.\nيقول الدكتور فيصل عون، "قيل إن الجذب حال من أحوال العبد يغيب فيها القلب عن علم ما يجري من أحوال، لانشغاله بالحق سبحانه، وتغشاه غبطة شاملة، ويكون أقرب إلى العالم العلوي"، كما جاء في "موسوعة التصوف الإسلامي، لوزارة الأوقاف الصادرة في 2009م".\nيقول الحكيم الترمذي، صاحب كتاب "ختم الأولياء": يحتاج الولي إلى مدة في جذبه، كما يحتاج المجتهد إلى المدة في صدقه، إلا أن هذه تصفيته لنفسه بجهده، وتصفية المجذوب يتولاه الله بأنواره فانظر كيف صنع الله بعبده، وصنع العبد بنفسه ؟ أما ترى آدم عليه السلام كيف فات الخلق وبرز عليهم بما تولاه الله من فطرته وقال لسائر الخلق "كن فكان"،  فالمجذوب يُجذب في كل موطن في طريقه إلى الله تعالى، ويخبر ويعرف المواطن".\nعندما سؤال العالم الصوفي، الشيخ أحمد رضوان الأقصري، عن أقسام الجذب، قال: الجذب ثلاثة أقسام:\n- الأول: قسم تصنُعي وصاحبه يتصنع الجذب، هروبا من طلب المعيشة ومسئولياتها ليستريح ويتواكل وهذا من الخطأ العظيم.\n- الثاني: هو جذب خيالي، وهو جذب تكون فيه الأفكار التي ترد على العبد من هموم الدنيا بحيث تحدث اضطراباً في قلبه فيعتريه حال الجذب.\n- الثالث: هو الجذب الحقيقي، وهو اختطاف رباني يحدث من غير تكلف ولا عناء ولا مشقة.\nوأوضح الأقصري أن القسم الأخير نوعان:\n- جذب منقطع: وصاحبه يغيب ويفيق.\n- جذب مطبق وصاحبه فلا يفيق.\nويوضح الأقصري أن من المجاذيب من يمشي من جهة إلى جهة، ومنهم من يمشي دائماً، ومنهم من يبقى مكانه.\nيقول الإمام الصوفي محمد ماضي أبو العزائم، في كتابه "اصطلاحات الصوفية"، إن المجذوب رجل جذبته العناية من الأزل جذبة عرفان ثم جذبة مراقبة، فجذبة عيان، فسترت الآيات عن حسه الكائنات.\n(أي أن استغراقه في الآيات وتفاصيلها حجب حسه عن رؤية الكائنات فانفصل عنها).\nويوضح أبو العزائم هذه الدرجات أو المراحل، فيقول:\n1- جذبة العرفان: مبدؤها: صحبة العارف، ووسطها: استغراق كلية القلب في محبته، ونهايتها: دخوله في قلب العارف، فينظر الله إليه.\n2- جذبة المراقبة: فتشرق عليه معاني الصفات، فتحصل له المراقبة.\n3- جذبة العيان: فإذا راقب معاني الصفات، أشرقت عليه معاني بدئه قبل نشأته الأولى، ولديها يزول البين عن البين، وتقع العين على العين، وهي جذبة العيان.\nيقول الشيخ أحمد رضوان الأقصري أن المجاذيب قوم أخذهم الله من أنفسهم، فليسوا من الناس، وهم ناجون، لكنهم لا ينفعون الناس لأن الذي ينفع في طريق الله هم العلماء بربهم، العاملون بالكتاب والسنة، الجامعون للحقيقة والشريعة.\nويضيف: إذا جاءك أحدهم فأعطه ما يطلب، ولكن إذا طلباً نقوداً فلا تعطه، لأنها تستوي عنده مع التراب ولبس الملابس عنده والعري سواء، ولا تأخذ عن المجاذيب، ولا تطلب الدعاء منهم، لأنهم يدعون عليك بالفقر والمرض لأنهم يحبون هاتين الصفتين للمسلمين جميعا، لأن الله يدخل بهما المسلمين الجنة، وإذا أعطاك ليمونة، فلا تأخذها، فإنها بلاء ومرض، فلا تلبسوا ثيابهم ولا تأكلوا معهم.\nأجاب عن ذلك العالم الصوفي الشيخ أحمد بن عجيبة (المتوفي 1224هـ) ، صاحب تفسير "البحر المديد"، قائلا: "الجذب هو غياب الحس بالكلية لترادف أنوار المحبة والعشق، وقال بعض المحققين: لا يصح أن يقال في الأنبياء عليهم السلام سالكون ولا مجذوبون، لأن الجذب لا يكون إلا عن نفس، والسلوك لا يكون إلا في قطع عقباتها وهم عليهم السلام مطهرون من آثار النفوس بأول قدم".

الخبر من المصدر