تونس الثّكلى : سياسيون حمقى ، إعلام فاسد و شعب مغفّل

تونس الثّكلى : سياسيون حمقى ، إعلام فاسد و شعب مغفّل

منذ 8 سنوات

تونس الثّكلى : سياسيون حمقى ، إعلام فاسد و شعب مغفّل

بلا سوداويّة وبلا تشاؤم، و بعيدا عن آمال خادعات و تفاؤلات مجّانية، لكن أيضا بكثير من الحبّ لهذا الوطن و أهله، فإنّ تشخيص واقع البلاد المقارب للحقيقة لا يبعث على الارتياح، و لا ينبيء عن نظرة مستقبليّة مشرقة على الأقلّ على المدى القريب،،، بهذا المشهد السياسي الأرعن في مساره، و بهذا الإعلام العامل ليل نهار على عرقلة كل مجهود إيجابي و السّاعي بكلّ ما لديه من إمكانات إلى تمييع المجتمع و جذبه إلى دوائر السلبيّة و الإنحدار الأخلاقي و الفكري، و بهذا الوضع الذي عليه غالبيّة الشّعب من جهل ( أو تجاهل ) بواقعه و استسلامه إلى قوى الردّة التي تُعمل أنصالها في كلّ مناحي حياته و تتسابق لنهب ثرواته و اختطاف مقدّراته و مكتسباته...\nسياسيّون لا يكفي أنّ غالبيّتهم لا علاقة لهم بالفعل السياسي لا من ناحية الممارسة و لا من ناحية الإنتماء، فهم تسلّطوا و -عمروا- المشهد السياسي إبّان الثورة، و في غفلة من كلّ رقيب، تسلّطوا عليه و عمروه بكلّ طرق الريبة و كلّ أنواع الطمع و الجشع ...فإنّ أكثرهم تحرّكهم كثير من الأجندات المحلّية و الخارجيّة وتدفعهم كلّ الغايات إلاّ غاية الوطن و المواطن،، و هذا لا يحتاج إلى ذكاء مفرط للوقوف على أعراضه، فاللعب أصبح على المكشوف و العارعندهم لم يعد عارا ... هؤلاء - الرّهط - من السياسيين أغرقوا أنفسهم و أغرقوا الوطن معهم و اختطفوا كلّ الوطن بمقدّراته و جغرافيته و تاريخه و هويّته ودينه مقابل أطماعهم الرّخيصة، بل أعقلهم سكتوا عن كثير من الفساد الذي أصاب و الذي يحدق بالبلاد تنازلا و مقايضة.\nيقابله إعلام أغلبه أدمن الرداءة، و عاقر الشذوذ فاشتغل على الوسوم التجاريّة الوسخة، و أتلف كلّ مِهَنيّة و جاوز كل أخلاق مهْنيّة في كثير من أيقوناته،،، إعلام أغفل و صرف النّاس عن شواغلهم الحقيقيّة ليمارس علنًا و بإصرارٍ كلّ أنواع الدعارة الإعلامية و يمتهن التشهير في شدّةٍ بالغة بما هو هويّة و دين ليضرب بلا هوادة قيم و أخلاق الشعب مستعينا بأدوات و أعلام الخراب القِيَمي و الشذوذ الفكري .\nإعلام أهمل في قصد و بإمرة كلّ الملفّات السّاخنة التي تعني الساحة الوطنيّة و تكشف خور و فساد المنظومات المتسلّطة على مكاسب و مقدّرات الشعب، في استبلاه صارخ لهذا الشعب و في ضحك على ذقون كثير من مكوناته..\nو تكتمل حلقة ( الدُّمّار الأزرق) بوجود أغلبية صامتة من الشعب، أغلبيّة خيّرت النّفاق، البطالة، الإنتهازيّة، الرشوة و استنزاف ما يتبقى من موائد اللئام في نشوة الغانم الجاحد لفضل البلاد و لحقوق أهلها.\nشعب غُرست في جلّه الأنانيّة المفرطة فضيّع إيمانه بهذا الوطن و كفر بأغلى قيمتين عند الشعوب المتحضّرة قيمتا (( الوقت و العمل )). شعب في أوسع فئاته احترف الشكوى و التذمّر و الإستعطاء مع طلب المزيد، رضي بالذلّ و الهوان ليكون هو اليد السفلى التي تطلب بعض الإحسان من حقّ كان هو الأولى به.\nأيّ سنوات هذه التي تمرّ بتونس التاريخ و الشموخ، و أيّ خلق هؤلاء الذين يدوسون ترابها هذه الأيام و ينعمون ثم ينكرون و يجْنحون؟؟ و أيّ بصمة ستعنْون مرورهم لتبقى ذكرى لأجيال ستأتي من بعدهم؟؟\nأيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّاباً فأهوي على الجذوعِ بفأسي\nالتدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

الخبر من المصدر