دول الخليج تتجه بآمالها نحو خليفة أوباما

دول الخليج تتجه بآمالها نحو خليفة أوباما

منذ 8 سنوات

دول الخليج تتجه بآمالها نحو خليفة أوباما

من المقرر أن يقوم الرئيس الاميركي باراك اوباما بزيارة الى السعودية، هذا الأسبوع، تتمحور حول النزاعات الاقليمية من اليمن الى سوريا، لكن أنظار حلفائه في الخليج تتجه الى من يخلفه قريباً، بعدما خيبت تصريحاته وخياراته آمالهم.\nوأعاد اوباما خلط الأوراق في المنطقة وأثار في الوقت نفسه غضب دول الخليج، شركاء بلاده منذ زمن طويل، بإعادته ايران الى الساحة الديبلوماسية، ورفض التدخل العسكري ضد الحكومة السورية، وإعلانه بوضوح أن للولايات المتحدة اولويات اخرى غير الشرق الاوسط في مقدمتها اسيا.\nوبعد لقاء الاربعاء مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، يشارك اوباما الخميس المقبل في قمة لدول "مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين وقطر والامارات والكويت وسلطنة عمان)". وكان دعا هذه الدول الى اجتماع في كامب ديفيد في ايار العام 2015 في خضم محادثات أفضت الى توقيع الاتفاق النووي مع ايران في تموز العام نفسه.\nوأدرك اوباما، قبل تسعة اشهر من انتهاء ولايته الرئاسية، أن المعادلة صعبة. اذ يتعين عليه التشديد على التعاون من اجل مكافحة تنظيم "داعش"، وفي الوقت نفسه على ان واشنطن لن تغض النظر عن "النشاطات المزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها طهران، من خلال دعم الحكومة السورية و"حزب الله" والحوثيين في اليمن.\nوقال الباحث في "مركز ابحاث الخليج" مصطفى علاني: "لا نعلم لماذا يأتي (اوباما)"، معتبراً أن الزيارة "ليست مهمة" بالنسبة الى دول الخليج.\nولا يخفي علاني استياءه من مقال للرئيس الاميركي نشر في مجلة "ذي اتلانتك" الاميركية اواسط آذار الماضي، حيث أعرب اوباما بصراحة عن رؤيته للمنطقة، رافضاً وجهة النظر التي تقول إن "ايران هي مصدر المشاكل".\nوكتب اوباما في مقاله أن "المنافسة بين السعودية وايران التي ساهمت في الحرب بالوكالة وفي الفوضى في سوريا والعراق واليمن، تدفعنا الى ان نطلب من حلفائنا ومن الايرانيين ان يجدوا سبيلا فعالا لإقامة علاقات حسن جوار ونوع من السلام الفاتر"، وهو اقتراح لم يسبق لأي رئيس اميركي ان اقترحه، بحسب الباحث.\nوحاولت الادارة الاميركية تقديم تفسير مقبول للمقال قبل وصول أوباما الى الخليج.\nوقال مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الشرق الاوسط والخليج روب مالي: "لا مجال للالتباس" حول هوية "شريكنا"، الا انه اضاف، "إذا أرادت دول الخليج وايران احراز تقدم في علاقاتها، فإن الرئيس على قناعة بأن ذلك سيكون لصالح المنطقة وللاستقرار في العالم بشكل عام".\nوشدد البيت الابيض على التقدم الذي احرز أخيراً، ولو كان محدوداً، لحل النزاعات في المنطقة مثل اعلان هدنة هشة في سوريا على الرغم من الخروقات العديدة، ووقف اطلاق النار في اليمن.\nوركزت دول الخليج اهتمامها الآن على الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في الثامن من تشرين الثاني، وتأمل أن يكون الرئيس المقبل سواء كان جمهوريا او ديموقراطيا، أكثر اصغاء لوجهة نظرها. لكنها تواجه احتمال خيبة أمل جديدة.\nوقالت المحللة السابقة لدى "وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية" (سي آي ايه) لوري بلوتكين بوغهارت، التي تعمل حاليا في "معهد واشنطن للسياسة في الشرق الادنى": "يأمل شركاؤنا في الخليج بعودة العلاقات الى ما كانت عليه في السابق، لكن المنطقة تغيرت بشكل كبير والامور اصبحت اكثر تعقيدا".\nوهناك عامل خلاف آخر بين اوباما والسعوديين، يكمن في مشروع قانون عرض على الكونغرس ويجيز للمحاكم الاميركية النظر في مسؤولية السعودية في اعتداءات 11 ايلول العام 2001. وعلى الرغم من ان الادارة الاميركية الحالية غير مؤيدة للنص بشكله الحالي، لكن مجرد وجوده يثير توترا مع الرياض.\nوشدد عدد من المراقبين على ان الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية والتي تعود الى العام 1933، لا تواجه تهديدا فعليا على رغم الخلافات الواضحة.\nواختصرت بلوتكين بوغهارت الوضع بالقول: "الامر اشبه بزواج يمر بمرحلة صعبة. هناك سوء تفاهم واحباط لكن الرغبة في البقاء معا تطغى، لأن الجانبين يستفيدان من الشراكة".\nوبعد الزيارة التي يرجح ان تكون الاخيرة لأوباما الى المنطقة، يتوجه الرئيس الاميركي للقاء حليفين آخرين تخلو العلاقات معهما من التوتر وهما بريطانيا والمانيا.

الخبر من المصدر