5 أسباب وراء عدم ثقة الشعب فى الحكومة

5 أسباب وراء عدم ثقة الشعب فى الحكومة

منذ 8 سنوات

5 أسباب وراء عدم ثقة الشعب فى الحكومة

«الشعب لا يثق فى الحكومة.. ليه؟».. السؤال طرحة الرئيس «السيسى» فى لقائه مع ممثلى فئات الشعب قبل أيام.\nالرئيس طرح السؤال متعجبا، واكتفى بالدهشة من غياب تلك الثقة، لكنه لم يطرح  إجابة لسؤاله..\nوحسب خبراء هناك 5 أسباب وراء فقدان هذه الثقة، مشيرين إلى أن الشعب لم يفقد ثقته فى الحكومة وحدها ولكن ثقته فى الرئيس «السيسى» نفسه تراجعت من 60% إلى 45%.\nوأول الأسباب هو تاريخ الكذب الحكومى، فالثقة بين الشعب والحكومة  بدأت تتآكل منذ عام 1967، وتحديدا مع مطلع شمس 5 يونيو من هذا العام.\nففى صباح ذلك اليوم استيقظ المصريون على تصريحات حكومية نشرتها كل الصحف، وأذاعتها الإذاعة وبثها التليفزيون، وكلها تؤكد أن القوات المصرية  أسقطت مئات الطائرات الإسرائيلية، ودمرت أغلب قوات ومعدات العدو.\nوصدق المصريون كل ما سمعوه وقرأوه، وغمرت السعادة الجميع، وخرجت مظاهرات الفرح تطوف شوارع القاهرة وكل مدن مصر، هاتفة «عبد الناصر يا حبيب.. بكرة هندخل تل أبيب».\nوفى اليوم التالى واصلت الحكومة ومعها الصحف الناطقة باسمها، العزف على ذات النغمة، فقالوا إن القوات المصرية على أبواب تل أبيب.. وأمام هذا الحال،غرق المصريون فى نشوة النصر الكاسح وراح الكثيرون يمنون أنفسهم بصلاة الجمعة فى القدس..\nووسط هذه النشوة والسعادة الغامرة، فؤجى المصريون بالحقيقة..الجيش المصرى انسحب من سيناء وإسرائيل وصلت حتى قناة السويس..\nكانت الصدمة مروعة لكل المصريين، ومن هنا أصيبت فى مقتل الثقة بين الشعب والحكومة.\n وظلت الثقة تتراجع يوما بعد آخر، فمع كل كذبة حكومية، كانت الثقة بين الشعب والحكومة  تفقد جزءا من روحها ودمائها حتى نزفت كل  دمائها، ومن يفقد دماءه لا بد أن يموت، وهذا بالضبط ما حدث..\nفطيلة السبعينيات وحتى الآن، والكذب الحكومى لم يتوقف..\nكذبت الحكومة فى مطلع السبعينيات، وقالت على لسان رئيس الدولة نفسه إن عام 1971 هو عام الحسم، وان مصر ستخوض حربها وتحرر أرضها فى هذا العام، ولكن مرت السنة الموعودة ولم يتحقق شيء، وتكرر نفس الأمر فى عام 1972وتواصلت سيمفونية الكذب طوال السبعينيات.. فالرئيس السادات فى بداية عهده، قال إنه سيسير على خطى عبد الناصر، ولكن الحقيقة أن الرئيس السادات لم يترك شيئا فعله الرئيس «عبدالناصر»، إلا وصار عكسه.. فعبد الناصر ألغى الأحزاب والسادات أعادها.. «عبدالناصر» صاحب تنظيم «الاتحاد الاشتراكى» والسادات فككه ونزع سلطاته.. «عبدالناصر» رفض كل محاولات الصلح مع الإسرائيليين، والسادات سعى بنفسه، إلى الصلح.. وعبد الناصر توسع فى إقامة قطاع عام ودعمه بكل ما يملك، والسادات قطع عنه المعونة وتركة يمرض ويخبو حتى كاد أن يموت.\n وكان طبيعيا والحال هكذا أن يتندر المصريون من مقولة السادات بأنه سيسير على خطى عبد الناصر بعبارة لا تخلو من خفة ظل مصرية معهودة فقالوا « السادات يسير على خطى عبد الناصر بأستيكة»..\nوفى السبعينيات أيضا قال الرئيس السادات وكل  رجال حكومته إن السلام مع إسرائيل سيغرق مصر فى السمن والعسل.. وظلت هذه هى النغمة التى تعزف عليها الصحف الحكومية، ومرت السنوات ولم تجن مصر من السلام سوى الشوك والديون والقروض الخارجية.\nنفس الحكاية تكررت فى الترويج لسياسة الانفتاح التى بدأها السادات، والتى أقسم كل رجال الحكومة، وكل صحف مصر، إنها ستجعل كل المصريين أغنياء.. ولكن مرت السنون ولم تحصد مصر فى نهاية عصر السادات سوى مزيد من العشوائيات، وازداد الفقراء فقرا، وظهرت فئة جديدة استأثرت وحدها بخيرات البلاد.\nولما تولى مبارك حكم مصر، أطلق تصريحات اعتبرها البعض مبشرة، فقال إن الكفن مالوش جيوب، وعندما انكشف المستور بعد ثورة يناير اكتشف المصريون أن الذى كان يتحدث عن جيوب الكفن تربح من منصبه هو وأسرته وجنى مليارات الجنيهات من المال العام.\nومبارك أيضا بدأ عهده بأنه سيدعم القطاع العام ليقوم بدوره فى التنمية، ولكن ما إن أطل عام 1994 حتى طرح مبارك القطاع العام كله للبيع، وباع 410 شركات خلال سنوات قليلة!\nومع توالى هذه الوقائع صار واضحا أن الحكومة تقول الشيء وتفعل عكسه، وكانت المأساة متجسدة بشكل كبير فى تصريحات الحكومة عن بيع البنوك، فكل رجال الحكومة ومعها رئيس الدولة نفسه - وقتها- أكدوا فى مطلع الألفية الحالية أن بيع البنوك خط أحمر، وبالفعل ضخوا فى بنك الإسكندرية أحد البنوك العامة 9 مليارات جنيه، وبعد عدة شهور من ضخ هذا المبلغ ومن تصريحات الخط الأحمر، تم عرض البنك للبيع وتم بيع 80% من أسهمه  عام 2006 بمبلغ 2 مليار جنيه!\nولم تكتف حكومة الخط الأحمر ببيع بنك الإسكندرية فقط، بل شرعت فى بيع بنك القاهرة ولولا حملة صحفية قادتها الوفد وقتها، وأيدها وزير الدفاع وقتها - المشير محمد حسين  طنطاوى - لكان بنك القاهرة قد سقط هو الآخر فى بحر الخصخصة.\nوجاءت ثورة 25 يناير 2011 لتقتل الثقة تماما بين الشعب والحكومة، خاصة بعدما تبين أن  كل رجال الحكومة كانوا يفعلون عكس ما تقول، لدرجة أن الذى وقف تحت قبة البرلمان مهاجما المفسدين وقائلا بأن الفساد وصل للركب، تبين أنه هو الآخر لم يكن أبدا بعيدا عن الفساد والإفساد.\nوتبين أيضا أن جمال مبارك هو الذى كان يحكم مصر، رغم أن الحكومة ورجالها وصحفها، كانت تقول صباح مساء إن «جمال مبارك» ملوش علاقة بالسياسة وأنه مجرد شاب بيحب مصر.\nوكان المفروض بعد ثورة يناير، أن تتغير الأمور وأن تعود الثقة بين الشعب والحكومة، ولكن الثقة لم تعد والسبب كما يقول الدكتور هانى صبرى - أستاذ الاجتماع السياسى - بجامعة قناة السويس إن حكومات ما بعد الثورة كانت تسير بنفس «كتالوج» الحكومات السابقة، فتصريحاتها كانت بعيدة عن الواقع وأفكارها كانت من نفس الصندوق الذى كانت تستخرج منه الحكومات السابقة أفكارها، وحتى حلولها للأزمات كانت من نفس النبع الذى كانت تحصل منه الحكومات السابقة على حلولها التى كانت جميعها مجرد مسكنات، وليست حلولا حقيقية، ولهذا لم تتغير نظرة المصريين للحكومة. \nويؤكد الدكتور هانى صبرى أن الغالبية العظمى من المصريين كانت تثق فى الرئيس «السيسى» بشكل كبير، ولكن الأمر تغير بشكل كبير حاليا..  ويقول 60% من المصريين كانوا يثقون ثقة مطلقة فى الرئيس «السيسى» عندما تولى رئاسة الجمهورية، ولكن أداء الحكومة، وتغلغل الفساد فى كثير من الجهات الحكومية قلل نسبة الثقة حاليا لتصل إلى حوالى 45% فقط.\nويضيف الدكتور حمدى عرفة خبير المحليات والتنمية البشرية 3 أسباب أخرى وراء فقدان الثقة بين الشعب والحكومة فيقول: «الشعب لم يجد شيئا تغير بعد الثورة، رغم الوعود الكبيرة التى قطعتها الحكومة على نفسها منذ ثورة 30 يونية، وفوق ذلك وجد المصريون أن الحكومة عاجزة حتى أن تضع الرجل المناسب فى المكان المناسب، فأقل من 12% فقط من المناصب فى مصر يوجد بها الرجل المناسب، ولهذا فقد الشعب الثقة فى الحكومة».\nويضيف «تصريحات الحكومة مسئولة عن فقدان الثقة فى الحكومة، فليس هناك مسئول واحد يعترف بوجود مشكلة فى القطاع الذى يتولاه، وإنما «كل شيء تمام» رغم أن الواقع غير ذلك، والصحافة الحكومية أيضا مسئولة فالتضخيم الكبير فى المشروعات الحكومية، يأتى دائما بنتائج عكسية بدليل ما فعلته مع المؤتمر الاقتصادى فى العام الماضى حيث راحت الحكومة ومعها الصحف الناطقة باسمها تؤكد أن مصر ستحصد 150 مليار جنيه من هذا المؤتمر.. وبعد شهور اكتشف الناس أن ما تحقق لا يتعدى 3% فقط مما قالته الحكومة، وهو نفس ما تكرر مع مشروع قناة السويس الجديدة».\nوواصل «لم يعد بإمكان الحكومة أن تكذب مثلما كانت تفعل فى الستينيات، والسبب أن السوشيال ميديا يكشف أولا بأول أكاذيب الحكومة وهو ما يساعد فى فضح الحكومة وموت الثقة فيها».

الخبر من المصدر