إيران بقفص اتهام أغلب الدول الإسلامية

إيران بقفص اتهام أغلب الدول الإسلامية

منذ 8 سنوات

إيران بقفص اتهام أغلب الدول الإسلامية

ومن إسطنبول التركية، جاء هذا القرار، ليضفي صبغة رسمية وجماعية على إدانات فردية من سياسات إيران في المنطقة، وليؤكد توحد هذه الدول الإسلامية تجاه مواقف طهران.\nوارتكز القرار على ضرورة أن تكون علاقات التعاون بين الدول الإسلامية وإيران "قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها"، فضلا عن ضرورة نبذ الأجندة الطائفية والمذهبية لما لها من آثار مدمرة وتداعيات خطيرة على أمن الدول الأعضاء واستقرارها.\nالبيان الختامي الصادر أمس عن القمة الـ١٣ لمنظمة التعاون الإسلامي، بمشاركة ممثلين عن أكثر من خمسين دولة إسلامية، بينهم أكثر من عشرين زعيما؛ حمّل طهران مسؤولية تأجيج الصراعات في دول المنطقة ودول أخرى أعضاء في المنظمة، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، فضلا عن مسؤولية دعم الإرهاب.\nإدانات مبررة وتستند إلى وقائع على الأرض، بحسب مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي مهنا الحبيل، الذي قال لبرنامج "ما وراء الخبر" إن إدانة الأغلبية الإسلامية لإيران في محلها، فإيران جنت ثمار تدخلاتها التي فرّقت أبناء الأمة من شيعة وسنة، لأنها مارست العديد من الحروب السياسية والطائفية، حسب تفسيره.\nكما أن هذا الموقف من السياسيات الإيرانية، يستند إلى غضب له مبررات وليس معزولا عن الحالة الشعبية والاجتماعية، بحسب الحبيل، الذي رأى أن النموذج الإيراني فشل أخلاقيا وسياسيا.\nوهو فشل كانت له تركة ثقيلة على دول المنطقة، فلا يجوز أن تصمت منظمة التعاون الإسلامي حيالها وفقا لقراءة الكاتب ذاته، و"تقريع" إيران جاء بسبب "تدخلها السافر" في سوريا، فهي تتحمل وزر المذابح الدامية وتشريد ملايين السوريين، وتتحمل وزر تدمير المدن في العراق، وتدمير التآلف الطائفي في اليمن.\nإلا أن هذه الأسباب لم تكن مقنعة في نظر الجانب الإيراني، فجاء الرد سريعا بانسحاب الرئيس الإيراني حسن روحاني والوفد المرافق له من الجلسة الأخيرة للقمة الإسلامية احتجاجا على التوصيات الختامية.\nوهذا الانسحاب تلته اتهامات لمنظمة التعاون الإسلامي، وهو ما جاء في تصريحات مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي، الذي رأى أن المنظمة تعاني مما أسماه "ضعفا بنيويا"، مبينا أنها واقعة تحت تأثير عدد من الدول "التي تقوم بتوجيهها نحو أهدافها الخاصة من خلال أدواتها المادية".\nورأى عراقجي -الذي لم يكتف بهذه الأوصاف والاتهامات- أن المنظمة ستندم على مواقفها التي اتخذتها ضد ايران وحزب الله، مؤكدا أنها لم تتخذ أبدا موقفا محايدا تجاه القضايا الداخلية للعالم الإسلامي والعمل على حلها وتسويتها بصورة حقيقية.\nمن جهته، فسّر الباحث المتخصص في القضايا الإقليمية حسن أحمديان الأمر من الزاوية ذاتها، حيث عزا، في تصريحات من طهران لبرنامج "ما وراء الخبر"، موقف دول التعاون الإسلامي إلى ما أسماه "الأموال السعودية التي لعبت دورا واضحا في التأثير على الدول الإسلامية"، حسب رأيه.\nورأى الباحث أن الدول الإسلامية التي تتعرض لمشاكل اقتصادية اتخذت مواقفها خوفا من وقوع عقوبات عليها كما حدث مع لبنان.\nوفي الوقت الذي تصرّ فيه طهران على مواقفها، واعتبار ما جاء في بيان منظمة التعاون الإسلامي معاديا لها، وفي ظل اتفاق أغلب الدول الإسلامية على إدانتها، تبقى الأسئلة مطروحة بشأن كيفية ترجمة ما جاء في البيان إلى قرارات ملموسة.

الخبر من المصدر