أندال هنا.. أبطال هناك | المصري اليوم

أندال هنا.. أبطال هناك | المصري اليوم

منذ 8 سنوات

أندال هنا.. أبطال هناك | المصري اليوم

مدرس لغة إنجليزية فى Hangzhou فى الصين. من شقته ومساحتها 50 مترا مربعا. بدأ شركة منها. يعرف المصدرين الصينيين الصغار بالمستوردين المحتملين خارج بلاده. اسم المدرس Jack Ma هذا من خلال شركته «على بابا». بدأت بمجموعة من أصدقائه وتلامذته. لم يتجاوز عددهم الـ18 فرداً. أصبح أغنى رجل فى الصين اليوم. عام 2014 أصدر أكبر طرح عام فى التاريخ. تجاوز قيمته السوقية Facebook.\nبعدها بشهور تجاوز القيمة السوقية لشركة «جنرال إلكتريك» GE وسلسلة Wal mark مجتمعتين.\nالآن يعمل لديه 24 ألف عامل ينقلون بضائع لجميع أنحاء العالم. تتجاوز شركتى «أمازون» و«Ebay» معاً. هذا الرجل اليوم ثروته تتجاوز الـ21 بليون دولار. تتجاوز ما لدينا فى البنك المركزى. تتجاوز صفقة الاستثمار السعودى العملاقة فى مصر. هذا من الصين.\nالآخر من الهند. اسمه Dilip Shanghiv. اقترض من أبيه 10.000 (عشرة آلاف) روبية أى ألف دولار. بدأ شركة صغيرة لصناعة الأدوية. عام 1983. تخصص فقط بإنتاج Lithium. مستحضر لعلاج مرض التوحد. عام 1987 بدأ البيع. عام 1989 بدأ التصدير. عام 1991 بدأ فى الأبحاث. عام ١٩٩٤ طرح شركته طرحاً عاماً. اليوم شركته تساوى 27 مليار دولار. هكذا يأتى الشاب ليصبح ثانى أغنى رجل فى الهند.\nالمثل الثالث يأتى من تركيا. البطل هنا هو «أحمد نظيف زوغلو» (لامؤاخذة). عام ١٩٥٩ ترك المدرسة وسنه 15 عاماً. عمل لدى أسرته التى كانت تعمل فى صناعة النسيج فى قرية تركية اسمها «باباداج». أصبح رئيساً للشركة. وعمره لم يتجاوز ٢٦ عاما. طور وحدث أساليب العمل. احتضن التكنولوجيا. عام 1990 أصبح أكبر منتج للستائر ونسيج البوليستر فى العالم. بعدها استحوذ على شركة خاصة مفلسة لصناعة التليفزيونات اسمها Vestel. (القطاع الخاص قابل للبيع والإفلاس أيضا) طور المصنع بنفس الأسلوب فاحتكر نصف مبيعات أوروبا من التليفزيونات. بعدها دخل فى عالم الثلاجات وماكينات الغسيل وخلافه. هذا التركى الذى ذكرته ترجع إليه 3٪ من صادرات تركيا. يعمل لديه 30 ألف عامل وموظف.\nأمثلة ثلاثة ذكرتها تبين حقيقة مهولة، أن هؤلاء البليونيرات أقاموا صروحاً من الصفر تشهد بكفاءتهم.\nهذه لمحة من كتاب جديد قرأته فى «نادى الكتاب» الذى أنتمى إليه. تجمعنا اللقاءات نصف الشهرية لمناقشة كتاب جديد فى كل مرة. فى هذا الجمع أعلم أننى أقلهم علماً. لذلك أتعمد أن أكون أعلاهم صوتاً. طرفة تذكر عن اللقاء الأخير. علق د. زياد بهاء الدين أن وجود أشخاص يملكون هذا القدر كله من المليارات هو شىء لا يتوافق مع الإنسانية. هذا التفاوت فى الثروة هو ما يجعلهم مكروهين من سائر الناس. أجابته ابنتى الشغوفة بالاطلاع بأن الوضع معكوس تماما. فهؤلاء محل انبهار شباب بلادهم بهم. محل زهو وتكريم من بلادهم فى كل مناسبة. ينظر إليهم كنجوم السينما فى هوليوود. أما ما يحدث لدينا فهو لا ينطبق على البلاد الناهضة الأخرى بأى شكل. لدينا هم محل اتهام وتجريس من الدولة. محل إثارة الشجون من الإعلام. شجون مَن لا قصة نجاح لهم فى أى مجال. وليس هناك أدق من توصيف وإهداء الدكتور طه حسين عندما صدّر أحد كتبه قائلا: إلى الذين لا يعملون ويسيئهم أن يعمل الآخرون.

الخبر من المصدر