ضربات تركيا لمسلحي كردستان تجبر السكان على هجرة القرى الواقعة شمالي العراق

ضربات تركيا لمسلحي كردستان تجبر السكان على هجرة القرى الواقعة شمالي العراق

منذ 8 سنوات

ضربات تركيا لمسلحي كردستان تجبر السكان على هجرة القرى الواقعة شمالي العراق

خلفت عشرات القرى مهجورة ونزحت مئات العائلات بالقرب من حدود العراق الشمالية مع تركيا نتيجة للغارات الجوية التركية التي تستهدف مسلحي حزب العمال الكردستاني.\nفمن بين 76 قرية في منطقة برواري بمحافظة دهوك، التي تقع على طول الحدود التركية، ظل ما بين نصف وثلث هذه القرى خاليًا من السكان، باستثناء عدد قليل من الناس يعودون من حين لآخر للاطمئنان على ممتلكاتهم أو العمل في مزارعهم، وفقًا لمسؤولين حكوميين أكراد.\nفي رحلة أخيرة إلى الجبال الواقعة شمالي العراق، التي ظلت لفترة طويلة ملجأ لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربًا منذ ثلاثة عقود ضد تركيا من أجل حقوق الأكراد، زار صحفيو "أسوشيتد برس" قرية ميركه، الواقعة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود التركية.\nميركه، وهي قرية صغيرة مكونة من عشرات المنازل ومحاطة بأشجار السنديان والتفاح واللوز ويحدها واد أخضر بين الجبال المغطاة بالثلوج من سلسلة جبال زاغروس، لا يوجد بها سكان باستثناء أربعة شيوخ، قالوا إنهم يأتون إلى هنا في بعض الأحيان للاعتناء بحدائقهم.\nوقال المزارع المحلي فوزي علي، العائد للتو من دهوك للاطمئنان على ممتلكاته، حيث انتقل للعيش هناك رفقة عائلته العام الماضي: "الطائرات تأتي إلى هنا باستمرار.. إنها تقصف الجبال وتقصف مشارف القرى.. الناس لا يمكنهم العيش هنا"، مضيفًا أنه لا يوجد أحد في القرى الأربعة القريبة، وهي قرى هيس ويكمال والخربة وشيلادزي، ذاكرًا: "لا يوجد شيء هنا.. لا يوجد أي شيء باستثناء الجبال".\nويصف رجل آخر، هو إيشو يوحنا، إحدى الغارات، قائلًا: "لم نر مثل هذه الصواريخ من قبل.. لقد هزت الصواريخ المنازل فيما تساقطت ثمار الفاكهة من الأشجار".\nولم يتضح على وجه الدقة عدد القرى التي تأثرت نتيجة الصراع، فيرى إسماعيل مصطفى راشد، قائممقام قضاء أميدي، التي تضم برواري، أن 35 قرية هجرها سكانها، فيما يشير عزيز محمد طاهر رئيس قسم الزراعة في برواري، إلى إجلاء 25 قرية.\nولا توجد معلومات دقيقة حول عدد الأفراد الذين غادروا المنطقة، حيث انتقل غالبية الأفراد للإقامة مع أقاربهم أو استأجروا منازل في قرى وبلدات مجاورة، وتشير تقديرات كلا المسؤولين إلى رحيل مئات العائلات.\nالغارات الجوية، التي تستهدف قواعد حزب العمال الكردستاني في المنطقة، يبدو أنها استثنت القرى ذاتها، إذ لم ترد تقارير عن سقوط مدنيين منذ أغسطس الماضي عندما قتل ثمانية في قرية زيرغيلي.\nوقال علي، إن مقاتلي حزب العمال الكردستاني يتحركون عبر الوديان الجبلية وكان واضحًا أنهم من كانوا هدفًا لهذه الطائرات، مضيفًا: "هم في المنطقة لكن لا أحد يعلم أين هم تحديدًا.. إنهم في الجبال وفي كل مكان".\nللصعود للقرية والعودة، مر فريق "الأسوشيتد برس" بدوريات لحزب العمال الكردستاني عبر طرق جبلية مستقلة شاحنات.\nفي قرية آسي، آخر المستوطنات المأهولة على الطريق إلى الحدود، قال العمدة سيربيس حسين، إن الناس بدأوا في هجر قراهم صيف العام الماضي عندما بدأت الضربات الأولى، مشيرًا إلى أن الصراع أثر بشكل كبير على المنطقة.\nوأضاف: "هذه منطقة زراعية خصبة للغاية، تشتهر بإنتاجها من التفاح. كان الناس ينتجون كميات كبيرة لبيعها في أسواق الفاكهة في دهوك"، مشيرًا إلى أن العمال الموسميين في قريته يعانون بسبب عمليات الإجلاء".\nوبحسب عزيز محمد طاهر، تلف محصول التفاح العام الماضي، والكثير من قرى برواري، بما في ذلك ميركه، يقطنها مسيحيون آشوريون.\nفي بداية الثمانينيات أسفرت الحرب بين حزب العمال وتركيا عن مقتل نحو أربعين ألف شخص.\nوانهار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر عامين الصيف الماضي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات جنوب شرق تركيا وشن غارات جوية تركية منتظمة شمال العراق، ولجأ حزب العمال الكردستاني إلى جبال شمال العراق كملاذ في أواخر التسعينيات.

الخبر من المصدر