المحتوى الرئيسى

«القاعدة» يبنى إمبراطورية فى اليمن

04/09 21:33

باحثة بجامعة أوكسفورد: التنظيم يستخدم أسلوب «روبن هود» لكسب اليمنيين.. ومواطن: أتمنى أن تبقى القاعدة ولا تتحرر المكلا

مسئولون: المتطرفون حصلوا على الأسلحة بعد انسحاب الجيش من الجنوب.. ونهبوا 100 مليون دولار من البنك المركزى

بعد أن توقفت الألسن عن ذكره أو كادت مع تزايد نشاط تنظيم داعش فى الخارج والحملات الأمنية فى الداخل، بات تنظيم القاعدة فى اليمن يحكم الآن دويلة على مرأى ومسمع الجميع وبمخزونات مالية تقدر بنحو 100 مليون دولار، جاءت من نهب ودائع بنكية، وعائدات إدارة ثالث أكبر موانئ البلاد.

وإذا كانت الرقة هى المدينة السورية التى اتخذها داعش عاصمة له، فالقاعدة تتخذ من المكلا الساحلية فى جنوب شرق اليمن، والتى يقطنها نصف مليون نسمة، عاصمة لها.

وفى تقرير مطول نشرته وكالة رويترز للأنباء، أشار عدد كبير من شيوخ القبائل والسكان والمسئولين اليمنيين إلى وجود تلك الإمبراطورية الاقتصادية، التى تعد أكثر نتيجة صادمة غير مقصودة للتدخل العسكرى بقيادة السعودية فى اليمن، إذ ساعدت الحملة ــ التى دعمتها الولايات المتحدة ــ التنظيم فى جزيرة العرب على أن يصبح أقوى من أى وقت، منذ ظهوره منذ ما يقرب من 20 عاما.

وتفاخر القاعدة بأن لها نحو ألف مقاتل فى المكلا وحدها، وتسيطر على 600 كيلومتر من خط الساحل، وتدمج نفسها مع أبناء الجنوب الذين شعروا بالتهميش لسنوات من النخبة فى الشمال، كما تحاول تدريجيا إقناع السكان المحليين بأيدولوجيتها المتشددة.

وقال أحد السكان ويبلغ من العمر 47 عاما «أتمنى أن تبقى القاعدة هنا.. لا أن يتم تحرير المكلا» وأضاف «الوضع مستقر أكثر منه فى أى جزء حر من اليمن.. البديل للقاعدة أسوأ بكثير».

وقال مسئول أمريكى، فى مجال مكافحة الإرهاب: إن القاعدة فى جزيرة العرب مازالت واحدة من «أقوى فروع» القاعدة.

وقال مسئول بارز فى الحكومة اليمنية إن الحرب على الحوثيين أتاحت مناخا مواتيا لتوسع القاعدة، موضحا أن انسحاب الجيش الحكومى من قواعده فى الجنوب سمح للتنظيم بالاستحواذ على كميات كبيرة من الأسلحة المتقدمة والمتطورة، بما فيها الصواريخ التى تطلق من قاذفات محمولة على الكتف، والعربات المسلحة.

وتسبب انسحاب الجيش فى ترك سكان المدينة دون دفاع، ما سمح لعشرات من مقاتلى القاعدة بالسيطرة على المبانى الحكومية، وتحرير 150 من زملائهم من السجن المركزى. من بينهم القيادى البارز خالد باطرفى، وظهر باطرفى فى صور نشرت على الإنترنت جالسا داخل قصر الرئاسة بالمدينة، ويبدو سعيدا ومسيطرا وهو يضع الهاتف على أذنه.

وقال شيوخ قبائل فى محافظات مجاورة لرويترز إن الفراغ الأمنى تسبب فى نهب القواعد العسكرية، وأصبح الجنوب متخما بالأسلحة المتقدمة، وأصبحت متفجرات «سى.4» والصواريخ المضادة للطائرات متاحة لمن يدفع أكثر.

وقال مسئولان أمنيان يمنيان إنه مثلما استولى داعش على البنك المركزى فى الموصل بالعراق، نهبت القاعدة فرع البنك المركزى فى المكلا، ووضعت يدها على نحو 100 مليون دولار.

وأبلغت مصادر قبلية وسكان ودبلوماسيون أن مقاتلى التنظيم سيطروا على ميناءى المكلا والشحر عندما اجتاحوا المدينتين فى أبريل الماضى، وفرض المتشددون رسوما وجمارك على حركة الملاحة والتجارة.

وقدر مسئول يعمل بوزارة النقل إيرادات التنظيم بنحو مليونى دولار يوميا، وقال وزير النقل السابق بدر باسلمة إن بعض التجار المحليين يقدرون دخل التنظيم بما يصل إلى خمسة ملايين دولار يوميا، من رسوم الجمارك والوقود المهرب.

إضافة إلى ذلك، شرعت الجماعة فى حملة سافرة لابتزاز الشركات المملوكة للدولة، بما فيها شركة النفط الوطنية وشركات الهواتف المحمولة. وتستخدم القاعدة الأموال التى تقتنصها فى كسب ود السكان فى أسلوب تصفه الباحثة فى الشأن اليمنى بجامعة أوكسفورد، إليزابيث كندال، بأسلوب «روبين هود».

وفى أواخر العام الماضى ألغت القاعدة ضرائب الدخل فى المناطق التى تسيطر عليها، معتبرة إياها متنافية مع القواعد الإسلامية. وتنشر الجماعة بانتظام صورا لأعضائها يصلحون جسورا، ويمهدون شوارع فى حضرموت، ومناطق أخرى تحت سيطرتها، وتقول إنها تجرى هذه الإصلاحات بأموال مقدمة من جماعات مثل أنصار الشريعة أو أبناء حضرموت، وهى أسماء استعانت بها للتأكيد على أصولها المحلية.

واستغلت الجماعة الانقسام الطائفى فى الترويج لمشروعها لبناء الدولة، باعتبارها حركة تحرير. وقال باطرفى القيادى بالجماعة إن مناطق كثيرة انصاعت للتنظيم بعد أن تركها الحوثيون، واصفا الجماعة بأنها الكيان الذى يثق به الناس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل