في ذكرى مذبحة الـ 100 يوم.. لماذا لم يتدّخل العالم لإنقاذ رواندا؟

في ذكرى مذبحة الـ 100 يوم.. لماذا لم يتدّخل العالم لإنقاذ رواندا؟

منذ 8 سنوات

في ذكرى مذبحة الـ 100 يوم.. لماذا لم يتدّخل العالم لإنقاذ رواندا؟

تحلّ هذه الأيام الذكرى الثانية والعشرون للمذبحة التي حدثت في دولة رواندا الأفريقية، فمنذ بداية شهر أبريل وحتى شهر يونيو من عام 1994 وخلال فترة لا تتجاوز الـ 100 يوم فقط، سقط مئات الآلاف من البشر، وبلغ تعداد القتلى هذا العام فقط حوالي 800 ألف قتيل من قبائل التوتسي الرواندية على يد قبائل الهوتو.\nولكن كيف بدأت تلك المذبحة ؟ وما هي الأسباب التي دفعت المدنيين لقتل بعضهم البعض بهذا الشكل البشع ؟ وكيف انتهت ؟ وهل تدخّلت الأمم المتحدة لوقف هذه المذبحة أم اكتفت بالمشاهدة فقط ؟\nيجب النظر إلى بعض الخلفيات التاريخية أولًا المتعلقة بدولة "رواندا"، حيث ينتمي نحو 85 % من الروانديين إلى قبيلة الهوتو، ولكن على الرغم من ذلك فقد سيطرت قبيلة التوتسي على مقاليد الحكم لفترة طويلة، وفي عام 1959 أطاح الهوتو بالحكم الملكي التوتسي وفرّ الآلاف منهم إلى الدول المجاورة ومنها أوغندا، ولكن شكلت مجموعة من التوتسي في المنفى جماعة متمردة أطلق عليها "الجبهة الوطنية الرواندية"، واستمرت بقتال قبائل الهوتو حتى اتفاقية السلام عام 1993.\nوفي ليلة السادس من أبريل عام 1994، أسقطت طائرة كانت تقل الرئيس الرواندي آنذاك، جوفينال هابياريمانا، ونظيره البوروندي سيبريان نتارياميرا، وقتل جميع من كانوا على متنها.\nوألقى متشددو الهوتو باللائمة على جماعة الجبهة الوطنية المتمردة، وبدأوا على الفور حملة منظمة للقتل، استمرت حتى يونيو عام 1994 قتلوا خلالها أكثر من 800 ألف من قبيلة التوتسي الأقلية، وقالت جماعة الجبهة الوطنية: إن "الهوتو هم من أسقطوا الطائرة، لتبرير عمليات الإبادة الجماعية التي كانوا يريدون تنفيذها".\nوأرسلت قبائل الهوتو أسماء خصومهم إلى الميليشيات التي ذهبوا لقتلهم على الفور في وسط بيوتهم وقتل جميع أفراد عائلتهم، وكذلك قتل بعض الأزواج المنتمين لقبائل الهوتو زوجاتهم المنتميات إلى قبيلة التوتسي، وكان عند رفضهم ذلك تقتلهم الميليشيات المسلحة معًا، وقتل بعض الجيران من قبائل الهوتو جيرانهم من قبائل التوتسي.\nوتم احتجاز نساء التوتسي في ذلك الوقت لاستخدامهن في إشباع الرغبات الجنسية لأفراد قبيلة الهوتو.\nلطالما كانت رواندا من المجتمعات التي تخضع للنظام الصارم، وهو مجتمع منظم مثل هرم متدرج يتكون من المقاطعة وصولًا إلى المسؤولين الكبار في الحكومة.\nوكان لدى الحزب الحاكم في ذلك الوقت، الحركة الوطنية الجمهورية من أجل الديمقراطية والتنمية، جناح شبابي يطلق عليه اسم (إنتراهاموي)، تحوّلت إلى ميليشيا تنفذ المذابح، كما سلمت الأسلحة وقوائم الاغتيال لجماعات محلية كانت تعرف بالضبط أين تجد أهدافها، كما أنشأ متطرفو الهوتو محطات إذاعية وصحفًا تنشر الكراهية وتحث الناس على "التخلص من الصراصير"، أي قتل التوتسي.\nوكانت الإذاعة تبث أسماء الأشخاص الموجودين على قوائم القتل، حتى القساوسة والراهبات، اتهموا بالقتل من بينهم بعض ممن لجأ إلى الاختباء في الكنائس.\nهل سعى أحد إلى وقف ذلك؟\nكان لدى الأمم المتحدة وبلجيكا قوات في رواندا، غير أن البعثة الأممية لم تحصل على تفويض لوقف القتل، وبعد عام من قتل جنود أمريكيين في الصومال، قررت الولايات المتحدة عدم التورط في أي صراع أفريقي آخر، وانسحبت قوات حفظ السلام البلجيكية والأممية في أعقاب مقتل 10 جنود بلجيكيين، وأرسلت فرنسا، التي كانت حليفة لحكومة الهوتو، قوات لإنشاء منطقة آمنة، لكن وجهت إليها اتهامات بأنها لم تبذل الجهد الكافي لوقف المذابح في تلك المنطقة، واتهم الرئيس الرواندي الحالي، بول كاغامي، فرنسا بمشاركتها في المذابح، وهي تهم نفتها باريس.\nحتى الرابع من يوليو، تمكنت الجبهة الوطنية الرواندية التي تتمتع بتنظيم جيد من السيطرة تدريجيًا على مناطق أكثر، مدعومة بقوات من الجيش الأوغندي، بعد أن توغلت قواتها داخل العاصمة الرواندية كيغالي، وتلا ذلك فرار ما يقرب من مليوني شخص من الهوتو المدنيين وبعض من تورطوا في عمليات الإبادة الجماعية تلك عبر الحدود إلى داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية، خوفًا من أن يتعرضوا لهجمات انتقامية.\nوقالت منظمات حقوق الإنسان: إن "الجبهة قتلت الآلاف من مدنيي الهوتو بعد أن سيطرت على السلطة في الجمهورية، بل إنّها توغلت داخل جمهورية الكونغو لتعقب أفراد جناح إنتراهاموي، على الرغم من أن الجبهة تنفي قيامها بذلك".\nوفي جمهورية الكونغو، لقي الآلاف مصرعهم بعد إصابتهم بداء الكوليرا، فيما وُجهت التهمة إلى جماعات الإغاثة بأنها سمحت لكميات كبيرة من المواد الإغاثية بأن تسقط في أيدي ميليشيات الهوتو.

الخبر من المصدر