وهل تكون الكنافة نابلسية بلا فستق حلبي؟

وهل تكون الكنافة نابلسية بلا فستق حلبي؟

منذ 8 سنوات

وهل تكون الكنافة نابلسية بلا فستق حلبي؟

تعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لموجة انتقادات بسبب تصريحه بأنه يسمع مطربين إسرائيليين، مثل الفنان الحلبي موشيه إلياهو.. علماً أن هناك ما يميز علاقة حلب بفلسطين.\nآيزك آيزمان يبرم اتفاقا مع "ناسا" لاحياء عرض فني على سطح القمر بحضور أحد الرؤساء هل يكره العرب الفلسطينيين؟\nتفاعل العديد من النشطاء في الإنترنت مع تصريح للرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال فيه أثناء لقائه بستين مواطنا إسرائيليا ولدوا في بلدان عربية، إنه يستمع إلى مطربين إسرائيليين كل يوم، إذ تعرض لانتقادات شديدة من عرب وفلسطينيين أبدوا استياءهم إزاء تصريحات كهذه. وقد خص أبو مازن بالذكر من بين المطربين الإسرائيليين، الفنان الحلبي موشيه إلياهو واصفاً إياه بالمطرب العظيم.\nيبدو أن تصريح عباس فتح الباب على أكثر من مسألة على غرار.. هل للفن قومية؟ وما الفرق بين الإعجاب بفنان إسرائيلي كان على علاقة طيبة بفلسطينيي إسرائيل والإعجاب بفنان أمريكي كاد أن يتطوع للحرب ضد العرب في حرب 1948 وهو بيتر فولك الشهير بأدائه شخصية المحقق بكولومبو؟\nأليس من الأجدر، حتى بأولئك المتحمسين لعدالة القضية الفلسطينية، التعرف على إبداعات فنانين إسرائيليين يساريين، مثل عازف العود البغدادي يائير دلال والمخرجين عيران ريكليس وعاموس غيتاي؟\nوفي ظل هذه التساؤلات.. ماذا عن موقف المواطن العربي من أم كلثوم التي أعربت عن كراهيتها للفلسطينيين، لأن هؤلاء "باعوا بلادهم لليهود"، وهو ما كشفت عنه الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان حينما تحدثت عن حوار خاص دار بين أم كلثوم وسيدة من آل نسيبة المقدسية؟\nوعلى ذكر كوكب الشرق، وهو اللقب الذي حازت عليه بعد إحيائها إحدى حفلاتها في حيفا، من المعروف أن الإسرائيليين لا يجدون غضاضة بالاستماع والاستمتاع بأغاني سيدة الغناء العربي، وكذلك بأغاني وألحان الموسيقار الكبير، الأمير السوري فريد الأطرش، دون الخلط بين حالة الحرب، كما تبدو، بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة ثانية. وربما أفضل من أعطى مثالاً لذلك هو وزير خارجية إسرائيل الأسبق ديفيد ليفي الذي دعا إلى حرق لبنان وأطفاله من على منبر الكنيست، وراقص ابنته في حفل زفافها على أغنية "جميل جمال".  \nفي ضوء ما تقدم.. لا يجب أن يبدو غريباً تعبير محمود عباس عن إعجابه بمطربين إسرائيليين شرقيين مثل موشيه إلياهو، خاصة وأن الأخير من مدينة لطالما كان لها حضور في فلسطين بشكل أو بآخر وفي أكثر من حقبة تاريخية.\nوربما أشهر الشخصيات الحلبية التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ النضال الفلسطيني هو المطران هيلاريون كبوجي، الذي ساهم بإعطاء الصراع العربي الإسرائيلي بعداً مسيحياً بامتياز، ومن هؤلاء أيضاً سليمان الحلبي الذي ارتبط اسمه بأسماء أربعة غزيين كانوا يتلقون تعليمهم في الأزهر، وأعدم ثلاثة منهم على خلفية اغتيال الجنرال كليبر في يونيو 1800، قائد الحملة الفرنسية في مصر.\nكما كانت حلب حاضرة في واحدة من أهم الأعمال المسرحية الفلسطينية وهي "المتشائل" للأديب إميل حبيبي، حيث أن جدة بطل المسرحية سعيد أبو النحس هي قبرصية من حلب، بالإضافة إلى أن الممثل العربي – الإسرائيلي مكرم خوري جسد شخصية يهودي من حلب في مسلسل "ميشيل عزرا سفرا وأبناؤه"، حتى أن خوري عاش فترة عند عائلة حلبية في إسرائيل كي يتقن "اللهجة الحلبية في اللغة العبرية".\nوربما العلاقة الأبرز لحلب في فلسطين تمثلت في العلاقة مع صفد، التي انتقل منها العديد من العائلات إلى حلب بحكم الاهتمام الكبير بالـ "قابالاه" التي أسسها الحاخام اسحق لوريا في المدينة الجليلية. وقد تعزز هذا الترابط بين المدينتين بعائلات تبدو مشتركة، مثل عائلة أحد أشهر المعماريين الكنديين موشيه سافدي (صفدي)، الذي وُلد في حيفا لأسرة هاجرت من حلب إلى إسرائيل ظلت محتفظة باسم العائلة الذي يشير إلى جذورها، وفقاً لمواقع إسرائيلية. أما المغنية الإسرائيلية إستير أوفرايم - زايد التي مثلت سويسرا في يوروفيجن 1963 وحصلت على المركز الثاني فقد وُلدت في صفد، مسقط رأس الرئيس الفلسطيني، علماً أن جذور زايد تعود إلى حلب.\nوبعيداً عن كل ما سبق.. يتجلى الحضور الحلبي في فلسطين دائماً، في كل يوم وفي كل ساعة، إذ لا يمر يوم في فلسطين إلا وتُصنع فيه الكنافة النابلسية، التي باتت أكثر من مجرد طبق حلوى شرقي، لما تحمله من دلالات تشير إلى المكان والهوية.. وحتى هنا فإن حلب حاضرة وبقوة.. فهل تكون الكنافة نابلسية بلا فستق حلبي؟

الخبر من المصدر