استعادة تدمر.. دعاية للنظام أم تمدد نحو الشرق؟

استعادة تدمر.. دعاية للنظام أم تمدد نحو الشرق؟

منذ 8 سنوات

استعادة تدمر.. دعاية للنظام أم تمدد نحو الشرق؟

استعادت قوات النظام مدعومة بالمليشيات والطيران الروسي، السيطرة على مدينة تدمر (شرق حمص) من تنظيم الدولة الإسلامية؛ وذلك بعد حملة عسكرية استمرت أكثر من عشرين يوما وأسفرت عن دمار أحياء في المدينة.\nوأعلنت القيادة العامة لجيش النظام السيطرة على المدينة وعلى التلال المحيطة بها صباح الأحد، مشيرة إلى أن تدمر ستكون قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة على محاور عدة، أبرزها دير الزور والرقة.\nواعتبر النظام أن السيطرة على تدمر دليل على أن جيشه "هو القوة الوحيدة الفاعلة والقادرة على مكافحة الإرهاب واجتثاثه".\nوكان تنظيم الدولة سيطر على مدينة تدمر ومحيطها في أوائل مايو/أيار الفائت، إثر معارك لم تدم سوى أسبوع أفضت إلى انسحاب قوات النظام، حيث ذكرت مصادر مطلعة في حينها أن النظام تعمد تسليم المدينة للتنظيم كي يضغط على المجتمع الدولي، على اعتبار أن المدينة مدرجة على لائحة التراث العالمي. \nوذكر الناشط الإعلامي خالد الحمصي أن ما لا يقل عن 40% من مدينة تدمر تعرض للتدمير، مضيفا للجزيرة نت أن الطيران الروسي شن أكثر من 1500 غارة على المدينة خلال أسبوع، منها ستمئة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، لافتا إلى أن المدينة خالية تماما من السكان.\nويرى أغلب المحللين أن خروج النظام من المدينة والعودة إليها هو للحصول على انتصارات إعلامية تساعده في الهروب من استحقاقات سياسية ربما تؤدي إلى سقوطه، وللظهور أمام الرأي العام العالمي مدافعا عن التراث الإنساني أمام الإرهاب.\nويشير سفير الائتلاف الوطني السوري في روما بسام العمادي إلى أن ما جرى في تدمر محاولة من موسكو لتعزيز موقع نظام بشار الأسد محاربا للإرهاب، ولفرضه على المجتمع الدولي بهذه الصفة، وفق قوله.\nودعا العمادي الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة إلى التمسك بموقفها حول عدم بقاء الأسد وأركان حكمه في المرحلة الانتقالية، وعدم السماح له بترجمة ما جرى في تدمر سياسيا على طاولة التفاوض في جنيف، معتبرا أن المجتمع الدولي "غير مكترث بالسوريين ومستقبل بلادهم".\nوشاطره الكاتب والمعارض السوري محمود الحمزة الرأي، حيث رأى أن ما جرى في تدمر "دعاية إعلامية مفضوحة ولعبة طرفاها نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية، تحت إشراف إيراني روسي مباشر".\nوأعرب للجزيرة نت عن اعتقاده بأن النظام كان سلّم تدمر للتنظيم لغايات سياسية، وأنه رجع إليها لإيصال رسالة للمجتمع الدولي مفادها أنه وروسيا يحاربان الإرهاب.\nكما اعتبر الحمزة أن النظام غير قادر على الاستفادة سياسيا من "سيناريو تدمر" في الجولة القادمة من مفاوضات جنيف، مضيفا "هو للاستهلاك الإعلامي الداخلي والعالمي بالدرجة الأولى".\nويُعتقد أن استعادة جيش النظام لتدمر ستفتح شرق سوريا أمامه، حيث يسيطر تنظيم الدولة على معظم محافظتي دير الزور والرقة، ولكن المحلل العسكري العقيد مصطفى البكور استبعد أن يتحرك النظام في الوقت الراهن باتجاه الشرق، مرجحا سعي الأسد وراء "نصر إعلامي مزيف للحصول على شهادة حسن سلوك" بهدف إقناع المجتمع الدولي بالضغط على المعارضة للتنازل عن شرط تنحيه.\nوأعرب البكور في حديث للجزيرة نت عن اعتقاده أن الفترة المقبلة ستشهد هجمات جوية "مدمرة" من قبل الطيران الروسي ومقاتلات النظام على مدينتي الرقة ودير الزور لتدميرهما كما دُمّرت تدمر، مضيفا "يمكن أن يتكفل الأكراد بالرقة، وبعض الفصائل الأخرى بدير الزور، وبتوجيه ودعم روسي أميركي مشترك".

الخبر من المصدر