عبد الهادي عطية يكتب: لماذا يقدم لك غوغل وفيسبوك الخدمة مجانًا؟ | ساسة بوست

عبد الهادي عطية يكتب: لماذا يقدم لك غوغل وفيسبوك الخدمة مجانًا؟ | ساسة بوست

منذ 8 سنوات

عبد الهادي عطية يكتب: لماذا يقدم لك غوغل وفيسبوك الخدمة مجانًا؟ | ساسة بوست

منذ 10 دقائق، 26 مارس,2016\nهل خطر ببالك يومًا أن تتساءل لماذا لا يرسل لك غوغل فاتورة ؟\nاسأل شخصًا عاديًا لماذا تتوافر خدمات غوغل وفيسبوك وتويتر ويوتيوب ولينكدإن مجانًا، وستجد أنه سيرتبك حين يدخل في التفاصيل؟\nإذ يعتقد الكثيرون أن تمويل كل ذلك يتم عن طريق الإعلان، والمقصود هنا تلك اللوحات الإعلانية المزعجة أو الشاشات المنبثقة التي لا تنفك تظهر أمام وجهنا. ربما كان ذلك بالفعل هو السبب، لكنه ليس سوى جزء صغير من الحقيقة.\nعندما قمتَ لأول مرة باستخدام غوغل للبحث في شبكة الويب، فبينما تبحث، يقوم غوغل بتتبع العملية وتسجيل كافة كلمات البحث، ناهيك عن تسجيل كل رابط تضغط عليه، يتم الاكتساب المنسق بعناية لمعلوماتك الشخصية وبدقة بارعة.\nعندما يقدم لك غوغل برامج الخرائط الخاصة به ويزودك مجانًا بنظام تحديد الموقع وإرشادات القيادة، فإنه بإمكانه الآن تتبع الأمكنة التي تذهب إليها. وتوخيًا لمزيد من الدقة أنشأ غوغل نظام تشغيل أندرويد وقدمه مجانًا. في المقابل، يستطيع الغوغل الآن أن يقتفي أثرك أينما ذهبت وأخذت معك هاتفك الذكي.\nعندما اختُرع غوغل، صور نفسه بأنه الضحية المظلومة وأنه الشخص الذي يقاتل مايكروسوفت الشرير. أراد غوغل أن يخبر مستخدميه أنه يهدف للخير، ولهذا قرر جعل عبارة “لا تكن شريرًا” شعارًا رسميًا لشركته.\nولكي يخفف من الشكوك الدائمة، أنشأ غوغل أيقوناته ورسومه، مثل الشعار البرئ المتعدد الألوان، وصبي الأندرويد البديع الأخضر، لتكون فاتنة ومسالمة، وبالتالي يمكن الوثوق بها.\nرسوم غوغل العبثية ولوحاته التي تحتفل بالجميع، بدء من «مارتن لوثر كينغ» وحتى «غاندي»، تجعل بدورها العامة يطمئنون إلى أنهم يتعاملون مع الأخيار.\nهل تمنح الشركة حق الاستيلاء علي كافة اللحظات الحية في حياتك اليومية، أي كل شيء تسمعه وتراه، وتمكنها من بيع هذه البيانات للمعلنين؟\nعلي سبيل المثال، قد يلاحظ نظام نظارات غوغل، أثناء ارتدائك للنظارة، وأنت تحضر قهوة الصباح بـ بُرنُس «شبشب» الحمام ، جسمًا ضمن نطاق رؤيتك كرغوة القهوة «وهذا أمر محتمل جدًا»، هل من الممكن أن ترى قسائم ستاربكس من خلال شاشات نظارتك؟!\nفايسبوك .. الشبكة الاجتماعية ومخزونها، أنت\nيعرف المُعلنون أدق التفاصيل عن حياة مستخدم الفايسبوك ، ولذلك يمكنهم التسويق له بدقة متناهية. الميول الجنسية، الوضع العائلي، قوائم الأصدقاء، العمر، والجنس ومكان الولادة والأخبار المفضلة والتاريخ المهني وقوائم الأشياء المفضلة والديانة والانتماءات السياسية والصور والفيديوهات، كلها تجعل الفايسبوك حلم المسوِّقين.\nفي كل مرة تزور موقعًا أليكترونيًا جديدًا، يقوم هذا الموقع بوضع ملفات رقمية مخفية مميَّزة تُعرف باسم: كوكيز، على حاسبك أو هاتفك. من خلال هذه الملفات الصغيرة يصبح من السهل تعقبك وتعقب نشاطاتك عبر الإنترنت.\n“قرأت شروط الخدمة ووافقت عليها” هي أكبر كذبة على الإنترنت\nجميعنا رأى تلك الشروط، المكونة من خمسين صفحة مكتوبة بخط صغير جدًا، دون ترك فراغات بين الأسطر وبهوامش 1/8 إنش. لقد صُممت بهذا الشكل لتستحيل قراءتها، لذا فإننا لا نقرأها ولا نفهمها، الأمر الذي يكلفنا ثمناً باهظًا.\nتوضح هذه الشروط  كيفية إمكانية انتزاع البيانات الشخصية منك واستخدامها بطرق لا يمكن تخيلها.\nكيف يجنون المال مع أن أغلبية التطبيقات مجانية؟\nحسنٌ، كما رأينا من قبل، المنتَج المجاني هو نموذج تجاري عظيم، طالما أنك تجني المال من الناس عن طريق الاستيلاء على بياناتهم الشخصية بالجملة. وقد اتضح أن التطبيقات بيئة ممتازة لتحقيق ذلك، الأمر الذي يفسر ربما تحوُّل شركات عديدة، مثل شركة  «روفيو» منتجة اللعبة الأشهر «الطيور الغاضبة»، من شركة مغمورة إلى شركة تُقدّر قيمتها بـ 9 مليارات دولار في سنوات قليلة فقط.\nلابد أن الشك قد بدأ يساورك؛ فألعاب شركة زينغا الواسعة الانتشار على الفايسبوك، مثل Farmville &Texas Hold Em Poker & Mafia Wars  هي مجانية أيضًا؛ لأنها توضع للتنصت على معلوماتك الشخصية.\nمن يشتري هذا الكم الهائل من البيانات؟\nأكسيوم، إبسيلون، دتالوجيكس، رابليف، ريد إلسيفيَر، بلو كاي، سبوكيو وفلاري، معظمنا لم يسمع في حياته عن هذه الشركات، لكنها مع شركات أخرى مسئولة عن صناعة مراقبة البيانات .\nمن الهام أن نشير إلى أن العوائد السنوية البالغة 156 مليار دولار التي تحققها صناعة سمسرة البيانات، توازي ضعفي ميزانية الاستخبارات في الحكومة الأمريكية.\nعرض إعلان بامبرز على طالب جامعة في التاسعة عشرة سيكون على الأغلب مَضيع لميزانية التسويق التنفيذية، لكن عرض المعلومات نفسها على ربة منزل حامل في الثانية والثلاثين قد يقود إلى مئات الدولارات من المبيعات!\nيعني ذلك – إذا ما أردنا التبسيط – محاولة فهمك بدقة، تسمح لسماسرة البيانات ببيع المعلومات التي يجمعونها بأعلى سعر ممكن للمعلنين والمسوِّقين والشركات الأخرى التي تحتاج هذه البيانات في عمليات صنع القرار.\nهذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

الخبر من المصدر