أوباما يؤدي الأحد زيارة تاريخية لكوبا

أوباما يؤدي الأحد زيارة تاريخية لكوبا

منذ 8 سنوات

أوباما يؤدي الأحد زيارة تاريخية لكوبا

أوباما يصل مساء اليوم إلى كوبا\nكوبا لن تبحث أي تغيير داخلي خلال زيارة أوباما\nأوباما يتوقع أن يرفع خلفه الحصار المفروض على كوبا\nأوباما يزور كوبا لتغيير صورة بلاده في أميركا اللاتينية\nاجتماع مهم في كوبا بين رئيس كولومبيا وزعيم المتمردين\nقائد جديد لسجن غوانتانامو الأميركي في كوبا\nكوبا تسلم الولايات المتحدة أميركيًا ملاحقًا\nكوبا تنفي إرسال قوات لسوريا\nهوليوود تصل إلى كوبا بفيلم بابا همنغواي\nيطوي الرئيس الأميركي باراك أوباما صفحة من التاريخ عندما يزور الأحد كوبا، حيث ينوي إنهاء أكثر من خمسة عقود من العداوة وتعزيز التقارب الذي بدأه نهاية 2014 مع هافانا.\nواشنطن: عندما تحط طائرته في هافانا نحو الساعة 21:00 ت غ، سيكون اوباما اول رئيس اميركي مباشر يزور كوبا منذ زيارة كالفين كوليدج في 1928.\nواتخذت الادارة الاميركية في الاشهر الاخيرة قرارات عدة لتخفيف الحظر الاميركي المفروض على كوبا منذ 1962 والذي يعود امر رفعه الى الكونغرس. وسيشكل خطاب اوباما الثلاثاء في مسرح هافانا الكبير لحظة الذروة في الزيارة. ويتوجه الرئيس الاميركي بعد كوبا الى الارجنتين.\nفي اخر مرة زار رئيس اميركي كوبا في 1928، لقي استقبالا حافلا واستفاد الوفد المرافق له من هذه الاجواء للالتفاف على حظر الكحول. وبعد تسعة عقود والحرب الباردة مع ما حملت من ازمات ساهمت في جعل زيارة الرئيس كالفين كوليدج مجرد ذكريات بعيدة، يبدو ان هناك اوجه شبه مع اجواء زيارة اوباما لكوبا.\nيسعى اوباما كما كوليدج الى تسجيل نقطة دبلوماسية في ولايته الاخيرة. وبزيارته هافانا يود اخراج البلدين المتخاصمين منذ وصول فيدل كاسترو الى سدة الحكم في 1959، من الطريق المسدود. وعند وصوله الى هافانا كان كوليدج ايضا في مهمة تهدئة املا منه في احتواء الغضب الذي اثارته سياسة واشنطن في اميركا اللاتينية. وتظهر الصور التي التقطت في حينها ان وصول الرئيس على متن السفينة "يو اس اس تكساس" كان مناسبة لتجمع حشود كبيرة على الواجهة البحرية.\nوقال الصحافي بيفرلي سميث جونيور، الذي كان ضمن الوفد، وروى هذه الاحداث بعد ثلاثين عاما لصحيفة "ساترداي ايفنينغ بوست" الاميركية ان "الحشود كانت غفيرة وحماسية". وفي المدينة تجول الرئيس كوليدج في سيارة مكشوفة في شوارع العاصمة الكوبية، وكانت الجماهير "تلقي باتجاهه الورود وتوزع القبلات" لدى مرور موكبه. وكان كوليدج المعروف بهدوئه يحيي الجماهير برفع قبعته.\nوخلافا لكوليدج سيصل اوباما جوا الى كوبا، وسيتنقل في البلاد في سيارته الليموزين المصفحة. ولاستقبال اوباما تم تحديث وتجديد هافانا القديمة ويبدو الشعب الكوبي متحمسا جدا لفكرة طي هذه الصفحة من التاريخ. وصرح سيرجو فوندورا العامل في ورشة ترميم في الـ52 من العمر لوكالة فرانس برس "كان يجب ان يحصل ذلك قبل زمن".\nوفي عهد زيارة كوليدج، كان النزول على كبرى جزر الكاريبي فرصة للتغاضي عن صرامة حظر الكحول (1919-1933) لبضعة ايام. وقال سميث "افرط قسم كبير منا في تناول الكحول" باستثناء الرئيس الذي التزم بتناول المشروبات غير الكحولية. واليوم مع تخفيف الحظر المفروض على كوبا بقرار من البيت الابيض وازدهار السياحة، قد تستعيد الجزيرة سريعا سمعتها لدى الاميركيين بانها مدينة للتسلية واللهو.\nوفي ال فلوريديتا، وهي من اقدم حانات هافانا، يتم تحضير كوكتيل الدايكيري للزبائن، ومعظمهم من الاجانب. وقال نادل الحانة وليام ارياس (52 عاما) لوكالة فرانس برس انه "من الممكن تماما" ان يكون وفد كوليدج قصد هذه الحانة. واكد "في حينها كان الاميركيون الذين يريدون تناول المشروبات الكحولية يقصدون هذه الحانة".\nلكن يبدو ان اوباما ينوي اعتماد اسلوب كوليدج في هافانا. واكد اخيرا انه سيستفيد من زيارته "ليشرب كوبا من الشاي الكوبي" في رسالة وجهها الى كوبية في الـ76 بمناسبة اعادة خدمة البريد المباشر بين البلدين. وقد تستفيد الوفود الاميركية والصحافيون من هذه الزيارة لشراء مشروب الروم الكوبي.\nوالقانون الاميركي يسمح للمسافرين الى كوبا بشراء كحول او تبغ بـ100 دولار فقط. وهذا لا يتجاوز ثمن علبة سيغار، لكن هذا المبلغ يكفي لشراء بضع زجاجات من الروم بسبعة دولارات.\nوفي 1928 ادرك سميث ان حقائبه لا يمكن ان تسع كمية الباركاردي التي اشتراها. وقال "قررت ان اترك القسم الاكبر من ملابسي في حين اشترى اخرون امتعة جديدة لتوضيب فيها الوزن الزائد".\nوراء العداوة الظاهرة والتصريحات المدوية والحصار المفروض على كوبا واقع اخر كاليد الممدودة والمباحثات السرية بعيدا عن الاضواء في بهو فنادق وقاعات انتظار في المطارات وحتى في الفاتيكان.\nوان كان لا يفصل بين البلدين سوى 200 كلم كان هذا الموضوع دائما في غاية الحساسية من الناحية السياسية في الولايات المتحدة منذ وصول فيدل كاسترو الى السلطة في هافانا في 1959. وبفضل مساعدة دول اخرى (المكسيك واسبانيا والبرازيل وكندا) والعديد من الوسطاء (مستشارون ورجال اعمال وصحافيون وكتاب) سجلت محاولات تقارب طموحة في تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا.\nوفي خريف 1962 بعد ازمة الصواريخ السوفياتية في كوبا التي كادت تتحول الى نزاع نووي عالمي بحث الرئيس جون كينيدي في امكانات اجراء تقارب املا منه من الاستفادة من غضب كاسترو لقرار الاتحاد السوفياتي سحب صواريخه من دون استشارته حتى. وقال وليام ليوغراندي من الجامعة الاميركية احد مؤلفي كتاب "ممر فرعي الى كوبا" (باك تشانل تو كوبا) ان "كينيدي رأى في ذلك فرصة لاخراج كوبا من الفلك السوفياتي".\nوفي 1963 حمل كينيدي الصحافي الفرنسي جان دانيال رسالة شخصية الى فيدل كاسترو. والتقى الصحافي الذي كلف هذه المهمة الخاصة، كما كان مقررا باب الثورة الكوبية. وقال لاحقا "يبدو ان المسؤولين كانا مستعدين لتحقيق السلام". لكن يوم اللقاء اي في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1963 اغتيل كينيدي في دالاس. ولم يرغب ليندون جونسون الذي خلف كينيدي في البيت الابيض مواصلة هذا النهج.\nوفي منتصف السبعينات في عهد الرئيس جيرالد فورد حاول وزير الخارجية الاميركي هنري كيسينجر في سرية تامة بذل جهود لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع كوبا منذ قطعها في كانون الثاني/يناير 1961. لكن تدخل القوات المسلحة الكوبية في انغولا في 1975 لدعم الحركة الشعبية لتحرير انغولا (الحاكمة اليوم) قضى على محاولته.\nوبعد اسابيع من توليه مهامه في 1977 امر الرئيس جيمي كارتر باطلاق مفاوضات لتطبيع العلاقات. وبعد سنوات قال فيدل كاسترو "كان لديّ دائما احترام كبير لكارتر انه رجل شرف واخلاق". واضاف كاسترو ان "كارتر كان رجلا يريد معالجة المشاكل القائمة بين الولايات المتحدة وكوبا".\nومرة اخرى باءت المحاولة بالفشل بسبب الوجود العسكري الكوبي في افريقيا. وفي عهد الرئيس جورج دبليو بوش كان الموقف الاميركي ثابتا بانه لا تنازلات في غياب تغيير للنظام في كوبا. وفي ربيع 2013 اجاز اوباما اطلاق مباحثات استكشافية مع هافانا. وجرى اول اجتماع في كندا في حزيران/يونيو. وبعث البابا فرنسيس شخصيا رسالة لتشجيع المسؤولين على المضي قدما. وفي تشرين الاول/اكتوبر التقى الوفدان في الفاتيكان بحضور مسؤولين كاثوليك لوضع اللمسات الاخيرة على عملية التطبيع.\nوفي 17 كانون الاول/ديسمبر 2014 فاجأ الاعلان عن تقارب بين البلدين الجميع. ويكاد الامر لا يصدق لانه لم يكن هناك اي تسريبات صحافية للمفاوضات السرية جدا التي دامت 18 شهرا. فلماذا كل هذه السرية؟ الاسباب تغيرت.\nقال البروفيسور ليوغراندي "في الستينات والسبعينات في خضم الحرب الباردة لم يرغب (الرؤساء الاميركيون) في ان يظهروا في موقع ضعيف امام الشيوعية". واضاف "لهذا السبب لم يمض جونسون في مبادرة كينيدي". واعتبارا من الثمانينات اصبح نفوذ الجالية الكوبية في فلوريدا ووزنها السياسي حاسمين. ويخشى المرشحون الى البيت الابيض خصوصا في المعسكر الديموقراطي من خسارة ولاية فلوريدا لمجرد ذكر سياسة اليد الممدودة لكوبا وبالتالي خسارة السباق الى البيت الابيض.\nتكرس الولايات المتحدة وكوبا بالزيارة التي سيقوم بها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى هافانا الاحد، عصرا جديدا من العلاقات بينهما التي اتسمت في القرن العشرين بالهيمنة الاميركية ثم العداء خلال الحرب الباردة.\nارسلت واشنطن قوات الى الجزيرة الواقعة على بعد اقل من مئتي كيلومتر عن سواحلها لدعم الاستقلاليين الكوبيين في حربهم ضد المستعمرين الاسبان.\nفي نهاية النزاع في السنة نفسها، كرست معاهدة باريس استقلال الجزيرة التي بقيت مع ذلك خاضعة لحكومة عسكرية اميركية.\nفي 1902، سمحت هذه الحكومة باقامة جمهورية مستقلة في كوبا، لكن الولايات المتحدة ابقت هيمنتها على الجزيرة وادرجت في دستورها تغييرا سمي "بتعديل بلات"، وواجه ادانة، اذ انه يسمح للاميركيين بالتدخل عسكريا في اي وقت.\n- الاول من كانون الثاني/يناير 1959\nفي البداية، لم يثر وصول فيدل كاسترو ورفاقه "الملتحين" الى السلطة بعد حرب عصابات استمرت ثلاث سنوات ضد الحكم الاستبدادي للرئيس فولغنسيو باتيستا، اهتمام واشنطن، لكنه شكل بداية قطيعة كاملة بين البلدين.\nواثار انصار كاسترو استياء واشنطن باطلاقهم بعد اشهر حملة تأميم للممتلكات الاميركية. ورد الرئيس حينذاك دوايت ايزنهاور بسرعة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هافانا في الثالث من كانون الثاني/يناير 1961.\nبعيد ذلك، وفي نيسان/ابريل، ادى اخفاق كتيبة معادية لكاسترو مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في خليج الخنازير، الى تفاقم التوتر. استفاد فيدل كاسترو من تلك اللحظة ليعلن رسميا "الطابع الاشتراكي" لثورته.\n- 14 تشرين الاول/اكتوبر 1962\nبين 14 و28 تشرين الاول/اكتوبر 1962، جرت الازمة الشهيرة حول الصواريخ النووية السوفياتية في الجزيرة، والتي كادت ان تؤدي الى نزاع نووي عالمي.\nكانت الولايات المتحدة قد قررت قبل ثمانية اشهر اي في شباط/فبراير، فرض حظر مالي واقتصادي على الجزيرة ردا على التقارب بين موسكو ونظام كاسترو الذي بدأ يقدم الدعم لعدد من حركات التمرد في اميركا اللاتينية.\nشهدت سنة 1977 بعض الانفراج في العلاقات بين البلدين بدفع من الرئيس جيمي كارتر (1977-1981).\nفي آذار/مارس رفع الرئيس الديموقراطي بعض القيود المفروضة على السفر - اعاد فرضها رونالد ريغن في 1982 - واتفق مع كاسترو على فتح اقسام لرعاية المصالح لمهام قنصيلة اساسا. وكان كارتر في 2002 اول رئيس اميركي سابق يتوجه الى كوبا منذ عقود. وهناك دعا النظام الى الانفتاح.\n- 17 كانون الاول/ديسمبر 2014\nاليوم الذي يسميه الكوبيون "17 دي(ديسمبر)" سيبقى في الذاكرة، اذ انه شهد اعلان الرئيسين اوباما وراوول كاسترو في خطابين متزامنين شكلا مفاجأة كبيرة، بدء تقارب بين البلدين.\nومنذ ذلك الحين اعادت هافانا وواشنطن العلاقات الدبلوماسية في 20 تموز/يوليو 2015، وزار وزير الخارجية الاميركي جون كيري هافانا بعد شهر على ذلك ليرفع العلم الاميركي فوق سفارة الولايات المتحدة. وسيصبح اوباما الاحد اول رئيس اميركي يزور كوبا منذ كالفين كوليدج الذي شارك في قمة اميركية في الجزيرة في 1928.

الخبر من المصدر