المحتوى الرئيسى

بعودة "الأحمر" لمأرب.. السعودية تضغط على الحوثيين في المفاوضات

03/18 18:56

بعد قٌرابة  الأسبوع من مفاوضات شبه سرية بين جماعة الحوثي، والمملكة العربية السعودية من أجل وقف الجماعة العمليات العسكرية في الحدود المشتركة بين اليمن والمملكة يُقابلها وقف التحالف العربي بقيادة السعودية الغارات الجوية وسحب قواتها من اليمن ظَهر ماقد يفُشل تلك المفاوضات التي يُراد لها النجاح بعيدًا عن الإعلام، بعد سلسلة محاولات فاشلة.

حيث ظَهر  الفريق  علي محسن الأحمر  ومعه  اللواء  الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز قائد العمليات الخاصة المشتركة لدول التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، في محافظة مأرب  موضحًا أن دول التحالف مستمرة في مساندة اليمنيين حتى استعادة دولتهم.

وبعد هروبه من اليمن نتيجة لاستيلاء الحوثيين على السلطة، عُين علي محسن قائدا لجبهة الطوال/حرض الحدودية في ديسمبر 2015، ومن ثم عُين نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة للجيش المؤيد لهادي وتَعتبِره جماعة الحوثي العدو الأكبر لها حيث قاد ستة  حروب ضدهم خلال حكم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

وفي الوقت الذي تتحدث جماعة أنصار الله الحوثيين عن تهدئة مع المملكة العربية السعودية  على جبهات القتال في الحد الجنوبي للسعودية  دفعت الرياض بالقائد العسكري علي محسن الأحمر  إلى محور مأرب، بعد أكثر من سنة من فراره من اليمن عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر من العام الماضي"فماهي الرسالة التي تريد توجيهها السعودية والتحالف؟ وماذا ستشكل عودة عودة الأحمر إلى اليمن لقيادة المعارك في مأرب على المفاوضات الجارية؟

يرى السياسي اليمني  "أشرف شنيف " إن زيارة علي محسن لجبهة مأرب أتَتّ كنتيجة حتمية للمفاوضات المباشرة بين السعودية و أنصارالله، حيث أنها حفزّت الجنرال(علي محسن الأحمر) وحزب الإصلاح -حلفائه- لوضع ثقلهم في جبهات (تعز، مأرب ونهم) إن آرادوا ضمان تواجدهم في أي تسوية سياسية لليمن وعدم تهميشهم، وإن إستطاعوّا القضاء على أنصارالله 'وصالح يكون خيرا وبركة للسعودية.

وأبرز "شنيف " في حديث خاص لـ " مصر العربية " أن المهم في زيارّة  (الأحمر ) إلى مأرب أنها كانت برفقة اللواء فهد بن تركي قائد القوات البرية للسعودية، وأنه كان بالزيِّ العسكري، وهذا له دلالات بأنها في مهمة عسكرية قتالية (وإن كانت سريعة) وبمباركة ودعم سعودي.

وتابع أن هذه الزيارة أتَت عقب استهداف مقاتلات  التحالف لسوق شعبي بمحافظة حجة غربي البلاد  وزيادة السخط الشعبي ضد السعودية وهي تسعى لإزالة ذلك السخط من حلفائها في اليمن بسبب ما تسميه بـ(أخطاء غير مقصودة) والتي تكررت كثيرا حتى ضد حلفائها وبذلك تهدف لتسهيل عملية الحشد القبّلي من جديد الذي يقوم به محسن والإصلاح ضد أنصارالله وصالح.

وفي وقت سابق قالت الدكتورة ميريتشل ريلانو، القائم بأعمال الممثل المقيم لمنظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة في اليمن إن القصف الجوي الذي استهدف الثلاثاء الماضي، سوقًا شعبيًا شمالي البلاد، في مديرية مستبأ بمحافظة حجة، أسفر عن مقتل 119 شخص وإصابة 47 آخرين.

وذكرت ريلانو، في موجز صحفي، اليوم الخميس، بمكتب المنظمة في صنعاء، أن "البيانات الأولية التي حصل عليها فريق العمل القطري، لمتابعة ورصد الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال، تشير إلى سقوط ما لا يقل عن 166 شخصا (119 قتيلًا و47 جريحا) منهم 22 طفلا قتلوا وأصيب ستة آخرون،.

من جانبة اعتبر " الدكتور نبيل الشرجبي "أستاذ  الأزمات بجامعة الحديدة " في حديث خاص لـ " مصر العربية" أن ممارسة الضغوط العسكرية أثناء التفاوض هي إحدى أهم الاستراتيجيات التي تتبعها الأطراف المتصارعة وخاصة الطرف الذي يحقق انتصارات متتالية ويكون فيها الطرف الآخر في حالة تراجع الأمر الذي يعني أن السعودية أمامها شيئين الأول تريد أن تحصل على تنازلات أسّرع وأكثر، والثاني أن التفاهمات التي تجرى اليوم مازال الحوثيين لم يقدموا شيء تقبل به السعودية في مقابل إنهاء تلك الحرب.

وكان  وفدً من جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن  وصل الأسبوع  الماضي  إلى الأراضي السعودية  تلبية لدعوة من مسؤولين سعوديين، بهدف إجراء محادثات لوضع حد للحرب الدائرة في اليمن،  وإيقاف العمليات العسكرية التي يقودها تحالف عربي منذُ 26 مارس.

وتركزت المباحثات على اتفاق للتهدئة في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، تقوده وساطات قبلية من البلدين، فضلًا إلى أن الجانبين تبادلا الأسرى وجثث قتلاهما الذين سقطوا خلال معارك سابقة جرت في الحد الجنوبي للسعودية.

ورغم التعتيم الإعلامي وإخفاء جماعة أنصار الله، والسعودية  ملامح تلك المفاوضات وبنود اتفاق ماحدث إلا أنها تعتبر مرحلة جديدة من المفاوضات السرية التي قد تفضي لحل الأزمة اليمنية وإنهاء الاقتتال في البلاد.

ويرى " المحلل السياسي " أمين الحرازي " إن جماعة أنصار الله وصلوا الى قناعة بأن المواجهة المباشرة مع التحالف وعلى وجة الخصوص المملكة العربية السعودية وغيرها مُكلفة وتتطلب وقتًا طويلًا في ظل وجود جبهات داخلية مشتعلة تعيق من قدرة الجيش اليمني  واللجان الشعبية على الانطلاق عسكريا نحو العمق السعودي مادفع بهم للتفاوض مع المملكة.

وأضاف " الحرازي " في حديث خاص لـ " مصر العربية "  أن الجبهة المناهضة للتحالف  تَعتبر التوصل لأي اتفاق يقضي بوقف التدخل العسكري باليمن ووقف الغارات الجوية بالتحديد إنجازا مهما ولاتعتبر عودة الفريق العسكري "الأحمر " ذُو أهمية عسكرية بل حافز معنوي للمواجهة بحكم موقعه ودوره الكبير في مآسي اليمن وحرُوب صعدة بشكل خاص  فعودة الأحمر لن تكون  محورا في المفاوضات.

وبدأ  الفريق علي محسن الأحمر، الذي يُطلق عليه حزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن  لقب الجنرال، زيارة إلى محافظة مأرب، مقر المنطقة العسكرية الثالثة في قوات الجيش الوطني، برفقة  اللواء الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، قائد العمليات الخاصة المشتركة لدول التحالف.

وقال الفريق الركن على محسن الأحمر، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية إن الحكومة الشرعية ودول التحالف مصرة على استعادة كافة مؤسسات الدولة التي دمرها الانقلابيون، وكذلك على بذل الجهود لإعادة الأمن والاستقرار ووضع حد للمآسي والانتهاكات التي مارستها الميليشيات الانقلابية، حسب تعبيره وتعد هذه أول تصريحات رسمية للفريق الأحمر منذ تعيينه في منصبه أواخر فبراير الماضي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل