المدن العربية.. هوية التشظي والاستلاب

المدن العربية.. هوية التشظي والاستلاب

منذ 8 سنوات

المدن العربية.. هوية التشظي والاستلاب

ويرى الدكتور ياسر محجوب أنه بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية بدأت المدن العربية تفقد هويتها التقليدية، حيث أصبح نصفها عربيا ونصفها الآخر أوروبيا نتيجة الظروف والتبعية التي فرضها المستعمر.\nويضيف محجوب "يمكننا تقسيم هوية المدينة العربية اليوم إلى مدينة اقتصادية، ومدينة تاريخية مدمرة، وأخرى عشوائية".\nويلفت إلى أن هناك مدن الثروات البترولية من حواضر تقليدية إلى مدن عصرية عالمية تكاد تختفي فيها مواصفات المدينة العربية، مثل دبي والدوحة وأبو ظبي.\nأما المدن التاريخية المدمرة فهي بغداد ودمشق، بينما تظهر العشوائية في مدن عربية كثيرة كالقاهرة مثلا التي اختفت فيها مظاهر التاريخ، وعجزت عن اللحاق بركب المدن الاقتصادية العالمية لغياب التخطيط العمراني المحكم، على حد قوله.\nلكن محجوب حذر في تصريح للجزيرة نت من الارتهان للماضي العمراني وتجاهل الحاضر والمستقبل اللذين يفرضان على الأمة العربية مسايرة ركب الحضارة والكف عن السير وراءها في شتى المجالات.\nورأى أن المدينة العربية التقليدية ليست من صميم المقدسات الدينية حتى نحافظ عليها، بل يجب أن تخضع للتطور التاريخي لحركة العمران الإنسانية.\nمن جانبه، تعرض الباحث المتخصص في المدينة والسياسة العمرانية والحركات الاجتماعية الدكتور عبد الرحمن رشيق إلى السياسة العمرانية، ونوعية العلاقات الاجتماعية في أحياء المدن المغربية الكبرى في إطار صيرورة التمدن الكثيف.\nوقال إن التحولات العمرانية فرضت مجتمعا وثقافة وأنماطا سلوكية جديدة تتسم بالفردانية التي باتت سمة ملازمة للنظام الرأسمالي الجديد نتيجة الشكل الإيكولوجي للتكتلات البشرية الكبيرة في المجال المحدود لمدينة كبرى "متروبول"، أو لمدينة عملاقة "ميجابول".\nوأشار إلى أن هناك بحوثا عديدة أثبتت سعي الفرد المعاصر إلى المحافظة على استقلاليته وفردانيته ضد فضول المجتمع وهيمنته وضغطه، خصوصا في علاقات الجوار، وهو مسار أدى إلى بناء جزر اجتماعية وإنتاج نسيج عمراني متجزئ ومنغلق على نفسه.\nوشهدت الدورة الخامسة للمؤتمر نقاشات مهمة حول مكانة الحرية في الفكر العربي وتجلياتها فيه، والتحديات التي تواجه التمدين في العالم العربي والتأثيرات المتبادلة بين العمران والبيئة الاجتماعية.\nوهدف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات من تنظيم المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية إلى توفير منصة للباحثين العرب للوقوف على تطورات البحث واتجاهاته في العلوم الاجتماعية والإنسانية في العالم العربي.\nوشارك في المؤتمر باحثون من 13 بلدا عربيا، هي مصر والمغرب الجزائر وقطر وسوريا والسودان وتونس وفلسطين ولبنان والسعودية والكويت والعراق وموريتانيا.\nوبعد انتهاء الجلسات النقاشية وزعت الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية في دورتها الخامسة 2016/2015 على أصحاب البحوث الفائزة في موضوعي الحرية في الفكر العربي، والمدينة العربية.\nففي مجال "الحرية في الفكر العربي المعاصر" اقتسم الجائزة الثانية وقدرها 15 ألف دولار باحثان من تونس، هما المنجي السرباجي، وسهيل الحبيب، فيما فاز السوري سامر عكاش بالجائزة الثالثة (عشرة آلاف دولار)، وحجبت لجنة التحكيم الجائزة الأولى لعدم مطابقة الأبحاث المشاركة لمواصفاتها.\nأما في مجال "المدينة العربية.. تحديات التمدين في مجتمعات متحولة" فقد منحت لجنة التحكيم الجائزة الأولى للجزائري معاوية سعيدوني وقيمتها 25 ألف دولار، والجائزة الثانية وقيمتها 15 ألف دولار للمغربي إدريس مقبول، فيما حجبت اللجنة الجائزة الثالثة في هذا الموضوع.\nأما الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية باللغة العربية فقد فاز بالجائزة الأولى الباحث رشيد سعدي من المغرب عن بحث بعنوان "سؤال الدين والأخلاق والسياسة.. المسارات الكونية وانغلاقات العالم العربي الإسلامي.. حرية الضمير والمعتقد كمجال تطبيقي"، وهو المنشور في عام 2014.\nوجاءت الجائزة الثانية من نصيب الأردني خليف غرايبة عن بحثه "دراسة الواقع الحالي وتحليله للبيوت التقليدية في مدينة كفرنجة في محافظة عجلون".\nوحصدت المغربية ماجدة صواب الجائزة الثالثة عن بحثها "إعادة هيكلة السكن غير القانوني بالمغرب.. حصيلة المقاربات" والمنشور في عام 2013.

الخبر من المصدر