هاجمته واتهمته بالانحياز للبوليساريو.. ما الذي تتخوّف منه الرباط في تصريحات بان كي مون حول الصحراء؟

هاجمته واتهمته بالانحياز للبوليساريو.. ما الذي تتخوّف منه الرباط في تصريحات بان كي مون حول الصحراء؟

منذ 8 سنوات

هاجمته واتهمته بالانحياز للبوليساريو.. ما الذي تتخوّف منه الرباط في تصريحات بان كي مون حول الصحراء؟

تظاهر مئات الآلاف من المغاربة الأحد 13 مارس/آذار 2016 في الرباط احتجاجاً على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصف الصحراء الغربية بـ"المحتلّة" خلال زيارته السبت 5 مارس/آذار مخيماً للاجئين الصحراويين قرب تندوف في الجزائر.\nوأصدرت حينها الحكومة المغربية بياناً شديد اللهجة يتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي كون بالانحياز في نزاع الصحراء الغربية، بعد إطلاقه وصف "الاحتلال" على الصحراء كما نقلت وسائل إعلام محلية\nلكن ما الذي تتخوف منه المغرب في تصريح بان كي مون، وما أثر ذلك على سير المفاوضات بين الرباط والبوليساريو التي تطالب بالانفصال؟\nالرباط تتخوف من تقرير بان المقبل\nووصف المحلل السياسي المغربي عبد الفتاح الفاتحي تصريح الأمين العام للأمم المتحدة الأخير بـ"رد الفعل الحماسي العاطفي، بعد زيارة منقوصة إلى المنطقة لم يستمع فيها إلى الطرف المغربي"\nوقال الفاتحي في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي" إن الرباط "تتخوّف من أن ينعكس الموقف الذي عبّر عنه الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الذي سيقدمه إلى مجلس الأمن في أبريل/ نيسان 2016، وأن يكون تقريراً منحازاً".\nوأضاف الخبير في شؤون الساحل والصحراء أن سنة 2016 "ستكون سنة حاسمة في نزاع الصحراء كما سبق أن صرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الصحراء كريستوفر روس" مشيراً إلى أن تقارير الأخير "دائماً ما تكون مؤيدة لموقف جبهة البوليساريو الداعي إلى تقرير المصير، وهو ما يعني استقلال الصحراء الغربية عن الرباط".\nواعتبر عبد الفتاح الفاتحي أن وصف الأمين العام للأمم المتحدة للرباط بـ"دولة الاحتلال" إذا ما ضُمّن في تقرير بان كي مون المقبل، فإنه "سيشكل ثورة حقيقية على كل التقارير لم يسبق أن وصفت المغرب بالدولة المحتلة للصحراء الغربية".\nتحول في "عقيدة" الأمم المتحدة\nويقول الخبير في شؤون الصحراء صبري لحو إن الرباط "ترغب من خلال بيان الاحتجاج إلى استفزاز الأمين العام للأمم المتحدة، لمعرفة نوايا وحقيقة مواقف الأمم المتحدة، وهل ترغب في التدخل بطرح حلٍّ جديد لقضية الصحراء الغربية، فبان كي مون لا يملك صلاحيات التصريح بالاحتلال ما لم يصادق على ذلك مجلس الأمن".\nوأضاف لحو في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي" أن "المغرب يتخوّف من بداية تحوّل في عقيدة الأمم المتحدة، التي كانت تقترح حلاً سياسياً متوافقاً عليه لهذا النزاع، وإذا وصف التقرير المقبل لمجلس الأمن التواجد المغربي بالاستعمار، فإن ذلك يعني ضرورة جلائه، وأن الخيار سيصبح هو أن يدلي السكان برأيهم لتقرير المصير" وهو موقف جبهة البوليساريو الداعية إلى الانفصال.\nمن جانبه يقول أستاذ العلاقات الدولية إدريس الكريني إن "ميثاق الأمم المتحدة يعتبر الأمين العام مجرّد موظف داخل الهيئة، يتيح له تنبيه مجلس الأمن فيما يهدّد السلم والأمن الدوليين فقط، ويمنعه صراحة من القيام بأي عمل يسيء إلى مركزه باعتباره موظفاً دولياً".\nوأضاف الكريني في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي" أن "تصريح بان كي مون ينطوي على خطورة، لأن فيه تجاوزاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي لم يسبق أن وصفت المغرب بالاحتلال، وبالتالي فإن المغرب تتخوف من تأثيراته المحتملة سلبياً على مسار نزاع قضية الصحراء، التي تحتل مكانة محورية في سياسات الرباط، خصوصاً وقد صدر عن شخصية وازنة، ومن شأنه تعميق الخلاف وتحريض طرف ضدّ آخر".\nخلفيات التوتّر بين الرباط والأمم المتحدة\nوسبق للمغرب أن سحبت ثقتها من المبعوث العام للأمم المتحدة كريستوفر روس في مايو/ أيار 2012، بعدما اتهمته بـ"الانحياز وعدم الموضوعية" قبل أن يستأنف عمله عقب اتصال بين الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أكد فيه أن روس "سيعمل وفق مبادئ الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن".\nويقول المحلل السياسي عبد الفتاح الفاتحي إن كريستوفر روس "همّش مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لتسوية النزاع، وجاء في قرارات مجلس الأمن أنه واقعي وذو مصداقية".\nوكانت حكومة الرباط قد اتهمت في بيان الثلاثاء 8 مارس/آذار بان كي مون بـ"التخلّي عن الحياد والموضوعية" بوصفه الصحراء الغربية بأنها "محتلة".\nوقالت في بيان إنها "تسجل بذهول" استخدام بان كلمة "احتلال لوصف استرجاع المغرب لوحدته الترابية".\nبيان الحكومة المغربية أكد أن ما وصفه ب"الانزلاق اللفظي" للأمين العام للأمم المتحدة "يمس بشكل خطير" بمصداقية الأمانة العامة للأمم المتحدة، ويهدد بتقويض المفاوضات السياسية، على بعد أشهر من نهاية ولاية بان كي مون.\nوترعى الأمم المتحدة مفاوضات بين الرباط التي تقترح حكماً ذاتياً موسعاً في الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية، وجبهة "البوليساريو" التي تطالب بتنظيم استفتاء حول تقرير المصير.

الخبر من المصدر