جدد إطلالتك لتتوازن داخلياً

جدد إطلالتك لتتوازن داخلياً

منذ 8 سنوات

جدد إطلالتك لتتوازن داخلياً

تقول إحصائيات سابقة إن 83.4 % من المهنيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يربطون بين المظهر الخارجي والنجاح وإن 76.4 % من أصحاب العمل يتخذون قرارهم بناء على المظهر الخارجي للمرشح.\nووفقاً لاستبيان سابق أعدته شركة بين.كوم للتوظيف، فإن 27.5 % من الذين استُطلعت آرائهم اعتبروا أن الاعتناء بالشكل الخارجي يُظهر مدى اهتمام الموظف بالوظيفة، فضلاً عن كونه دليلاً على حسن سلوك المتقدم للعمل وشخصيته الجيدة، بحسب آراء 24.8 %.\nوكما يُعد الاهتمام بالمظهر الخارجي هاماً وحيوياً للحصول على الوظيفة، أصبح تجديد الإطلالة أيضاً جزءاً هاماً في عالم الوظائف تماماً مثلماً اكتسب أهمية كبرى في عالم المشاهير و الإعلاميين الذين وصل تأثر البعض منهم بالتجديد إلى حد الهوس.\nتقول بريجيت موسى، مهندسة ديكور واستشارية متخصصة في إدارة تجديد الإطلالة والتدريب الشخصي الحاصلة على شهادات في هذا المجال من أكاديمية «لاكشيري يو» بمدينة فلورنسا الإيطالية، أن الاهتمام بتجديد الإطلالة و التدريب الشخصي ازداد، لأنه يحقق توازناً داخلياً للشخصية التي ترغب في تغيير نفسها.\nكما ترى بريجيت أن دول الخليج، وخاصة الإمارات و تحديداً دبي، تهتم بشكل كبير بتجديد الإطلالة التي اكتسبت شهرة في السنوات الأخيرة حيث من المهم تعريف الناس بهذا المجال، وخاصة استشارات إدارة تجديد الإطلالة و هي عبارة عن إدارة فريق متكامل من الفنيين التخصصين في المكياج والملابس والشخصية، ليرى الصورة كاملة و يتابع النواقص و يوجه فريق العمل بإتمامها.\nوتضيف: «التدريب الشخصي أي( لايف كوتشينج بالإنجليزية) يُعد مجالاً هاماً جداً  أيضاً لتغيير الشخصيات من الداخل.  فمثلاً إذا كانت شركة لديها فريق من مندوبي المبيعات تستطيع أن تُدربهم على المظهر الخارجي والتغلب على بعض الأشياء في داخلهم لكي يُحققوا التوازن المطلوب بهدف التعامل الصحيح والسليم مع العملاء. يُمكن أيضاً تدريب المتقدمين للوظائف على نفس الأشياء.»\nوترى بريجيت أنه لن يصعب على المتقدم للوظيفة قبوله في المنصب الذي يرغب فيه إذا حقق معادلة التوازن بين الشخصية الخارجية والداخلية ليُصبح لديه سلام داخلي  يُمكنه من تحديد أهدافه.\nكما تُشدد بريجيت على ضرورة الانتباه إلى اختلاف الشخصيات ومراعاة الصفات المختلفة لها عند إخضاع الموظفين في دورات التدريب الشخصي. ومع المشاهير و رجال الأعمال أيضاً، لابد من إحاطتهم ببيئة تحتوي على ألوان مكاتبهم ومنازلهم لكي يحصلوا على الراحة الداخلية، ما يُساعدهم على تحقيق السلام الداخلي و التعامل مع بيئاتهم المألوفة لديهم.\nوغالباً يتعين على المتقدم للوظيفة ارتداء الملابس المناسبة للوظيفة التي يريد الحصول عليها ولكن في واقع الأمر المهم أيضاً في مقابلات العمل، بحسب رأي بريجيت، هو ترك انطباع أولي جيد، والاهتمام بالمظهر الخارجي هو جزء من الجهد الضروري لترك انطباع إيجابي طويل الأمد.\nوهنا يُظهر استبيان سابق لـ بيت.كوم حول تأثير المظهر الخارجي على قرارات التوظيف أن  49.4 % من المهنيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يرون أن المظهر الخارجي يؤثر على التطور الوظيفي إلى حد كبير، لذا يُعد الاهتمام بالمظهر الخارجي هاماً حتى بعد الحصول على الوظيفة، وذلك استعداداً لأي ترقية ممكنة.\nكما تعتمد 47.3 % من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قواعد لباس محددة، في حين أن 46.4 % من المهنيين أشاروا إلى أنه لم يتم إعلامهم بهذه القواعد عند انضمامهم إلى الشركة، بل أنهم اكتشفوها في وقت لاحق من تلقاء أنفسهم.\nوهنا ينصح الخبراء الموظفين بعدم الارتباك إذا كانت الشركات تعتمد قواعد محددة للباس، وإن لم تكن الشركة تحدد قواعد للباس، فالأمر متروك للموظف لكي يبدو بمظهر أنيق لأنه يُحدث فرقاً كبيراً، وعند البدء في عمل جديد، على الموظف أن يأخذ يعين الاعتبار أن مظهره الخارجي يظهر لرئيسه وباقي طاقم العمل.\nومع المظهر الخارجي والتدريب الشخصي وتجديد الإطلالة، ترى بريجيت أنه من الضروري للموظفين ، مع الضغوطات المستمرة يومياً في ظل وتيرة الحياة المتسارعة، أن يُمارسوا شيئاً يحبونه بعد مواعيد العمل لكي يُحقق ذلك التوازن والسلام النفسي المطلوب.\nتقول بريجيت:«أنصح كل موظف أن يمارس نشاطاً ما، مثل الريكي أو اليوغا أو المشي مرتين أسبوعياً لكي يتمكن من مواجهة ضغوط الحياة العملية اليومية ولكي يتحمل الآخرين و يستطيع تقبلهم بمرونة.»\nتضيف:«الإيجابية هامة جداً في الحياة وتنعكس على الإنتاجية في العمل. المعلومات التي يحتفظ بها الدماغ تُجدد الإطلالة دون أن ندري مثلاً. إن لم يُحب شخص ما ممارسة الريكي، يُمكنه ممارسة التأمل لمدة 45 دقيقة مثل الجلوس تحت شجرة وتأمل جمالها أو جمال زهرة. المقصود هو التركيز على شئء واحد و تقديره لخلق حالة من الإيجابية تنعكس على حياته اليومية.»\nويتضح من حديث استشارية تجديد الإطلالة أن هناك عدة عوامل مرتبطة تُمكن الإنسان بشكل عام و الموظف بشكل خاص، من تحقيق النجاح في حياته الشخصية و المهنية أيضاً.\nوتتوافق آراء بريجيت مع نتائج استطلاع الرأي السابق الذي أجرته بيت.كوم حيث ربط 78.6 % من المستطلع آرائهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين المظهر الخارجي والنجاح، حيث رأوا ثمة علاقة بين حسن المظهر والنجاح المهني.\nوتتفق الغالبية العظمى من أفراد العينة، أي 60.2 % ، على أنه من المهم أن يبدو الموظف سعيداً ومرتباً ومفعماً بالحيوية والثقة بالنفس في مكان العمل، كما يحظى تمتع الموظف بصحة جيدة وبلياقة بدنية بأهمية أيضاً.\nوأشار معظم المشاركين في الاستبيان، أي 75.8 %، أنهم يحبذون الاهتمام بمظهرهم الخارجي واختيار الملابس الأنيقة للعمل، في حين يبدو أن ارتداء الملابس الرسمية هو الخيار المفضل بنسبة 62.4 %. كما أفاد 3 من كل 10 مشاركين، أي 29.1 %، أنهم يقدمون على ارتداء الملابس غير الرسمية، في حين أشار 8.5 % فقط أنهم يرتدون الأزياء الوطنية والتقليدية.\nكما يشعر 63.5 % من المهنيين بأنه يتم الحكم عليهم على أساس مظهرهم الخارجي وملابسهم، فيما يشعر 22.7 % فقط بأنه لا يتم الحكم عليهم من قبل زملائهم بناء على هذه العوامل. واعتقد 78.6 % من المشاركين أن المهنيين الذين يعتنون بمظهرهم الخارجي يحظون على المزيد من الفرص للنمو مهنياً، وقال 49.4 % من هذه النسبة إن المظهر الخارجي يؤثر على التطور الوظيفي إلى حد كبير.\nوهنا ترى بريجيت أنه لا يتعين على الموظف إنفاق مبالغ باهظة للاهتمام بمظهره، فيُمكنه الإنفاق  بشكل معتدل من دخله  على مظهره  الخارجي وملابسه، لأنه من المهم الظهور بمظهر حسن للحصول على وظيفة وعلى ترقية، لما للمظاهر من أهمية في بيئة العمل على عكس بعض البيئات الأخرى.\nمع ذلك، يرى المتخصصون أيضاً أنه لا يعني هذا المبالغة في الاعتناء بالشكل من أجل إجراء مقابلة، أي لا يُمكن للمتقدم للوظيفة أن يرتدي ملابس سهرة أو ملابس غير لائقة لأن ذلك لن يترك انطباعاً جيداً لدى الذين مسؤولي التوظيف بل سينعكس سلباً و من ثم يؤدي إلى رفضه في الوظيفة.\nو لمواجهة مواقف مماثلة لتعرض المرشح إلى الرفض في وظيفة ما، ترى بريجيت أن مستقبل العمل الاستشاري في تجديد الإطلالة سيزدهر إلى درجة كبيرة و إلى الحد الذي سيقوم فيه كل شخص بالاتصال بخبير تجديد الإطلالة قبل خروجه من المنزل لكي ينصحه بما يُمكن أن يرتديه لمقابلة أو مناسبة أو فعالية ما.\nتقول بريجيت:"منذ 17 عاماً، كنا نندهش عندما نسمع أن شخصاً ما أتى بمتخصص في تنظيم الفعاليات للتجهيز لمناسبة ما بينما اليوم انتشر هذا النوع من الأعمال إلى الحد الذي يتعامل معه الجميع.»\nوتضيف: «أرى مستقبلاً شبيهاً جداً للمتخصصين في مجال تجديد الإطلالة، حيث لن يذهب شخص إلى مكان ما دون الاتصال بالخبير المتخصص لكي ينصحه بما  يُمكن أن يفعله في مظهره.»\nوتُكمل بريجيت:«أرى أيضاً أن الجميع سيقومون بتجديد إطلالتهم، كما ستهتم شركات  الفنادق والطيران، التي تعتمد في أعمالها على التواصل المباشر  مع العملاء، بشكل أكبر بتعيين استشاري  تجديد إطلالة لموظفيها وخاصة هؤلاء في أقسام خدمة العملاء، من أجل متابعة مظهرهم، وتوازنها مع شخصياتهم الداخلية.»

الخبر من المصدر