بحزمة صفقات عسكرية للعرب.. روسيا تصفع أمريكا

بحزمة صفقات عسكرية للعرب.. روسيا تصفع أمريكا

منذ 8 سنوات

بحزمة صفقات عسكرية للعرب.. روسيا تصفع أمريكا

لم يعد الحال كما قبل.. فبعد سنين طويلة قضتها الولايات المتحدة الأمريكية مستأسدة ومسيطرة على سوق السلاح في الشرق الأوسط وخاصة بإبرام الصفقات مع الدول العربية، ظهرت روسيا أخيرا  بقوة في سوق الأسلحة في الوطن العربي  خاصة بعد تدخلها عسكريا في سوريا بشكل قلب الموازين كثيرا، وأصبحت تنهل من حصة أمريكا في بيع الأسلحة في المنطقة بحزمة صفقات عسكرية مبرمة بالفعل وأخرى محتملة لدول عربية عدة.\nآخر الدول العربية التي بدأت تتجه لروسيا هي الجزائر التي أعلنت منذ يومين قرب إبرامها صفقة ضخمة مع روسيا للحصول على مقاتلات سوخوي 34 المطورة، قبل نهاية العام الجاري.\nونقلت وكالة الأنباء الروسية عن مصدر ديلوماسي وعسكري روسي، أن مباحثات بين الجزائر وروسيا بشأن الصفقة بلغت مراحل متقدمة بعد أن بدأت مباحثات بشأن صفقة اقتناء 12 من مقاتلات السوخوي 34، في نوفمبر الماضي.\nوتحدثت تقارير إعلامية في روسيا عن احتمال توسيع الصفقة لتشمل 40 مقاتلة من هذا الطراز.\nولم يمنع الصراع الخفي بين المملكة العربية السعودية وحليفتها الإمارات وبين روسيا بعد تدخلها في سوريا لصالح بشار الأسد الذي تسعى المملكة لإسقاطه من التفاهم حول إبرام صفقات عسكرية روسية.\nوكشف الديوان الرئاسي الروسي أن المحادثات مع السعودية لشراء أسلحة روسية جارية على قدم وساق .\nوصرح فلاديمير كوجين، مساعد الرئيس الروسي  لوكالة "إنترفاكس" الروسية، آخر 24 فبراير الماضي:" أعلنت السعودية - شأنها شأن الإمارات العربية - عن اهتمامها بالتعاون معنا، وتجري المحادثات معها على قدم وساق".\nوأعلن قبله رئيس شركة "روس تيخ" الروسية، سيرغي تشيميزوف، عن توقيع اتفاقيات لتوريد المنتوجات الدفاعية الروسية إلى السعودية، بمبلغ 20 مليار دولار، ولكن تلك المشاريع لم تتحقق لأسباب سياسية، وأشار تشيميزوف فيما بعد إلى استئناف التعاون العسكري التقني بين البلدين مؤخرا.\nوكانت صحيفة "فيدوموستي" الروسية، قد نقلت  عن مصادر في "روستيخ" و"روس أوبورون إكسبورت" تصريحات بأن هناك احتمالية لتوريد الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية بقيمة تصل إلى 10 نحو مليارات دولار، خلال الزيارة المحتملة للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.\nحتى العراق الذي تتحكم فيه الولايات المتحدة الأمريكية منذ غزوها 2003  أبرم صفقة عسكرية مع روسيا بلغت قيمتها نحو المليار دولار تشمل أنظمة صواريخ "بانتسير-إس1" Pantsir-S1 الدفاعية وقاذفات دزيغيت Dzhigit المحمولة و تسلم طائرات هجومية روسية من طراز "سوخوي سو-25" Sukhoi Su-25 في يونيو الماضي.\nوفي الشهر الماضي زار وفد روسي رفيع ضم 100 شخصية وترأسه ديمتري روغوزي نائب رئيس الوزراء الروسي، إلى العراق بابرام صفقات تسليح للعراق بقيمة 7 مليارات دولار، تضم مقاتلات ميج35، بالإضافة إلى تجهيز العراق بلواء مدرع متكامل.\nوكان لمصر نصيب الأسد من الصفقات العسكرية الروسية بقرابة العشر صفقات أبرزها صفقة صواريخ S300  وهي منظومة دفاع جوي متطورة، و طائرات ميج 29 إم مقاتلة نفاثة متفوقة جويًا ومتعددة المهام بجانب صفقة مقاتلات سوخوي 30 التي تتميز بقدرتها على القيام بدوريات بعيدة المدى، والمتابعة والرصد الراداري، واستخدام الأسلحة الذكية بدون الدخول في منطقه الدفاع الجوي المعادية.\nكما أبرمت مصر مع روسيا صفقات زوارق الصواريخ Mi-17": إضافة إلى صواريخ دفاع جوي قصيرة المدى، مثل أنظمة "بوك" و"تور إم 1" " وقاذفات أر بي جي وهي قاذفات يدوية متعددة العيارات بجانب دبابة تي 90".\nاللواء نصر سالم مستشار رئيس جهاز الاستطلاع المخابرات الحربية سابقا والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن الحرب السورية أفادت روسيا بشكل كبير وفتحت سوق السلاح لديها والآن السعودية والعراق والإمارات يريدون شراء أسلحة من روسيا، والخزنة الروسية ومصانع السلاح الروسية بدأت تنتعش.\nواعتبر في حديثه لـ"مصر العربية" أن هذا هو الخطأ الكبير الذي وقعت فيه أمريكا وأدركته متأخرة لذلك أخذت خطوات في وقف الحرب  في سوريا ولو مؤقتا لأنها تخسر نصيبا من سوق الأسلحة.\nورأى سالم أن رفض روسيا تسليم إيران حليفتها صواريخ S400  يأتي أيضًا في إطار رغبتها في عدم إغضاب الدول العربية التي شرعت في شراء أسلحة منها وضخ مليارات الدولارات في خزانتها.\nاللواء المناوي قائد القوات الجوية السابق أكد أن الصفقات التي أبرمتها الدول العربية مع روسيا سوف تؤثر بشكل ملحوظ على حصة أمريكا في بيع الأسلحة ولكن مع هذا أمريكا ما زالت تبيع أسلحة كثيرة لأن سوق الأسلحة في يد خمس أو ست دول بحد قوله.\nوأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن هناك تفوقا في بلد عن أخرى في بعض نوعيات السلاح خاصة في الطائرات المعقدة والغواصات المتطورة ما يجعل الدول الصغيرة عامة تحاول التنويع في الصفقات بين الدول.\nسر تغيير دفة بعض الدول العربية من أمريكا لروسيا في الصفقات العسكرية راجع في اعتقاد قائد القوات الجوية السابق لسياسة أمريكا خاصة تجاه إسرائيل التي ترجح كفتها عسكريا على كل دول الشرق الأوسط.\nوأكمل:" أمريكا كانت تعطينا أسلحة وتهب إسرائيل 3 أضعافها وتلبي لهم كل احتياجاتهم بدون شروط بخلاف الدول العربية".\nوأشار إلى أن الإقبال على شراء أسلحة من دول دون غيرها يعود أحيانا لإعفاء هذه الصفقات من الشروط المجحفة.

الخبر من المصدر