يديعوت: ماذا وراء تحسن العلاقات بين مصر وإسرائيل؟

يديعوت: ماذا وراء تحسن العلاقات بين مصر وإسرائيل؟

منذ 8 سنوات

يديعوت: ماذا وراء تحسن العلاقات بين مصر وإسرائيل؟

خلص "روعي كايس" محرر الشئون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن نظام الرئيس المصري قرر التخلص من "البرودة" التي ميزت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب منذ توقيع معاهدة السلام.\nورأى "كايس" في مقال بعنوان "ماذا وراء تحسن العلاقات بين إسرائيل ومصر؟"، أن هناك الكثير من الأدلة على توجه السيسي الجديد ، الذي جاء انطلاقا من إدراكه أنه لا يمكن أن تقتصر العلاقات مع تل أبيب على الحد الأدنى نظرا لـ"تشابك" و"تطابق" المصالح معها.\nهل غيرت البرودة التي اتسمت بها العلاقات الإسرائيلية المصرية على مدى عشرات السنين اتجاهها، وماذا يقف في الحقيقة خلف ارتفاع وتيرة التعاون؟.\nشهد العام الماضي الكثير من المؤشرات على تحسن منظومة العلاقات السياسية: زيارة رسمية ومعلنة لمدير عام وزارة الخارجية دوري جولد للقاهرة افتتح خلالها مجددا سفارة إسرائيل ودق عضادة على بابها (تسمى بالعبرية مزوزا وهي علامة على كل بيت يهودي, عبارة عن أقصوصة ورق مكتوب عليها آيتين من التوراة وتثبت على باب البيت).\nوإطلاق سراح عوده ترابين الذي أدين بالتجسس لصالح إسرائيل وقبع 15 عاما في السجنون المصرية، وتعيين سفير مصري جديد بعد ثلاثة أعوام غياب، بل حتى لقاء علني هذا الأسبوع في ختامه ظهرت صورة نادرة، بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والسفير المصري الجديد.\nدوري جولد يفتتح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة\nنتنياهو والسفير المصري في إسرائيل حازم خيرت\nرغم حقيقة أن مصر منشغلة في الفترة الأخيرة وخاصة في السنوات الماضية عموما بمشكلاتها الداخلية التي ترتبط في الأساس بالوضع الأمني والاقتصادي، فقد تصدرت العلاقات مع إسرائيل العناوين في الآونة الأخيرة.\nذروة الإنشغال بالموضوع جاءت بعد قضية عضو البرلمان والصحفي الاستفزازي ، توفيق عكاشة، الذي تجرأ على لقاء السفير الإسرائيلي بالقاهرة، الدكتور حاييم كورين علانية، وهو اللقاء الذي أثار عاصفة عاتية لاسيما في البرلمان المصري، هناك ضُرب عكاشة بالحذاء مطلع الأسبوع الجاري.\nقصة عكاشة هي حلقة جديدة في سلسلة أحداث تميز الاتجاه. دار الكثير من الحديث حول التعاون الأمني الوطيد بين الدولتين في ضوء تهديد جناح "الدولة الإسلامية" في شبه جزيرة سيناء، وكما كشفنا في موقع "يديعوت أحرونوت" فإن الطائرات الحربية المصرية تحلق في المجال الجوي الإسرائيلي في هذا السياق.\nتوفيق عكاشة والسفير الإسرائيلي حاييم كورين\nما يوصف في إسرائيل ربما على أنه تحسن للعلاقات، هناك من يصفه كبالون اختبار من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومن حوله، انطلاقا من إدراك أنه في ضوء التطورات بالمنطقة لا يمكن القبول بوضع تقتصر فيه العلاقات السياسية على حوار بين ضباط وعناصر إسرائيلية.\nالرئيس الإسرائيلي يستقبل السفير المصري حازم خيرت\n38 عاما على معاهدة السلام\nفي أغسطس 2015 حظي اكتشاف حقل غاز ضخم على الشواطئ المصرية بتغطية واسعة، لكن بمرور الوقت اتضح أن مصر سوف تستغرق وقتا طويلا ليكون بإمكانها الاستفادة منه. في هذه الحالة فإن تصدير الغاز من إسرائيل إلى مصر خيار مناسب للغاية.\nإذا ما تم التصديق في السيناريو الافتراضي على مخطط الغاز ورغبت مصر التي تحتاجه في ذلك، فسوف يكون للرأي العام المصري ثقلا كبيرا- في ضوء الغضب الذي ما زال منصبا على أحد وزراء البترول السابقين، والذي ارتكز على اعتباره "خائن" باع ثروات مصر لإسرائيل.\nمع ذلك، فإن السيسي على دراية بالرأي العام المصري الذي لا زالت القضية الفلسطينية تسيطر عليه. فالرئيس الذي قال إنه اعتاد على التحدث إلى نتنياهو هاتفيا، قال في أحاديث سابقة بشكل واضح إن إسرائيل حال اتخذت خطوة في المسألة الفلسطينية، فسوف يكون هناك انفتاح. لم يتحدث (السيسي) عن تسوية شاملة مع الفلسطينيين، بل فقط عن خطوة على الساحة السياسية\nلم يفعل ذلك حبا في صهيون، بل لأنه أدرك إلى أي مدى تتشابك مصالح إسرائيل ومصر. في الشهر المقبل سيكون قد مر 38 عاما على معاهدة السلام بينهما، التي شهدت كما هو معروف تعهدات أيضا حيال القضية الفلسطينية، لكنها لم تنفذ.\nحدث بين الدولتين تطابق مصالح غير مسبوق، مستمد من أعداء مشتركين: التهديد الإيراني من جهة والتهديد الذي يمثله داعش وحماس من الجهة الأخرى.\nزلة اللسان الخاصة بوزير البنية التحتية يوفال شتاينتس الشهر الماضي، والتي قال فيها إن مصر أغرقت جزءا من أنفاق حماس بناء على طلب إسرائيل، والتوضيح الغريب الذي طلب منه نشره بعد ذلك، كشفا النذر القليل مما يحدث خلف الكواليس في العلاقات بين مصر وإسرائيل.\nيزور مسئولون إسرائيليون بارزون القاهرة بين الفينة والأخرى، إسحاق مولخو المبعوث الخاص لنتنياهو وضباط كبار. التقى الرئيس المصري السيسي مؤخرا وفدا من زعماء يهود وعلى رأسهم المقرب من نتنياهو ملكولم هونلاين.\nأضف إلى ذلك الموافقات المتعاقبة التي تمنحها إسرائيل لمصر لاستخدام قوة عسكرية كبيرة في سيناء خلال الحرب على داعش، والتي تحدث أحيانا انطلاقا من غض الطرف عن الملحق العسكري لمعاهدة السلام.\nإذا لم يكن هذا كافيا، فإن إسرائيل تساعد مصر في واشنطن والكونجرس لإقناع الرأي العام بأن المصريين يحاربون الإرهاب، كل هذا لكي تصبح واشنطن أكثر ليبرالية فيما يتعلق بتقديم المساعدات العسكرية وغيرها لنظام السيسي.\nمؤخرا فقط أكد وفد من لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست برئاسة تساحي هنجبي أمام كل المحاورين في واشنطن أن"هناك استعدادا مصريا ملحوظا للتصدي بحزم لولاية سيناء التابعة لداعش وتهريب أسلحة لحماس في قطاع غزة".\nناهيك عن الرسائل التي تنقلها القدس، وتقضي بأن إسرائيل ترغب في رؤية مصر وقد اندمجت في حلف إقليمي مع اليونان وقبرص.\nواقعة عكاشة لم تأت من فراغ في مصر: حدثت في الفترة الأخيرة عدة وقائع طرحت فيها العلاقات الإسرائيلية المصرية من جديد. على سبيل المثال، تطرق في الشهر الماضي المتحدث باسم اتحاد الكرة المصري عزمي مجاهد، لإمكانية استضافة إسرائيل بطولة العالم للكرة القدم تحت سن 19، ورد بشكل مفاجئ بأنه لا توجد مشكلة في اللعب بإسرائيل، نظرا لوجود علاقات دبلوماسية معها.\nوقال إن قطر المكروهة أخطر من إسرائيل بالنسبة لمصر :”افصلوا الرياضة عن السياسة، وطالما فيه تمثيل دبلوماسي معندناش مشكلة". تصريح مثير للاهتمام في ضوء العادة المصرية بالانسحاب من المنافسات الرياضية التي تشارك بها إسرائيل.\nقبل ذلك ثارت عاصفة حول نشر ترجمة لكتاب جاكي حوجي الصحفي بإذاعة الجيش الإسرائيلي، في معرض القاهرة الدولي للكتاب. وزير الثقافة المصري طلب منه التطرق للموضوع وسمح بمشاركته في المعرض، الذي ضم بالمناسبة كتب لأديب إسرائيلي آخر. أضف إلى ذلك تقرير لحوجي، يقضي بأنه وللمرة الأولى جرى إدخال فصل عن معاهدة "كامب ديفيد" في المناهج الدراسية لمادة التاريخ في مصر.\nتشير تلك الأحداث إلى اتجاه- يقضي بأن هناك تفهما على الجانب المصري أنه حال استمروا في التعامل مع السلام ببرود، فإن شيئا لا يبقى على حاله للأبد.\nفي الأثناء من السابق لأوانه تحديد مصير بالون الاختبار. المعارضة الكبيرة لخطوة عكاشة من قبل أعضاء البرلمان الناصريين كانت متوقعة بشكل كبير، ومن الأهمية القول أنه رغم المطالبة بتعليق عضويته بسبب لقائه السفير، فإن عكاشة عُلق بسبب تصرفاته بعد اللقاء تحديدا، فهو لم ينتهك أي مادة في اللائحة التي تستند على القانون المصري والدستور، الذي يضم بنودا تدافع عن معاهدة السلام.\nعكاشة يقف الآن في عين العاصفة وفي قلب "بالون الاختبار"، ودائما ما كان يمكن وصفه كـ"ترابل ماكير" (مثير للمشاكل).\nالنائب كمال أحمد بعتدي بالحذاء على عكاشة في البرلمان

الخبر من المصدر