رحيل «أسطورة أحيدوس».. مايسترو الفلكلور المغربي

رحيل «أسطورة أحيدوس».. مايسترو الفلكلور المغربي

منذ 8 سنوات

رحيل «أسطورة أحيدوس».. مايسترو الفلكلور المغربي

المايسترو الذي كان يتقدم فرقته طوال عقود في سهرات لا حصر لها داخل المغرب وخارجه، نزل للمرة الأخيرة من المنصة صباح أمس بعد 113 سنة من الحياة قضى معظمها قائداً لفرقة «أحيدوس».\nاشتهر موحى الحسين بطريقته الفريدة التي تضبط إيقاع الرقصة الأمازيغية، هذه الفرادة التي تتجلّى في حركات يديه التي تعطي الانطلاقة للوصلات الفنية الأطلسية وتنهيها وتتفاعل مع لحظات ارتفاع وانخفاض الإيقاع فيها، ما جعل الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغن يطلق عليه لقب «المايسترو»، وبلغ به الإعجاب بأدائه إلى حد أن اقترح عليه الإقامة في الولايات المتحدة، لكن الفنان الراحل اختار أن يواصل العيش في قريته الأمازيغية في جبال الأطلس، حيث كان إلى أواخر أيامه يُطعم الدواجن بيديه، ويحمل فأسه ويشتغل في أرضه، يرعى الأشجار المحيطة ببيته، ويعيش حياته قروية بسيطة في منزل من دون كهرباء. وحين سُئل في برنامج تلفزيوني عن سبب بقائه في قريته الصغيرة والبعيدة، أزرو آيت الحسن، أجاب: «إنها أرضي، وهي بمثابة أمي، هل يستطيع أحد التخلي عن أمه؟». أعضاء الفرقة التي يقودها المايسترو يمنحونه لقباً آخر هو «النسر»، في إشارة إلى تلك الحركات التي يقوم بها، والتي تشبه وضع نسر يفرد جناحيه، لاسيما أنه يرتدي في كل رقصات «أحيدوس» برنساً أسودَ وعمامة بيضاء، إضافة إلى الجلباب المغربي التقليدي والبلغة الصفراء.\nالصحافة المغربية تسمّيه «أسطورة أحيدوس». ويتمركز هذا الفن الامازيغي العريق في الأساس في الأطلس المتوسط، وهو أداء جماعي يعتمد على الاستعراض عبر الحركة السريعة، حيث يقف الرجال والنساء في شكل دائري مردّدين الأهازيج الأمازيغية، ويستخدمون نوعاً واحداً من الآلات الإيقاعية وهي الدفوف، مع الضرب بالأكف عبر ما يشبه التصفيق، لكن بشكل متناغم تصاحبه حركات خاصة وخفيفة بالأكتاف والأرجل. أما النصوص المغنّاة، فهي غالباً متوارثة، وتُعنى بطقوس العيش في الجبال والتغنّي بجمال الطبيعة ومفاخر القبيلة.\nوكانت سهرات «المايسترو» تحظى بالكثير من الاهتمام، وتنال استعراضاته حظاً وافراً من التصفيق، رغم أن الجمهور لم يكن يفهم كلمات الأهازيج الأمازيغية في تلك السهرات التي أحياها في اليابان والصين وأميركا ومعظم بلدان أوروبا والعالم العربي.\nكان المايسترو أول مغربي يوقد شعلة افتتاح كأس العالم لكرة القدم في اسبانيا سنة 1982، وقد منحته قبلها ملكة بريطانيا وسام الفنان العالمي سنة 1981. كما أن البابا يوحنا بولس الثاني كان قد وجّه له دعوة خاصة لحضور حفل عشاء معه.\nولد موحى في أسرة مولعة بفن «أحيدوس»، فوالده وأعمامه كانوا يقودون فرقاً فولكلورية في الأطلس المغربي، ويتغنّون بالطبيعة وبالمعاني السامية في المواسم والأعراس، وكان موحى يحمل معه الدف ويُغني في ليالي الحرب العالمية الثانية التي شارك فيها كجندي، وانضمّ بعد تلك الفترة إلى صفوف المقاومة الوطنية للاحتلال الفرنسي، لكنه ظل يتساءل عن السبب الذي جعله، رغم كل ذلك، لا يحصل على بطاقة وامتيازات أعضاء المقاومة.

الخبر من المصدر