محمد حسنين هيكل.. بين الصحافة والسياسة

محمد حسنين هيكل.. بين الصحافة والسياسة

منذ 8 سنوات

محمد حسنين هيكل.. بين الصحافة والسياسة

 اشتهر الكاتب المصري الراحل محمد حسنين هيكل محليا وعربيا ودوليا خلال رئاسته لتحرير صحيفة الأهرام لعدة سنوات، وعينه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزيرا للإرشاد القومي عام 1970.\nقضى هيكل أكثر من 70 عاما عاملا بالصحافة. وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان صديقا مقربا لملوك ورؤساء أبرزهم عبد الناصر وبينهم الملك عبد الله أول من حكم الأردن وأحمد بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962 ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاه عام 1979.\nوعبر تلك الرحلة تولى هيكل مهام ومناصب صحفية وسياسية. وخلال عمله وزيرا للإرشاد القومي أسند إليه الإشراف على وزارة الخارجية لفترة وجيزة.\nوعمل هيكل مراسلا في دول منها إيران التي كانت موضوعا لكتابه الأول (إيران فوق بركان) عام 1951 ثم كتب بالإنجليزية عن إيران كتاب (عودة آية الله) عام 1982 والذي ترجم إلى العربية بعنوان (مدافع آية الله).\nوكانت المحطة الأبرز في مسيرة هيكل الصحفية حين انتقل عام 1957 من رئاسة تحرير مجلة (آخر ساعة) الأسبوعية التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم إلى رئاسة تحرير صحيفة (الأهرام).\nومنذ العاشر من أغسطس/ آب 1957 ظل يكتب مقاله الشهير (بصراحة) في العدد الأسبوعي من الأهرام كل يوم جمعة واستمر في كتابته حتى الأول من فبراير/ شباط 1974 حين ترك الأهرام بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات وتفرغ لكتابة الكتب والمقالات وصار من أشهر الكتاب في العالم.\nوكان هيكل مستشارا لعبد الناصر حتى رحيله يوم 28 سبتمبر/ أيلول 1970 وأصدر عنه كتبا تدافع عن مشروعه للوحدة العربية ومنها (لمصر لا لعبد الناصر) ثم اختلف مع السادات بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973.\nوفي سبتمبر/ أيلول 1981 أمر السادات باعتقال هيكل ضمن حملة شملت 1536 معارضا حزبيا وصحفيا ظلوا رهن الاعتقال إلى ما بعد اغتيال السادات في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1981.\nوكتب هيكل شهادته على عصر السادات في كتابه (خريف الغضب) الذي أغضب محبي السادات لتعرضه فيه لبشرة والدته "ست البرين" السمراء.\nوصدرت لهيكل عشرات الكتب التي تجمع بين التوثيق والتأريخ والشهادة ومنها (بين الصحافة والسياسية) و(حرب الخليج.. أوهام القوة والنصر) و(الخليج العربي.. مكشوف) و(الإمبراطورية الأمريكية) و(المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل) في ثلاثة مجلدات تتتبع المسار التاريخي للمفاوضات.\nوحمل المجلد الأول عنوانا فرعيا هو (الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية) والثاني (عواصف الحرب وعواصف السلام) والثالث (سلام الأوهام.. أوسلو - ما قبلها وما بعدها) حيث عارض اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل وكتب مقدمة كتاب (غزة - أريحا.. سلام أمريكي) للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد.\nوسجل هيكل جوانب من تفاصيل وخلفيات الحروب العربية الإسرائيلية على ضوء الصراع الدولي في ثلاثة كتب تحت عنوان (حرب الثلاثين سنة) وحمل المجلد الأول عنوان (ملفات السويس) والثاني (1967.. سنوات الغليان) والثالث (أكتوبر 73.. السلاح والسياسة).\nوحين بلغ عامه الثمانين في 2003 كتب سلسلة مقالات عنوانها (استئذان في الانصراف.. رجاء ودعاء وتقرير ختامي) ولكنه كان يكتب بين حين وآخر عن رحلة أو تجربة في صحف ومجلات منها (الكتب.. وجهات نظر) بالتوازي مع تركيز الاهتمام في برنامج (مع هيكل.. تجربة حياة) على مدى سنوات في قناة الجزيرة.\nوقدم هيكل في البرنامج التلفزيوني شهادته على العصر من خلال سيرته المهنية حيث أعطى لكل مجموعة من الحلقات اسما دالا على الظرف التاريخي لها ومنها (زمان الحرب) و(أيام يوليو) عن ثورة 23 يوليو تموز 1952 التي أنهت الحكم الملكي في مصر و(طلاسم 67) عن حرب يونيو/ حزيران 1967. وحلقات أكتوبر التي بدأ بثها قبل أيام قليلة من ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011.\nوعندما انتخب الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر عام 2012، التقى بهيكل في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وناقش معه الأوضاع الداخلية والخارجية. غير أن خصوم هيكل يتهمونه بتحريض الإعلام والعسكر ضد حكم مرسي، كما يتهمونه بدعم حركة تمرد من خلال تقديم نصائح مباشرة لها عبر الفضائيات.\nوعندما خرج الغاضبون على حكم الرئيس المنتخب في مظاهرات يوم 30 يونيو/ حزيران 2013، اعتبر هيكل ذلك استفتاء لصالح السيسي، وأعلن عبر التلفزيون أن تلك المظاهرات ليست انقلابا وأن الجيش يحمي العملية الديمقراطية دون التدخل فيها.\nوعندما نُفذ الانقلاب ونُصّب عدلي منصور رئيسا مؤقتا، التقاه هيكل يوم 7 يوليو/ تموز 2013 وناقش معه الأوضاع الداخلية التي تمر بها البلاد.\nوقد عبر هيكل في أكثر من مناسبة عن إعجابه الكبير بالسيسي، وأكد أنه لا يحتاج إلى برنامج ليرشح نفسه بالرئاسة، واصفا إياه ب"الرئيس الضرورة" كما لم يتوان عن الخروج في مهام لصالح نظامه، بينها زيارة شهيرة إلى دولة الإمارات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013.\nوهيكل متزوج من هدايت تيمور منذ 1955 ولهما ثلاثة أبناء هم علي طبيب ورجلا الأعمال أحمد وحسن.

الخبر من المصدر