عمرو خالد.. في مرمى نيران النظام والإخوان

عمرو خالد.. في مرمى نيران النظام والإخوان

منذ 8 سنوات

عمرو خالد.. في مرمى نيران النظام والإخوان

"مستفز، سطحي، إخواني، ماكر، أكل على كل الموائد، إرهابي، متلون، متأسلم".. كانت هذه الاتهامات كفيلة للإطاحة بالداعية عمرو خالد، بعد ساعات قليلة من تنصيبه كأمين عام لحملة جديدة تدعى "أخلاقنا"، الهادفة إلى إعلاء قيمة الأخلاق في المجتمع، واسترجاع قيم الحب والتسامح التي غابت عن المجتمع المصري في الآونة الأخيرة.\nلم تقتصر جملة الاتهامات هذه على أنصار نظام 3 يوليو، بل دخل في "الخط" أنصار الإخوان أيضًا الذين وصفوه بأنه مجرد "منديل ألقى بعد أن تم استخدامه" في إشارة للإطاحة به من حملة "أخلاقنا" بعد يوم واحد من تعيينه.. الأمر الذي يفرض التساؤل "لماذا كل الهجوم من الطرفين على هذا الداعية"؟.\nنيران الهجوم انطلقت من الإعلاميين والمذيعين المقربين من الأجهزة الأمنية، الذين شنوا حملات شرسة، تعجب منها المتابعون للساحة السياسية، لاسيما كون الاتهامات متنوعة بين الإرهاب والخانة والعمالة وغيرها الكثير.\nوقاد حملة الهجوم على "خالد" الإعلامي أحمد موسى، والكاتبة نشوى الحوفي، والداعية مظهر شاهين، والسيناريست وحيد حامد، والباحث في الإسلام السياسى ماهر فرغلي، وخالد رفعت مدير مركز دراسات طيبة فى مصر، فيما لم يتضامن معه إلا القليل، ما جعل الرجل يقول: "اتبهدلت علشان بعمل حاجة حلوة لبلدنا، ويتم إقصائي علشان بشارك فى الخير".\nعمرو خالد داعية مقرب من الشباب من أبناء الطبقة الوسطى ظهر في التسعينيات، بدأ خطيبًا فى عدة مساجد حتى منع من الخطابة في مسجد الحصري لارتباطه بالإخوان في مطلع الألفية، واشتهر بتعداد سفرياته "لندن، وبيروت والدنمارك"، وغيرها.\nلم يك صداميًا مع الأنظمة السياسية المتعاقبة، ولعل هذا الأمر هو ما جعل البعض يصفه بأنه "متلون". قام في عهد نظام مبارك، بدور اجتماعي عبر مؤسسة صُناع الحياة، وظهر فى مؤتمر الدنمارك 2007 بعد نشر الرسوم المسيئة للرسول فيها.\nأطلق "خالد" مبادرة لدعم الناجين من حادث غرق العبارة السلام في 2007، وأسس فى العام ذاته جمعية «Right Step» فى لندن، ودخل عالم "البيزنس" فكان أغنى الدعاة فى العالم العربى بثروة قدرتها مجلة فوربس العالمية عام 2008 بأنها تجاوزت 11 مليون دولار.\nمارس عمرو خالد، السياسة، وأسس حزب مصر السياسى فى 2012، وبعد اختفاء دام طويلاً عقب الإطاحة بالإخوان عاد "خالد" بمؤتمر فى ماريوت الزمالك 2013 لدعم أهل سيناء، كما شارك فى تجديد الخطاب الدينى بالأزهر 2014 لم ينته لشىء.\nشن الإعلامى أحمد موسى، هجومًا حادًا على الداعية الإسلامي، عمرو خالد، بعد ظهوره فى حملة "أخلاقنا"، مع الدكتور على جمعة، والتى تتبناها الدولة من خلال وزارة الشباب، قائلاً: "تانى عمرو خالد؟ أنتوا نسيتوا عمل إيه فى البلد من سنة 2010، إزاى تجيبوا عمرو خالد جنب الراجل المحترم على جمعة، ده إخواني، وهو اعترف إنه إخوانى".\nوعرض موسى، خلال تقديمه برنامج "على مسئوليتي"، الذى يعرض على قناة "صدى البلد"، فيديوهات لتصريحات عمرو خالد، وهو يعترف أنه كان ينتمى لجماعة الإخوان، قائلًا: "مفيش شاب دخل الجامعة فى الثمانينيات وفكر يلتزم إلا ودخل وسط جماعة الإخوان".\nكما عرض موسى أيضًا فيديو لعمرو خالد، وهو يساند مرسي، وجماعة الإخوان إبان حكمها البلاد، قائلا: "أوعى تفكر ترجع على جثة البلد تانى عشان تنخر فى الناس تاني.. محدش يلعب بالنار".\nليخرج "خالد" ليرد قائلًا: "أكيد أنا مش إخوان، والكلام ده عيب وسخيف"، مضيفًا أن هذه الحملة تهدف لإقصائه بحيلة سخيفة ولعبة قديمة، مؤكدًا أن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق.\nوأضاف خالد، خلال حواره ببرنامج "آخر النهار"، والمذاع على فضائية النهار، مع الإعلامي خالد صلاح، أن عضويته فى حملة "أخلاقنا"، هى عمل تطوعي منه، ولم يعزل عنها لأنه لم يتم تعيينه، ولم ينسحب أيضًا.\nواصلت الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى، هجومها على الداعية رافضة وجود عمرو خالد، الداعية الإسلامى بحملة أخلاقنا، متسائلة: "من هو عمرو خالد؟، الداعية الإسلامي، أم الداعم للإخوان، أم المعارض لهم، أم من أنشأ جمعية فى لندن مقر الإخوان الأساسي، مدعية أنه مؤسس مقر تنظيم الإخوان فى لندن، ومن يعمل معسكرات لشباب بقلب لندن، متسائلة: "من ينتج برامجه ويأخذ إعلاناتها، أم عمرو خالد الذى أرسل لي رسالة احصل على نصائح عمرو خالد على موبايلك وخلى الدنيا حلوة، أنهى عمرو خالد أبو جنيه ونص، ولا بتاع الملايين"؟.\nوأضافت "الحوفىة"، أن ويكيليكس أثبتت أنه كان هناك مراسلات بين عمرو خالد والمملكة العربية السعودية لإعطائه 70 مليون دولار لمحو أمية ألف شخص من رسالة، وهو أغنى دعاة العالم وفقًا لمجلة فوريس، ومن طلب من الشباب التوجه لليبيا لإسقاطها، عمرو خالد مين اللى هايعلمنا الأخلاق؟!، ها يعلم الشباب إيه، فهذا مجرد ظاهرة متلونة، مناشدة القائمين على هذه الحملة أن يراجعوا أنفسهم لو كان لديهم انتماء لهذا البلد، وضمير، لكن القائمون على الحملة أصحاب مصالح.\nوتابعت "الحوفى"، مخاطبة وزير الشباب والرياضة عن مشاركة عمرو خالد بحملة أخلاقنا: "المجاملة ليست بالأوطان"، مضيفة ساخرة من القائمين على الحملة: "يا عينى عليهم أنا حزينة على مشاركتهم لعمرو خالد في هذه المبادرة، مش مكسوفين من نفسهم، إلى متى سيظل الشو الإعلامى ما يشغلنا".\nكما هاجم وحيد حامد الداعية واصفًا إياه بـ"الثعلب الإخواني المتأسلم بالغ الدهاء والمكر"، والذى تمكن من عقول نفر غير قليل من أهل مصر حتى خربها تمامًا وأوقف انطلاقها، واستطاع أن يجند مئات الآلاف ويدفع بهم إلى شبكة جماعة الإخوان الجهنمية.\nوأضاف قائلا: "هناك أيادٍ خفية فكرت ودبرت وقررت عودة الثعلب الإخواني على ظهر جواد، وكان قد اختفى ودخل فى سرداب بعد أن فضح الله أمره وكشف دوره المشبوه وهو يمارس ألعابه التي تدرب عليها، وأتقنها حتى صار له جمهور عريض، وتتسابق عليه قنوات التليفزيون، وهو مستمر فى بث سمومه وتجنيد الشباب الذى بلعوا الطُّعم فى سذاجة مدهشة".\nوأشار إلى أنه "إذا أضفنا بعض الفنانين الذين لديهم قبول يصبح الأمر مجرد فرقعة إعلامية.. وضجة بلا طحن.. لأن الأخلاق بمفهومها الحقيقى تحتاج إلى جهد غير عادي، ووقت غير محدد، وإمكانيات مادية وتربوية وإنسانية، وأيضًا حضارية.. ولكن على طريقة السبهللة التى نعيش فيها، والنفخ الإعلامى فى كل صغيرة، ودق الطبول بمناسبة ودون مناسبة، يجعل كل أمورنا أقرب إلى الهزل المتعمّد".\nواتهم حامد عمرو خالد بعلاقات مشبوهة مع النساء، وقال "إن نشاطه غير الأخلاقي، خاصة فى «لبنان» أثناء إقامته بها، وعلاقته بالنساء، فهو الآخر موثق لدى الأجهزة الأمنية المعنية".\nوبدوره هاجم مظهر شاهين، خطيب وإمام مسجد عمر مكرم، "خالد" واصفًا إياه بـ"أنه ظاهرة سطحية جدًا، ليس لها أي عمقٍ علمي أو ديني حقيقي"، مشيرًا إلى أنّه كان يرغب في أن يكون رئيسًا لمصر بدعم الشباب في الجامعات.\nوأضاف خطيب عمر مكرم، أنّ الشباب تعاطفوا مع عمرو خالد لأنّه ارتدى الزى "الكاجوال"، ولأنّه ظهر فى ظل تهميش دور الأزهر الشريف.\nواستطرد: "عمرو خالد هو من ساهم فى جعل الحجاب الفيصل في كون المرأة محترمة أم لا، ورأيناه يتحول في آخر أيام ثورة 25 يناير وقت حسمها وكان يبحث عن دورٍ سياسى بعدها، والدليل أنّه حاول تكوين حزبٍ سياسي".\nوتابع شاهين: "فى ذلك الوقت قناة فضائية فتحت لعمرو خالد أبوابها من أجل تقديم برنامج بها، فى ظل عدم وجود التليفزيون المصري بشكل قوي، وكذلك ساهم فى تقديمه للمجمتع التضييق الأمني عليه والذى أظهره فى ثوب البطل".\nأما خالد رفعت مدير مركز دراسات طيبة فى مصر، فقد ذهب إلى أبعد من هذا حينما وصف الداعية الإسلامى عمرو خالد، بأنه "يهودى"، وشعاره علم إسرائيل، مطالبًا بمحاكمته محاكمة عادلة على كل شيء ارتكبه بحق مصر. \nوأكد رفعت في مداخلة له مع قناة ten، أن عمرو خالد إخوانى مستتر, دافع عن الإخوان من قبل وقال إنهم "اتبهدلوا وتعذبوا وهما ناس كويسين"، وحاول إثبات ذلك من خلال الإشارة إلى أن من قدمه فى مسجد الحصرى هو و"الإرهابي" وجدى غنيم، على حد وصفه. \nوأضاف: "أنه ينفذ أجندة محددة ضد مصر، ويعيث فى الأرض فسادًا، ويدمر أدمغة الشباب، لافتًا إلى أنه أخطر كوادر الإخوان، وأنه يملك وثائق ضده، وأن رئيس وزراء إنجلترا أوكله بمهمة تجديد الخطاب الديني فى مصر. \nهاجم الكاتب محمد موسى، الداعية الإسلامي عمرو خالد بسبب مشاركته فى حملة "أخلاقنا" رغم ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، وأيضًا الحزب الوطني.\nواتهم موسى فى مقاله بجريدة "الشروق" عمرو خالد بأنه من قبيلة "ركاب الأمواج المتنوعة"، حيث كان إخوانيًا، ينسق مع الحزب الوطنى، ويحول الغزل العفيف مع الجماعة أيام الجامعة إلى بروتوكول مع وزارة هشام قنديل، وإعلانات العطور جزء من الرسالة الجمالية للإسلام. وأصبح في لوعة ونفاق مع النظام الحالي.\nكما لم يسلم "الداعية" من هجوم الإخوان الذين هاجموه "الداعية" بشكل لا يقل ضراوة عن أنصار النظام، ووصفوه بالشيطان الأخرس، أو المنديل المستهلك الذي جاء وقت التخلص منه.\nفوصفه الداعية صفوت حجازي، المقرب من جماعة الإخوان من فوق منصة رابعة بـ"الشيطان الأخرس" لعدم إعلانه موقفه من أحداث 30 يونيو 2013.\nكما شن الدكتور أكرم كساب، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، هجومًا على الداعية، واصفًا إياه بأنه "منديل واستهلك".\nوقال "كساب" إن "نظام السيسى لا يقبل من رموز التدين أحدًا؛ لكنه يستخدم الجميع كمناديل تستعمل مرة واحدة، وليست من قماش وإنما من ورق"- حسب قوله.\nوأكد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن نظام السيسى يرى المتدين كـ"المنديل" الذى تم استهلاكه، ضاربًا مثالاً بالشيخ "سالم عبد الجليل"؛ قائلاً: "إنه حلم بالوزارة لكنها طارت منه فترك الوزارة كلها"- حسب قوله.\nوتابع: "حزب النور انتهى دوره ولم يحصل سوى 12 مقعدًا، وعمرو خالد هو الآخر يعين أمينًا لحملة أخلاقنا فى نظام لا خلاق له، لكنه هو الآخر منديل ومصيره إلى مزبلة التاريخ".\nاشترك على صفحة المصريون الجديدة على الفيس بوك لتتابع الأخبار لحظة بلحظة

الخبر من المصدر