التعصب الكروي يضرب الملاعب السعودية

التعصب الكروي يضرب الملاعب السعودية

منذ 8 سنوات

التعصب الكروي يضرب الملاعب السعودية

ويؤكد مختصون في القطاع الرياضي المحلي أن التعصب أثّر سلبا على نتائج المنتخب السعودي لكرة القدم في السنوات الأخيرة، وأن تأخر معالجته يزيد الأمور سوءا.\nولعبت عوامل متعددة دورا في إذكاء نيران التعصب بين صفوف الجماهير، في وقت يحذر فيه مسؤول كبير في القطاع الرياضي السعودي مما وصفه بـ"الأثر الخطير" لظاهرة التعصب الكروي.\nويضيف عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم صلاح السقا للجزيرة نت أن التعصب الكروي "خطر على اللاعب والمدرب والمسؤول والجمهور الكروي عموما".\nويحتل المنتخب السعودي المركز الـ55 في التصنيف العالمي للفيفا، وما زال "الأخضر" عاجزا عن التأهل إلى نهائيات كأس العالم منذ 2006، ومن ذلك العام أيضا لم يظفر بكأس القارة في اللعبة.\nوينحي عديدون باللائمة وراء انتشار ظاهرة التعصب إلى بعض العاملين في قطاع الإعلامي الرياضي، الذين يعملون على بث الكراهية بين صفوف الجماهير.\nويذهب مسؤول التحرير في صحيفة النادي نعيم الحكيم إلى أن وجود إعلاميين "غير مختصين ولا محترفين ولا مهنيين" في الساحة الرياضية يعد عاملا رئيسيا في إشعال فتيل الأزمات بين الجماهير الكروية في المملكة.\nولا يرى رئيس نادي العروبة مريح المريح "بوادر مشجعة" لتقويض ظاهرة التعصب الكروي على المدى المنظور، فهو يبدي استياءه لاستشراء التهكم باللاعبين والمسؤولين الكرويين عبر شبكات التواصل الاجتماعي.\nويعتبر -في حديث للجزيرة نت- أن هناك من يعد الاستهزاء على نحو معين مزاحا، لكن هناك فرق كبير بينهما، مشددا على أن التهكم بلاعبي الأندية المنافسة ومسؤوليها أصبح "مثل المرض الذي تحول إلى وباء يصعب السيطرة عليه في ظل عدم وجود ضوابط مجتمعية وقوانين حازمة" لكبح ظاهرة التعصب الكروي.\nودأب مشجعون خلال السنوات الأخيرة على التراشق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتنشر حسابات كثير من صفحات مجهولة مقاطع سلبية تنال من لاعبي ومسؤولي أندية منافسة.\nووفقا لدراسة عن ظاهرة التعصب الرياضي داخل المجتمع السعودي، أفصح عنها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني العام الماضي، فإن قرابة نصف الذين استطلعت الدراسة آراءهم اتهموا جماهير الفريق المنافس بالإساءة لفريقهم.\nبينما يرى 26% أن برامج الإعلام الرياضي تقف وراء الظاهرة، ونحو 24% يرون أن السبب يعود إلى انتقاء الحكام المتحيزين لتحكيم المباريات التي تشارك فيها الفرق التي يشجعونها.\nوهنا يؤكد الحكم الدولي مطرف القحطاني -الذي اعتزل الملاعب الكروية في 2012 نتيجة تعرضه لضغوط بسبب اتهامه بعدم الحياد في مباراة في الدوري المحلي- يؤكد للجزيرة نت أن الضغط النفسي الذي يتعرض له الحكم المحلي في الملاعب الكروية بات أمرا معتادا، وأن "الحكم جزء من منظومة العمل الكروي، وإذا لم يجد الجو الصحي كثرت أخطاؤه، وإذا كثرت أخطاؤه زاد التعصب".\nويصف الإعلامي نايف الروقي خلع الألقاب الكبيرة على الأندية المحلية بالمبالغة التي أعمت الأعين عن الحقيقة التي عاشتها أنديتنا ولا تزال تعيشها منذ مطلع الألفية الجديدة.\nويضيف للجزيرة نت أن كثيرا من وسائل الإعلام المحلية المقروءة والمسموعة لا تتورع عن إطلاق ألقاب أندية عالمية أو منتخبات على فرق معينة بدافع الميول تارة وإغاظة المنافسين تارة أخرى.\nبدوره يؤكد حارس فريق الهلال الكروي سابقا إبراهيم اليوسف للجزيرة نت أن "ضعف الوعي" يسهم في حرف التشجيع المناسب عن مساره المأمول، مشيرا إلى أن الدوري كان يشهد في السابق تنافسا قويا جدا ومع ذلك لم يكن هناك تعصب كما نرى اليوم.

الخبر من المصدر