القصيدة.. حالة عشق!

القصيدة.. حالة عشق!

منذ 8 سنوات

القصيدة.. حالة عشق!

أكتفى بالحديث عن القصائد الفصحى التي غنتها أم كلثوم وكان الفضل الأكبر في ذلك الشاعر أحمد رامي الذي كان يعلمها بنفسه تاريخ الشعر والشعراء وسلامة النطق وكان يختار لها القصائد التي تغنيها،كان معطاء محباً لغيره من الشعراء مثلما نفسه، اختار لها «ولد الهدى» لأحمد شوقي و«الاطلال» لابراهيم ناجي.. إلا أن القصيدة الأزمة كانت «رباعيات الخيام» التي ترجمها رامي بعبقرية وزهد عجيبين.. إلا أن ام كلثوم تخوفت من هذه المعاني الصعبة والالفاظ المركبة المعقدة.. فكر فلسفي صعب كيف يمكن أن يتحول الى أغنية وأقنعها رامي خاصة بعد أن بدأ رياض السنباطي تلحينها لتتحول الى كتلة من التشكيلات الموسيقية العالمية.. وظلت أم كلثوم متخوفة حتى نجحت القصيدة بعد غنائها نجاحاً مبهراً.. وتعاقبت القصائد التي غنتها أم كلثوم خاصة بعد أن بدأ محمد عبد الوهاب التعاون معها.. فقدم لها قصيدة «أغداً ألقاك» للشاعر السوداني الهادي آدم.. ثم قدم لها «قصة الأمس للشاعر أحمد فتحي.. و«أكاد أشك في نفسي» و«من أجل عينيك» للشاعر السعودي الأمير عبدالله الفيصل و«هذه ليلتي» للشاعر اللبناني جورج جرداق، ثم غنت رباعية طاهر أبو فاشا والتي بدأت بقصيدة «عرفت الهوى» ثم الثلاثية المقدسة لصالح جودت و«أصبح عندي الآن بندقية» لنزار قباني، وغنت لكامل الشناوي «على باب مصر» ومصر تتحدث عن نفسها لحافظ ابراهيم، الى جانب قصائد التي كتبها احمد رامي لها منذ أول قصيدة «الصب تفضحه عيونه»، وتبقى قصيدة «حديث الروح» شعر الباكستاني محمد إقبال احدى درر قصائدها ترجمها الشيخ الصاوي شعلان.\nقصائد أم كلثوم ثروة فنية موسيقية لغوية، ارتقت بمفردات الشعب وتلاحمت بوجدانه، برغم تنوع ثقافاته ما بين الثقافات العليا أو المنحدرة.. كان لعبدالوهاب وأم كلثوم، الفضل في دعم الأغاني بهذا التراث الفني الثري.. غنى عبد الوهاب مثلاً قصائد شوقي وبشارة الخوري وعلي محمود طه وغيرهم، هذه القصائد أتمنى أن يعيد الشباب والأجيال الجديدة الاستماع اليها والتعلم من فكرها وقيمها حتى لا نبقى نردد دون هدف مصطلح «زمن الفن الجميل» والحصاد صفر!!

الخبر من المصدر