السحيمي في زمن الزند

السحيمي في زمن الزند

منذ 8 سنوات

السحيمي في زمن الزند

استقالة المستشار النزيه المثقف محمد السحيمي تؤكد أن القضاء المصري ليس أحمد الزند وعصابته، كما تؤكد أن هناك كثيرين من الشرفاء العاملين في مؤسسات الدولة الذين لا يستطيعون وحدهم التصدي للمفسدين لأسباب عدة.\nولهذا كانت الثورات، فمهمة الثورة تمكين هؤلاء الشرفاء لاستعادة مؤسسات الدولة لأصحابها.. المواطنين المصريين.. لتصويب مسارها بعد تخليصها من المفسدين الذين يحكمونها قسراً، فباتت سموم فسادهم تجري في جنباتها، حينها فقط تستطيع مؤسسات الدولة أن تؤدي مهامها على الوجه الأكمل.\nأؤكد لكم يقيناً أن المستشار السحيمي ليس حالة فردية.. بل هي حالة الأكثرية التي ستظهر إذا تم استئصال الأورام السرطانية والرؤوس الفاسدة وذيولها في كل مؤسسات الدولة.. فالثورة تريد أن تعيد الدولة إلى أصحابها، وليس هدم الدولة كما تسعى لتصويره عصابة المفسدين المستبدين الذين يختطفونها لتستمر عملية السطو المسلح على ثروات الشعب المصري ومقدراته وإرادته الحرة.\nالإشكالية الكبرى في هذه الاستقالة أن الزند وسيسيه وكل حواشيه من عصابة آل كابوني التي اختطفت مصر ومؤسساتها منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز ليعيدوها عقوداً إلى الوراء لن يفهموها، ليس فقط لفصاحة لغتها أمام ضحالة ثقافتهم، كالذي يستمع لقصيدة "الأطلال" لأم كلثوم عندما يكون من زمان سادت فيه "طلع سلاحك متكامل" لحسن البرنس، إنما أيضاً لرقي معانيها ومبادئها التي لا يستطيع هؤلاء تخيلها.\nتحية تقدير للمستشار السحيمي، وله عظيم الاحترام على موقفه الكاشف الذي ذكرنا بأن أحلك ساعات الليل ظلمة تلك التي تسبق طلوع الفجر.\nالتدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

الخبر من المصدر