ندوة : اﻷدب العبرى يصور العربى «جبان» وإسرائيل «مرحاض كبير»

ندوة : اﻷدب العبرى يصور العربى «جبان» وإسرائيل «مرحاض كبير»

منذ 8 سنوات

ندوة : اﻷدب العبرى يصور العربى «جبان» وإسرائيل «مرحاض كبير»

تحدث د. أحمد فؤاد أنور أستاذ اﻷدب العبري الحديث في كلية الآداب جامعة الإسكندرية عن ” صورة العرب فى الأدب العبرى ” و كيف يجسدونه على أنه ضعيف و متخلف و كسول و جبان و كيف يروج أدبهم لمقولة العربي الغائب لتأكيد فكرة أرض بلا لشعب لشعب بلا أرض ، تبريرا لجرائمهم ، بينما المعسكر اﻵخر ينتقد جرائم الحكومة الإسرائيلية ، حتى شبه أحد الكتاب الإسرائيليين ، ” إسرائيل بالمرحاض الكبير”  يعيش فيه العرب و ملكة الحمام  هى ” جولدا مائير ” .\nكما تحدث عن ” صورة الإسرائيلى فى اﻷدب العربى ” التى تكاد تكون شحيحة مخافة اﻻتهام بالتطبيع بينما تحدث الكاتب و السيناريست شريف عبد الهادى عن ” صورة الإسرائيلى فى الدراما المصرية و التى غالبا ما تصور بشكل كوميدى ، و ذلك فى ندوة أقامتها ساقية الصاوى مساء أمس ، أدارها د. شريف شعبان .\nو استعرض أنور أمثلة من اﻷدب العبرى التى تناولت صورة العربى ، آخرهم لأورلى كاستل بلوم صاحبة ” الرواية المصرية ” التى صدرت فى 2015 ، و هى كاتبة إسرائيلية من أصل مصرى ، تعكس روايتها حنينها إلى جذورها المصرية ، و وصفها لإسرائيل بأنها ” قذرة ” ، و لكنها تحافظ على الموازنات فى روايتها كمن يدس السم فى العسل ، فهى تشجع تطبيع المصريين مع إسرائيل .\nحيث صورت الأديبة ، المصري الموافق على التطبيع مع إسرائيل في هيئة شاب إيجابي طموح يقبل التحدي ويختار أعلى قمة لكي يتسلقها ويرفض الفشل. وينجح في مسعاه في المرة الخامسة وبالطبع للرقم 5 دلالته في الثقافة المصرية والعبرية وهي المرة التي جعلت الكاتبة القاهرة بكل معالمها تحت قدميه وكأنه انتصر عليها وكأنه صاحب فكر جديد يمكن أن يسود خاصة إنه بعد المجهود الشاق والمكوث فوق القمة لفترة هبط في نشاط وبشكل سريع غير وجل أو خائف، وبدون حتى شعور بالإنهاك أو التعب.\nوهي كلها سمات إيجابية تحاول الكاتبة من خلالها أن تحل عوائق تعترض طريق عودتها كإسرائيلية أو كيهودية مصرية مرة أخرى للجذور وهي عدم قبول الآخر في مصر للتطبيع وخلط البعض بين اليهود وبين الصهاينة وكأنها تشير إلى أن الشخص الذي يقبل التطبيع شخص إيجابي مستنير شاب يمثل جيل قادم ومستقبل يمكن عودة التعايش فيه للاستمتاع معا بالمكان دون صدام. ولذا جعلت الأديبة الشاب لا يتردد في قبول عرض بالدراسة في جامعة تل أبيب وكأنه جاء من أي جامعة في دولة أوروبية صديقة!\nأما فى ” خربة خزعة ” للكاتب الإسرائيلى يزهار سميلانسكى ، فصور العربى على أنه جبان خائن يفر من المعركة و متخلف ، فلا يشعر بالذنب لقتله .\nو عن الكاتب الإسرائيلى “ عاموس عوز “ قال أنور أنه يرفع شعارات اليسار ، و هو من الكتاب الذين يعملون على تفريغ شحنة الضمير و تمثيل الإحساس الزائف بالذنب .\nواستشهد بجزء من حديث بين شخصية سياسية إسرائيلية والأديب اليساري عاموس عوز ، قال فيها : “سأعقد معك صفقةً مغريةً” سأقوم أنا بالدور القذر ..القتل والطرد..وستقوم أنت بالدور الطيب النظيف..ستدعو إلى المظاهرات التي تتعاطف مع مصير العرب السيء ..ستكون أنت الرجل الذي تتشرف به العائلة ، بينما سأكون أنا النقطة السوداء على ثوبها الناصع ” .\nو فى مقابل ترويج الأدب العبرى لفكرة العربى الغائب لتأكيد فكرة أرض بلا لشعب لشعب بلا أرض ، كانوا يخشون فى اﻷدب من النبوءة الكابوس والمتمثلة في العربي الغاضب الذي لا ينسى ولا يغفر.\nو من السمات أيضا فى اﻷدب الإسرائيلى ، الحنان للماضى و الجذور ، مثل حنين كاستل بلوم لمصر ، و حنين الشاعرة استير شيكالين لأصولها الإيرانية .\nو رأى الكاتب أن اﻷعمال الشعرية العبرية التى أهانت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، هى في الواقع وسام على صدره لأنها تأتي من الأعداء.\nو على الجانب اﻵخر من ” اﻷدب المجند ” ، كانت هناك أعمال انتقدت الحكومة الإسرائيلية نقد لاذع ، و رفضوا قيام إسرائيل على سفك الدماء ، مثل ” ديوان قلم حديد ” عن الجرائم التى ارتكبت فى غزة .\nمن جانبه قسم د. شريف شعبان اﻷدب العبرى ، إلى أدب صهيونى ما قبل 48 ، و أدب الحرب ما بعد 48 ، قائلا أن اﻷدب الصهيونى استهدف الترويج للفكر الصهيونى و التبشير بجمع شتات اليهود ، و كان قائم بالأساس على العقيدة اليهودية و التاريخ .\nو أشار أن أدب الحرب أصبح أساسيا فى اﻷدب الإسرائيلى بعد 48 لتسخير الأدب لتمجيد فكرة اسرائيل التى لا تقهر ، و تمادى الأدب فى احتقار العرب البربرى ، و من جانبها إسرائيل كانت تحاول الحفاظ على عدم خروج الأدب عن الإطار العام للدولة ، بينما خالف بعض اليساريين ، أمثال حانوخ ليفين فى مسرحيته” أنا و أنت و الحرب المقبلة ” لينتقد كون الحرب جزء لا يتجزأ من اسرائيل ، و أيضا مسرحيته ” ملكة الحمام ” و التى حملت نقد لاذع للحكومة الإسرائيلية ، حيث صور إسرائيل على أنها ” مرحاض كبير ” يعيش فيه العرب و ملكته هى ” جولدا مائير ” ، و تم منع المسرحية وقتها .\nو بعد عملية إيلات المصرية ، تأثر المجتمع الإسرائيلى بشكل كبير ، و كان ديوان الضوء الذى فوق البحر ” بمثابة مرثية إسرائيلية ، أما الضربة اﻷقوى لإسرئايل فكانت فى حرب أكتوبر ، و من الروايات العبرية التى صورتها رواية العاشق لابرام يوشع ، و رواية الصحوة الكبرى و كتبها جندى إسرائيلى خاض الحرب ، و رواية”ريش” ، و رواية حرب جميلة ، و التى وزضعت سيناريو تخيلى لما بعد حرب اكتوبر ، و دخول المصريين لتل أبيب و انتقام القوات المصرية من اسرائيل بمذابح .\nأما عن صورة الإسرائيلى فى الأدب العربى ، فيقول د. أحمد فؤاد أنور أنها قليلة و حذرة ، حتى لا يتهم كاتبها بمحاولة التطبيع ، لم يغص أي من الأعمال الأدبية العربية في صورة وشخصية وتفاصيل حياة الشخصية الصهيونية الإسرائيلية ، بينما توجد بعض اﻷعمال الجيدة ليوسف القعيد و شريف شعبان و إبراهيم عبد المجيد .\nو قال عن رواية ” في قلبي أنثى عبرية “ لـ د. خولة حمدى ، أن صورة الإسرائيلي ظهرت باهته مغفل قاتل يتم خداعه بسهولة.\nأما رواية “ بنت صهيون “ لـ د. شريف شعبان ، رأى أنها عمل مبهر لأنه طاف بنا داخل أزقة وشوارع تل أبيب والقدس موضحا عادات وتقاليد وأوضاع يمكن الاستفادة منها عند أي مواجهة ثقافية أو اقتصادية أو علمية ، و عاب عليه اﻻنخراط فى ” بروتكولات حكماء صهيون ” قائلا أنه نص موغل فى القدم ، و يحوى اتهامات تاريخية غير مثبتة ، و من غير المنطقى أن نترك جرائم القتل و المذابح التى تحدث أمامنا لنتحدث عنها .\nتحدث أستاذ اﻷدب العبرى عن ” فضيحة لافون ” التى سببت فى إخراج اليهود من مصر ، بعد ثورة 1952 فى مصر ، قائلا أن فى عهد لافون وزير الدفاع الإسرائيلى ، كلف ضابط مخابراتى اسرائيلى بتجنيد بعض من أبناء الجالية المصريةاليهودية و الذى كان عددهم وقتها ٧٠ ألف ، و عندما قبض على البعض و اتهموا بالجاسوسية ، اضطر الباقية للهجرة ﻷن الجالية كلها أصبحت متهمة فى نظر المصريين ، و أوضح أنور أن هذا اﻷمر كان مدبر من قبل إسرائيل للضغط على أبناء الجالية المصرية و إجبارهم على الهجرة .\nو قال أنور عن التطبيع أنه الورقة اﻷخيرة معنا للتفاوض ، و لا يجب أن نعطيها هكذا و نعترف بإسرائيل و نتعامل معها طبيعيا دون أن توقف اﻻحتلال .\nكما تحدث عن الحاخامات المتطرفين منهم و المعتدلين ، و هذا يظهر فى كتبهم ، مثل كتاب ” شريعة الملك ” و الذى يبرر إزهاق اﻷروح حتى اﻷطفال منهم ﻷنهم لو كبروا سيتحولوا لعدو ، بينما كتاب ” النفس اليهودية ” يعكس رؤية مختلفة تماما ، و هى أن النفس اليهودية أهم من اﻷرض ، و أن إنقاذها من الحروب واجب .\nو قد عاب أحمد فؤاد أنور على فكرة قيام دولة إسرائيل على أساس القومية الدينية ، و على التقسيمات داخل المجتمع الإسرائيلى ، مشيرا أن مؤخرا الدين لم يعد المسيطر على أفكار الإسرائيليين فالثلث فقط متدين ، فى حين أن الثلثين علمانيين .\nمن جانبه تحدث السيناريست والكاتب شريف عبد الهادى أن كراهية أسرائيل أصبحت بالوراثة ، و توسمت صورتهم فى ذهن العرب أنهم محتلين و جبناء ، ولا أحد يحاول أن يعرف أكثر من ذلك ، وهذا ما دفعه للبحث ، و وصفهم أنهم متمردين على تعاليم السماء ووصايا الأنبياء ، لذلك حكم عليهم بالشتات ، و المعاناة و المآسى فقد كانوا ضحايا كما كانوا جبابرة ، و لكنهم حافظوا على وحدتهم و انعزالهم عن الباقيين ،و ازدراء الآخرين ، و مع ذلك ظلوا متماسكين بحلمهم بدولة .\nو قال أن الوكالة اليهودية كانت تهجر اليهود بالإجبار لإسرائيل ، كما أن الجنسية الإسرائيلية فرضا إجباريا على كل يهود فى أنحاء العالم ، كما أشار أن إسرائيل حاليا تمر بأزمة أن عدد المهاجرين منها أكبر من عدد المهاجرين إليها .\nكما أشار إلى الخلط المسئ بين اليهودى و الإسرائيلى و الأصوات العاقلة مثل ناتورى كارتا ، الذين لا يؤمنون بقيام إسرائيل .\nو استعرض الرموز الفنية من اليهود فى السينما المصرية أمثال ليلى مراد ، منير مراد ، الراقصة كيتى ، كاميليا ، عمر الشريف ، و نجوى سالم و نجمة إبراهيم كانوا فنانيين يهود دعموا الجيش المصرى ، و أسلمت نجمة و حولت بيتها لمكان لكتاب لتحفيظ القرآن .\nو الصحفى يعقوب صنوع الذى هاجم سياسة الملك بجرأة كان أيضا يهودية ، والمفكر اليهودى يوسف درويش جد الفنانة بسمة ، رفض السفر لإسرائيل ، و هناك غيره الكثير الذين رفضوا الأفكار التى قامت عليها اسرائيل .\nو قال عبد الهادى أن صورة اليهودى فى السينما المصرية ” مجحفة و كوميدية ” فتصوره على أنه أخنف و بقتب و بخيل ، فى حين قدم فيلم ” ابن العم “صورة مختلفة عن تلك الصورة الكوميدية ، بينما فيلم ” ابن العم ” قدم صورة جديدة بعيدا عن الصورة الكوميدية المتعارفة .

الخبر من المصدر