هل يتكرر سيناريو بوعزيزي في تونس

هل يتكرر سيناريو بوعزيزي في تونس

منذ 8 سنوات

هل يتكرر سيناريو بوعزيزي في تونس

في أيام مثل هذه قبل خمس سنوات ، خرج التونسيون في مظاهرات حاشدة ضد النظام القائم آنذاك بعد إشعال محمد البوعزيزي النار في نفسه لعدم توافر "لقمة العيش"، والآن وبعد خمس سنوات يكاد المشهد أن يتكرر في ولاية القصرين، فالانتحار اعتراضا على الأوضاع المعيشية صار دربا من دروب الاعتراض على انسداد أفق العيش الكريم في تونس الخضراء.\nففي ولاية القصرين انتحر الشاب العاطل عن العمل رضا اليحياوي وكأنما يعيد الزمان نفسه مع محمد البو عزيزي،  فالاثنان شخص واحد وإن اختلفت الأسماء والوجوه والقسمات.\nومنذ الأحد الماضي والاحتجاجات تجوب مدن محافظة القصرين إثر وفاة اليحياوي البالغ من العمر نحو ثمانية وعشرين عاما ، والذي قضي صعقا بالكهرباء بعد تسلقه لأحد أعمدة الإنارة قرب مقر المحافظة ، احتجاجًا على خلو قائمة كشوف المعينين بالوظائف من اسمه، تسلق عمود الإنارة لعل صوته يصل إلى المسئولين الذين ما كانوا يوما يسمعون .. ففي جُل بلداننا العربية الفقيرة ، هم "صم بكم عمي" .\nومع أولى الخطي لمشيعي جنازة اليحياوي، دق ناقوس الاحتجاج ، لتسارع قوات الأمن المتأهبة على الدوام لمجابهة المتظاهرين ، بمحاولة السيطرة على الموقف ليسقط عشرات المصابين من الجانبين ، وينسحب المتظاهرون المحتجون لوقت قصير ثم تعود المظاهرات بأكثر حدة وشدة .\nوقرر رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، إقالة المسئول عن ملف العمل في محافظة القصرين، وأمر بالتحقيق ( كما هو معتاد في هذه الظروف)  في ملابسات وفاة الشاب اليحياوي.\nمجلس النواب  لم يفوت الفرصة ، فقد  أعلن رئيس مجلس النواب التونسي عن قرار استدعاء رئيس الحكومة الحبيب الصيد لجلسة عامة مخصّصة للنظر في برنامج الحكومة بخصوص بطالة أصحاب الشهادات العليا وإرسال وفد نيابي من مختلف الأحزاب لمحافظة القصرين للاستماع لمطالب  أهلها وشبابها ، ومع تزايد وتيرة الاحتجاجات في القصرين ، فرضت الداخلية التونسية حظرا للتجول، بالمدينة  من السادسة مساءً إلى الخامسة صباحًا بداية من فجر الاثنين.\nقرار الداخلية لم ينجح في وأد الاحتجاجات، فقد تجمع عدد من الشباب احتجاجًا على ما وصفه بالتلاعب في قائمة أسماء المعينين في الوظائف الحكومية ، ومع ازدياد حدة الاحتجاج ، أغلقت المحلات التجارية أبوابها ، كما غُلقت المدارس ومكاتب البريد.\nالمدينة الثائرة والمطالبة بتوفير فرص عمل لأبنائها كانت قد شهدت محاولتي انتحار من قِبل شابين، داخل مقر المحافظة، دون تحديد طريقة الانتحار، ليستقبلهما المشفى الحكومي بالمدينة.\nمراقبون أرجعوا  ما يحدث في مدن محافظة القصرين من احتجاجات متواترة  إلى تفشي البطالة والفقر نتيجة موروث ممتد من السياسات خاطئة والوعود الزائفة وانتشار الرشوة والمحسوبية ، مع غياب مسار محدد للتنمية.

الخبر من المصدر