"عشق الأرض" معرض بطعم التاريخ في غزة

"عشق الأرض" معرض بطعم التاريخ في غزة

منذ 8 سنوات

"عشق الأرض" معرض بطعم التاريخ في غزة

وبعيدا عن صخب الألوان، يحاول راسم هذه اللوحة من خلال حرق الخشب تصوير حياة ذكريات وحكايات الجيل الأول للنكبة الفلسطينية وحرصهم على نقل تفاصيل حياتهم قبل التهجير ومرارة النكبة والتشريد إلى الأجيال المتعاقبة.\nوباستخدام النار يبدع الفنان التشكيلي محمد الشريف في نقش رسومه على الخشب ليتدرج بالألوان المنبعثة من درجات الحرق لتتشابه إلى حد كبير مع درجات ألوان الأرض، وذلك تعبيرا عن عشق وتشبث هذا الفنان بالأرض الفلسطينية وما يستدعيه ذلك من استحضار لآلام التهجير والتشريد.\nواكتُسب اسم المعرض الذي افتتح مساء أمس الثلاثاء ويستمر حتى نهاية الأسبوع من رسوم الفنان الشريف الذي يشارك لأول مرة بأربعة من رسومه في المعرض المنظم من قبل مجموعة من الفنانين التشكيليين الشباب المنضوين تحت ائتلاف محترف شبابيك للفن المعاصر ومركز حيدر عبد الشافي الثقافي للثقافة والتنمية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.\nويركز الشريف في رسومه على معاني التمسك والانتماء والارتباط بأرض فلسطين وهي نابعة من تأثره بحكايات الآباء عن بلداتهم التي رُحِّلوا عنها قسرًا ليستقر بهم المقام في مخيمات مكتظة باللاجئين.\nويقول الشريف في حديث للجزيرة نت إن أعماله تدور حول الحياة في المخيم وأطفال المخيم وألم الجوع بعد الترحيل ونظرة المسنّين إلى ما وراء الحدود للتأكيد على أن الفلسطينيين هم أهل الأرض وتاريخها وحاضرها.\nويقول شريف سرحان من محترف شبابيك التابع لاتحاد المراكز الثقافية إن المعرض يأتي في إطار تنشيط الحركة الثقافية، والمحافظة على الثقل الفني الذي تزخر به غزة التي تحتضن أكبر عدد من الفنانين التشكيلين والبصريين على مستوى الوطن.\nويضيف أن الفنانين التشكيليين في محترف شبابيك يسعون من خلال تنظيم هذه المعارض المجانية بالتنسيق مع مؤسسات ثقافية مختلفة إلى اكتساب جماهير جديدة وتعريفها بفنانين تشكيليين جدد من الشباب والمحترفين.\nويشارك في المعرض عشرة فنانين تشكيليين أتيح لكل واحد منهم حرية اختيار موضوعاته، وهو ما جعل المعرض يضم خليطا بين الطبيعة والرسم وفن "الديجتال آرت" المعروف بالرسم أو التصميم بواسطة برامج رقمية، و"الكالغرفك" وهو فن الجمع بين الكلمات والصور.\nويقول توفيق أبو شومر وهو أحد زوار المعرض، إنه خرج من زيارته بانطباع بأن غزة تزخر بحركة فنية وإبداعية وطاقات غير محدودة، ومواهب جديدة وأساليب تعبيرية لافتة مثل الرسم بالنار على الخشب.\nويضيف للجزيرة نت أن كل لوحة في المعرض تتطلب من الزائر الوقوف عندها مليا لاستكناه أسرارها، لافتا إلى أن الأعمال الفنية المعروضة هي حصيلة معايشة الفنانين لأوجه معاناة الفلسطينيين بكافة تفاصيلها.\nوأثنى الفنان التشكيلي الكبير محمد الغف الذي جاء بصفته زائرا للمعرض، على جهود الفنانين الشباب رغم كل المثبطات والمعيقات المحيطة بهم، والحصار الذي يحرمهم من أدنى المقومات التي تعينهم على الاستمرار في إبداعهم وتألقهم الفني.

الخبر من المصدر