لبنان: تجميد ملف الرئاسة ومخاوف من تدهور أمني

لبنان: تجميد ملف الرئاسة ومخاوف من تدهور أمني

منذ 8 سنوات

لبنان: تجميد ملف الرئاسة ومخاوف من تدهور أمني

الوضع السياسي المتأزم ينذر بشغور رئاسي طويل\nفرنجية لرئاسة لبنان... والحريري للحكومة ضمن تسوية\nهذا ما يريده المواطن اللبناني من التسوية الرئاسيّة\nمع ارتفاع منسوب التوتر بين السعودية وإيران، آخذ الوضع السياسي اللبناني يتجه نحو مزيد من التعقيد والتوتر، لا سيما في ظل الخطابات المتشنجة، فيما تبدو التسوية الرئاسية بعيدة المنال في الوقت الراهن وفي المدى المنظور، ودائمًا على وقع مخاوف متعاظمة من تدهور أمني غير محسوب.\nهيثم الطبش من بيروت: كعادتها وعند أي منعطف، تبقى الساحة اللبنانية من المواقع الأكثر حساسية تجاه التجاذبات، حيث تنعكس عليها تداعيات أي حدث إقليمي بارز بسبب ارتباط القوى السياسية المحلية الفاعلة بمراكز القرار في المنطقة، وخصوصاً السعودية وإيران. فـ "تيار المسقبل"، ويموجب علاقته المتينة مع السعودية، و"حزب الله" بفضل ارتباطه العضوي بالنظام الإيراني، يخوضان اليوم المواجهة بالإنابة عنهما، لا سيما مع تنامي التوتر بين المملكة وإيران على خلفية إعدام 47 شخصًا، بينهم نمر النمر. وقد شهد المسرح المحلي إطلاق أمين عام الحزب، حسن نصر الله، وبعض نوابه، تصريحات عالية النبرة هاجموا فيها المملكة وقيادات "المستقبل" على حد سواء. \nبنتيجة هذا التوتر بات من شبه المؤكد أن التفاؤل الذي ساد قبل أسابيع إزاء احتمال التوصل إلى تسوية تضع حداً للفراغ الرئاسي، أصبح اليوم من الماضي، وفي حين يذهب المتشائمون إلى الاعتقاد بأن ملف الرئاسة طوي حالياً، فإن أكثر المتفائلين يعتبر أنه جُمّد، وفي الحالتين فإن الخلاصة تبدو سلبية بالكامل. ولا يُسقط المراقبون من حساباتهم إحتمالات التصعيد الأمني أو عودة الاغتيالات السياسية كنوع من تصفية حساب، لكن محللين آخرين يرون أن التوتير الامني لا يخدم أحداً.\n"إيلاف" سألت عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت عن قراءته للمرحلة فلم يُخفِ تشاؤمه حيال ما قد يجري على الساحة اللبنانية، متخوّفاً من لجوء "حزب الله" إلى إعمال أمنية في الداخل كما فعل سابقاً، ولم يستبعد حدوث اغتيالات سياسية خصوصاً في ظل تشابه الخطاب السياسي حالياً مع الخطابات التي كانت سائدة في فترة الاغتيالات سابقاً.\nورداً على سؤال عن مصير الانتخابات الرئاسية قال: "السبب وراء الطرح الذي أعلن خلال الأسابيع الماضية، هو أن هناك إرادة لدى طرف لبناني في تحييد الساحة المحلية عن أزمات المنطقة وهي إرادة عكسها تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري لكن للأسف الفريق الآخر لم يتجاوب مع هذه النظرة"، وأضاف: "لا شك أن الموضوع تراجع كثيراً، خصوصاً في ضوء الكلام الأخير لنواب حزب الله، سواء كان محمد رعد أو نواف الموسوي، الذي تحدث عن تعديل النظام، ما يتيح لحزب الله الفوز في الانتخابات لفرض هيمنته على المؤسسات الدستورية كما يفرضها في الأمن وبقوة السلاح".\nوتابع: "من هذا المنطلق، لا أرى مصلحة إيرانية في انتخاب رئيس للجمهورية حالياً، وحزب الله يعتبر أنه يمضي في مسار تصاعدي على المستوى السياسي والعسكري في المنطقة، ولذلك يفضلون الانتظار أكثر لتميل الأمور لصالحهم أكثر، بمعنى آخر هم يشترون الوقت".\nإمكان تحييد لبنان، من وجهة نظر فتفت، لا يزال ممكناً إذا توافرت الإرادة اللبنانية الجدية "لكن هذه الرغبة ليست موجودة عند كل الأطراف، وتحديداً حزب الله"، وسأل: "ما علاقة أمين عام حزب الله بالموضوع السعودي وبقضية نمر النمر؟"، وأضاف: "الواضح أنه (نصرالله) لا يريد تحييد الساحة اللبنانية عما يجري في المنطقة ولا بأي شكل من الأشكال، نحن لا نزال نطرح هذا التحييد لكن حزب الله لا يتجاوب وواضح أن الخيارات الاستراتيجية أصبحت مختلفة والأمور لم تعد خيارات متعلقة بخطوات تكتيتكية أو مرحلية، إنما صارت تتعلق أكثر بأي دور نختاره للبنان، ولم تعد متعلقة بالاستحواذ على السلطة فقط، وهذا يأخذ الأمور إلى مكان أبعد".\nواعتبر نائب كتلة "المستقبل" أن "الفتنة السنية - الشيعية قائمة وعلى الأقل من 2011، أما أن تتخذ أشكالاً عنفية على الأرض فهذا أمر وارد في كل لحظة خصوصاً ان الخطاب الأخير لنصر الله كان عنيفاً جداً وتصعيدياً وتحريضياً وقتنوياً بكل صراحة، وهذا من شأنه أن يعزز التوتر في الشارع، والغريب أن نصر الله يقول أنه لا يريد فتنة سنية - شيعية في البلد إنما يعمل لها".\nورداً على سؤال عن عملية شبعا قال فتفت أنها مرتبطة بمحاولة حزب الله للرد على اغتيال سمير القنطار، وهي من ضمن الاستراتيجية التي يعمل بموجبها الحزب ضد إسرائيل، وتابع: "لأنها أتت أضعف من التوقعات فإن الحزب يوحي بأن الحساب لم يقفل بعد".\nأما المحلل السياسي قاسم قصير فرأى أن الأمور في الملف الرئاسي مجمّدة في ظل التوتر وقال متحدثاً إلى "إيلاف": "ضمن الجو التصعيدي لا حديث في البحث عن مخارج لرئاسة الجمهورية، لكني وفي رأيي الشخصي الأمور لم تنته إنما جُمّدت في الوقت الراهن، وهو أدق وصف يمكن إطلاقه على ملف رئاسة الجمهورية، في انتظار انقشاع الصورة".\nواستبعد انعكاساً أمنياً للتوتر السعودي - الإيراني على الساحة اللبنانية خصوصاً أن العلاقات بين البلدين شهدت محطات تصعيدية خلال السنة الماضية من حرب اليمن إلى حادثة موسم الحج وبقيت ترددات تلك الأحداث محصورة ضمن نطاق مضبوط في لبنان، لافتاً إلى أن السجال بقي في إطاره الإعلامي والسياسي، وقال: "لا أعتقد أن من مصلحة أي طرف اللجوء إلى توتر أمني في لبنان، ربما يكون هناك تحركات من خارج السياق إنما عموماً أرجح أن تبقى الأمور مضبوطة وأن لا تخرج عن السيطرة".\nوأوضح أن تصعيد نواب "حزب الله" يأتي في إطار رد الفعل، والحزب يعتبر أن ما جرى حدثاً كبيراً ولّد نوعاً من التصعيد في اللهجة والخطاب وأضاف: "لا أرى أن يتحول التصعيد إلى أزمة كبرى والمعطيات لا تشير إلى تدهور كبير، هناك احتمال توقف الحوار الثنائي بين الحزب والتيار لكن توتير الأمور يبقى في إطار السجال، وهذا البلد محكوم بالتسويات".

الخبر من المصدر