فك شيفرات "حوما".. إنذار مصري لإسرائيل

فك شيفرات "حوما".. إنذار مصري لإسرائيل

منذ 8 سنوات

فك شيفرات "حوما".. إنذار مصري لإسرائيل

أعلنت الحكومة الإسرائيلية إقالة الجنرال "يائير راماتي" مدير هيئة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية المعروفة باسم "حوما" لتسببه في خرق أمني خطير وتسريب معلومات حساسة.\nمصر: العملية رد على تلويح إسرائيل بالتدخل في سيناء\nالإعلان الإسرائيلي عن إقالة يائير راماتي جاء متوازيا مع تصريح لمسؤول رفيع من المخابرات المصرية لصحيفة "الجريدة" الكويتية، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول، نقلا عن مصدر وصفته بالرفيع أكد أن المخابرات المصرية تمكنت من فك شيفرات منظومة صواريخ "حوما" الإسرائيلية، وأن العملية جاءت رداً على ما اعتبرته القيادة المصرية تلويحاً إسرائيلياً بضرب أهداف تزعم أنها إرهابية في سيناء، موضحاً أن مصر تابعت منذ نحو 6 أشهر النظام الصاروخي الإسرائيلي حتى تمكنت من فك شيفرته.\nإسرائيل أقالت راماتي بتهمة تسريب معلومات حساسة\nالتصريح المصري قابله اكتفاء وزارة الدفاع الإسرائيلية بتأكيد تسبب راماتي بخرق أمني خطير أضر بأمن إسرائيل، من دون توضيح، أكدت صحيفة "هآرتس"، أن تسريب معلومات حساسة عن البرنامج الصاروخي الإسرائيلي كان وراء قرار الإطاحة براماتي.\nنجاحات راماتي لم تشفع له بعد "جريمته" في حق إسرائيل\nوكانت وكالة الدفاع المضادة للصواريخ الإسرائيلية أجرت تجربتين ناجحتين لنظام Arrow-3 ومقلاع داوود. لكن هذا لم يشفع لعزل المدير التنفيدي للوكالة راماتي، الذي يؤكد التقرير أنه ارتكب أخطاء فادحة تتعلق بالأمن القومي بسبب تعريضهِ أمنِ المعلومات والأسرار الوطنية لأخطار لا يمكن السكوت عنها.\nالشواهد التاريخية تؤكد قدرة مصر على العملية\nالقاهرة ﻻ تزال صامتة رسميا في هذا الشأن. إلا أن هناك سوابق مماثلة، فمنذ 11 عاما نجحت مصر في الحصول على أسرار برنامج حيتس الإسرائيلي الصاروخي، والخبر نشرته حينها صحيفة وورلد تريبيون في فبراير من العام 2004.\n"هآرتس": راماتي لم ينسب إليه تعمد الإضرار بأمن إسرائيل وإنما مجرد الإهمال\nوبينت تفاصيل وصلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن أجهزة الأمن تعتقد أن راماتي الذي نشر خبر تنحيته من منصبه، قد نقل إلى حاسوبه الشخصي مواد سرية نتيجة للإهمال، وأنه لا ينسب له 'وجود نوايا خبيثة'، وفق تعبير الصحيفة.\nكما بينت التفاصيل أن راماتي يعتبر أحد المهنيين في جمع معلومات، حيث يتابع كل التفاصيل التي تنشر في العالم والمرتبطة بالصواريخ، سواء في "الدول الصديقة أو في الدول التي تصنف كدول معادية".\nمصدر أمنى إسرائيلي: راماتي جرى تحذيره عدة مرات\nوقال مصدر أمني إنه من الممكن أن راماتي لم يكن يعتقد أن المواد التي احتفظ بها في حاسوبه الشخصي سرية كما يدعي المسؤولون في وزارة الأمن.\nونقل عن مصدر أمني قوله إنه جرى تحذير راماتي عدة مرات في السابق بتهم خرق أنظمة تتعلق بأمن المعلومات، وبحسب المصدر الأمني فإن عملية الفحص بدأت منذ قرابة شهرين، وتقرر في نهايتها تنحيته من منصبه.\nوعلم أنه خلال فترة التحقيق كانت منظومة "حوما" برئاسة راماتي قد "أنهت فصول تجربة العصا السحرية، وتجربة الاعتراض الأول في الجو لمنظومة حيتس 3"، وأنه علم بأمر التحقيق في الأيام الأخيرة فقط.\nجنرال إسرائيلي: تنحية رامتي تمت بضغوط أمريكية\nمن جانبه، قال رئيس وكالة الفضاء الإسرائيلية ورئيس المجلس الوطني للأبحاث والتطوير في وزارة العلوم جنرال الاحتياط البروفيسور يتسحاك بن يسرائيل، في حديث مع موقع "واللا" العبري، إنه من الممكن أن تكون تنحية راماتي نتيجة لضغوط أمريكية، وذلك بهدف منع وقوع أضرار مستقبلية، والحيلولة دون ارتكاب مسؤولين في مناصب مماثلة مخالفات من هذا النوع، وكان بالإمكان الاكتفاء بتوبيخه.\nبلال: مصر قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي\nالخبير العسكري اللواء محمد علي بلال أكد من جانبه أن بلاده قادرة على القيام بمثل هذه العمليات، مشدداً على أن اهتمام مصر بأنظمة الدفاع الجوي يدفعها إلى ضرورة معرفة ما تمتلكه الدول التي وصفها بالعدوة من أنظمة صواريخ، واختراق منظومة صواريخ "حوما" يعني معرفة تردداتها ورصد صواريخها والتنصت عليها وتعطيلها.\nعز الدين: من السذاجة تصديق الرواية الإسرائيلية لما حدث\nأما مدير مركز البحوث الاستراتيجية في القوات المسلحة المصرية اللواء علاء عز الدين فقد قال إن ما أعلنته وزارة الدفاع الإسرائيلية بشأن إقالة يائير راماتي لا يعتد به، مشيراً إلى أنه من المعتاد إذا قامت دولة بعملية نوعية ضد الخصم، يتم الإعلان ولكن ليس من الطببعي إعلان الدولة التي تعرضت للاختراق بالإعلان عن العملية.\nوأضاف عز الدين، في تصريحات له، أنه من المستحيل أن تعلن إسرائيل أن لديها قصوراً ما، وبالتالي هو نوع من السذاجة المفرطة أن يتم تصديق هذا الأمر، لافتاً إلى أن المخابرات المصرية تعلن من وقت لآخر عن نجاحها في القيام ببعض العمليات ولكن ليس بصفة منتظمة.

الخبر من المصدر