التلوث في الصين ... مصدر أرباح شركات التكنولوجيا

التلوث في الصين ... مصدر أرباح شركات التكنولوجيا

منذ 8 سنوات

التلوث في الصين ... مصدر أرباح شركات التكنولوجيا

يمكن للتلوث في الصين أن يدر أرباحا طائلة. إذ تتنافس اثنتان من كبريات شركات التكنولوجيا في العالم وهما آي.بي.ام ومايكروسوفت على الاستفادة من السوق الناشئة سريعة النمو لتوقع جودة الهواء في الدولة المسؤولة عن أكبر كمية من انبعاثات الكربون في العالم.\nودفعت نوبات ضباب دخاني شديدة خيمت على بكين سلطات العاصمة الصينية إلى إصدار "التحذير الأحمر" مرتين هذا الشهر. وينبه هذا التحذير مواطني المدينة البالغ عددهم 22 مليونا إلى توقعات بتلوث شديد لأكثر من ثلاثة أيام.\nوتعتمد مثل هذه التنبيهات إلى نجاحات في مجال التنبؤ بالتلوث مما ينطوي على أهمية متزايدة بالنسبة للدولة في سعيها وراء تحسين مراقبة وإدارة الضباب الدخاني الذي اشتهرت به البلاد استجابة للوعي العام المتزايد. وزاد الاهتمام الرسمي بالأمر في ظل استعدادات الصين لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2022 إذ يكون الضباب الدخاني أسوأ في شهور الشتاء.\nوقال يو تشنغ وهو باحث في مايكروسوفت "هناك اهتمام متزايد بخدمة توقع جودة الهواء ... يهتم المزيد والمزيد من الناس بهذا الفرع في تكنولوجيا المعلومات."\nوكان من رواد هذا المجال داستن جريزسيك وهو عالم في الكيمياء الجيولوجية وكان يقطن بكين. وابتكر جريزسيك موقع بانشيرن الالكتروني المجاني وتطبيقا للهواتف الذكية عام 2013 للتنبؤ بالأيام التي سيكون الهواء فيها نظيفا. وتقوم الفكرة على تطبيق بيانات الطقس المعلنة على أنماط الرياح.\nوقال روبرت رود من منظمة بيركلي ايرث وهي منظمة أمريكية لا تهدف إلى الربح وتضع خرائط تحدث باستمرار لجودة الهواء في الصين "إذا كان بمقدورك التنبؤ بالطقس فيمكنك عن طريق متغيرات أخرى قليلة توقع جودة الهواء. فالانبعاثات الملوثة لا تتغير بسرعة شديدة في أغلب الأحيان".\nوبعد تقدم "الحوسبة المعرفية" أي أجهزة الكمبيوتر المبرمجة على تحسين التصاميم من تلقاء نفسها أصبحت هناك برمجيات تنبؤ أكثر تعقيدا لتزويد مؤشر جودة الهواء بتنبؤات مسبقة لفترة تصل إلى عشرة أيام باستخدام بيانات عن الطقس والمرور واستغلال الأراضي وكذلك مستويات التلوث الفعلية من محطات المراقبة الحكومية وحتى الكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي. ويمكن للتوقعات أن تساعد الحكومات على التخطيط لإغلاق المدارس والمطارات ومنع حركة السيارات أو تأجيل المباريات الرياضية وكذلك اتخاذ قرار بشأن إغلاق المصانع التي تتسبب في التلوث مؤقتا.\nوحصلت مايكروسوفت وآي.بي.ام على أول عملاء حكوميين لهما العام الماضي عندما ابتكرت كل منهما تقنيات تنبؤ بالتلوث في مختبراتهما البحثية في الصين. وعقدت آي.بي.ام اتفاقا مع مدينة تشانغجياكو التي ستستضيف الأولمبياد إلى جانب بكين بهدف تطوير التخطيط والنماذج قبل الدورة الأولمبية.\nمن جانبها وقعت مايكروسوفت اتفاقا مع وزارة البيئة الصينية ومكتبي الحماية البيئية في إقليم فوجيان ومدينة تشنغدو عاصمة إقليم سيتشوان بجنوب غرب الصين.

الخبر من المصدر