ليالى قريش.. 216

ليالى قريش.. 216

منذ 8 سنوات

ليالى قريش.. 216

قصة سراقة بن مالك من القصص المثيرة ف الهجرة، وهى حلوة الصراحة، بس يعنى خلينا نختبر صحتها.\nمكة رصدت 100 ناقة للى يجيب راس النبى، فـ سراقة سمع الموضوع ده، فـ راح استشار "الآلهة" عن طريق سهام القرعة، فـ خرجت السهام تقول له: ما تخرجش وراهم، فـ هو أصر، وخرج، لـ حد ما لحقهم، بس لما قرب منهم، فرسه غاصت فى الرمل، فـ عرف إن الراجل ده نبى فعلا.\nطمنهم سراقة، وقال لهم إنه مش هـ يئذيهم، والنبى اداله كتاب، فـ أخفى الأعرابى أمر النبى عن مكة، والنبى وقتها وعده بـ سوارى كسرى، وفعلا لما المسلمين دخلوا فارس فى عهد عمر بن الخطاب، عمر جابه ولبسه السوارين.\nخلينا الأول نحسم موضوع السوارين ده، لـ إنه مالوش أصل فى أى رواية، وأقدم حاجة اتقالت عنه كانت فـ العصر العباسى، بعد وفاة النبى بـ أكتر من 100 سنة بـ كتير، واللى قالها ما نسبهاش لـ حد، وهو ابن الحسن البصرى.\nإنما هل لـ الحكاية أصل؟\nفيه رواية راويها هو سراقة نفسه، فيها كافة التفاصيل اللى حصلت، ما عدا قصة السوارين، والقصة موجودة فى أماكن كتيرة منها البخارى، إنما فيه سؤال جوهرى فى الموضوع ده، وهو: سراقة روى الحكاية دى إمتى؟\nبص يا سيدى، فى سيرة بن هشام نلاقى الآتى: إنه يوم فتح مكة "ولما نقول فتح مكة، يعنى بعد الهجرة بـ تمان سنين، لما الإسلام انتصر وانتشر، والنبى دخل مكة حاكما"، فى اليوم ده، حرس النبى لقوا واحد عايز يقابل النبى، وهم مش عايزين، فـ طلع حاجة مكتوبة على عظمة ولا حاجة كده، وقعد يقول لـ النبى: أنا سراقة بن مالك، وده كتاب منك لى كتبتهولى يوم الهجرة. فـ النبى قربه.\nليه هو كان عايز يقابل النبى؟\nعلشان هو كان عنده بير مية، فـ الناس بـ يشربوا منه، وبـ يسقوا الإبل بتاعتهم، ومش بـ يدفعوا له أجر، فـ يعنى لو النبى يؤمرهم إن اللى يشرب من البير يدفع له حاجة، فـ النبى وافق، مش كـ استثناء لـ سراقة، وإنما كـ قاعدة عامة.\nوقتها سراقة حكى حكاية الهجرة، والفرس.\nطيب والـ 8 سنين ما بين الخروج من مكة والرجوع ليها، سراقة كان فين؟\nطب ليه ما راحش المدينة، ولحق بـ المسلمين، وخاض معاهم الحروب، وجاهد، وصلى، وصام؟ وإيه كان دوره؟ وليه ما نشرش الإسلام فى منطقته؟ والكتاب ده كان فيه إيه؟\nثم ليه بـ نلاقى الحكاية اللى حكاها فيها ظلال وثنية واضحة، بـ يبان من كلامه عن الأزلام، وقرعة السهام اللى عملها.\nوارد يكون سراقة قابل النبى وقت الهجرة، ووارد إنه يكون عقد معاه عقد إنه مش هـ ينشر السر، لكن أكتر من كده صعب، بـ دليل إنه ما أسلمش غير لما الإسلام انتصر.\nإحنا بـ بساطة قدام واحد له مصلحة عايز يقضيها، فـ بـ يحكى حكاية بـ أثر رجعى، إذا صحت من الأساس نسبتها له، والحكاية هو كبرها وفضلت تكبر بعده وتكبر لـ حد ما وصلت لـ سوارى كسرى.\nالمهم، إنه فـ الآخر النبى قدر يوصل المدينة، وتحتفظ ذاكرة المسلمين بـ مشهد مهيب لـ استقباله من أهلها، بـ إنهم خرجوا يستقبلوه بـ الغناء والأناشيد والدف والألحان، وكانوا بـ يغنوا:\nودى، كـ العادة، فى أحداث الهجرة، حاجة غالبا غالبا ما حصلتش\nوده اللى هـ نشوفه الليلة الجاية\nتقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع

الخبر من المصدر