جائزة ساخاروف للمدوّن السعودي المسجون رائف بدوي

جائزة ساخاروف للمدوّن السعودي المسجون رائف بدوي

منذ 8 سنوات

جائزة ساخاروف للمدوّن السعودي المسجون رائف بدوي

تسلّمت إنصاف حيدر، زوجة المدوّن السعودي المسجون رائف بدوي، جائزة ساخاروف لحرية الفكر وحقوق الإنسان في ستراسبورغ، التي أعلن البرلمان الأوروبي في أكتوبر الماضي، منحها لبدوي.\nبدوي (31 عاماً)، المحكوم عليه بألف جلدة وبالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال (267 ألف دولار) بتهمة الإساءة للإسلام، منذ يونيو 2012، وجهت له تهم "بتأسيس موقع إلكتروني يقوّض الأمن العام والسخرية من رموز دينية". إذ تضمن موقعه الالكتروني مقالات، انتقدت أعضاء الشرطة الدينية السعودية أي "جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".\nتمّ توزيع حكم الألف جلدة علناً على بدوي على 20 أسبوع، ونفذ الحكم بأول خمسين جلدة في يناير 2015. ولم يتكرر ذلك بعد موجة الاستنكار العالمية التي أثارها الحكم.\nشارك غردجائزة ساخاروف تسلّم لزوجة رائف بدوي بسبب وجوده في السجن\nقبل تسليمه الجائزة لحيدر، قال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز: "أناشد الملك سلمان العفو عن رائف بدوي والإفراج عنه من دون أي شروط فوراً". من جهتها، اعتبرت إنصاف حيدر أن زوجها رائف "صوت حر في بلد الفكر الواحد"، وقالت: "في عالمنا العربي، الفكر الحر والمتنور يعتبر إساءة للإسلام".\nوقد تسلّمت حيدر الجائزة في الوقت الذي ينفّذ فيه رائف إضراباً عن الطعام منذ الثامن من ديسمبر الجاري، اعتراضاً على نقله إلى سجن جديد. إذ أعلنت زوجته أنه تم نقله إلى سجن انفرادي معزول جديد هو سجن شبات المركزي، الذي يقع في منطقة صحراوية معزولة تبعد عن مدينة جدة نحو 87 كيلو متراً. ولفتت إلى أن هذا السجن مخصص للسجناء الذين تم البت نهائياً في قضاياهم والأحكام الصادرة في حقهم. وقالت حيدر في بيانها إن "الحكومة السعودية كانت أعلنت مراراً أن قضية رائف لا تزال قيد الدرس، وتنتظر الحكم النهائي من المحكمة العليا". كما أبدت تخوّفها من أن يؤدي هذا النقل إلى استئناف عملية الجلد، التي كانت قد توقفت لأسباب غير معلنة حتى الآن.\nوأشارت أيضاً إلى أنها تفاجأت بالقرار خصوصاً بعد إعلان وزير الشؤون الخارجية السويسرية إيف روسييه، في 28 نوفمبر الماضي، أن العمل جار للحصول على عفو ملكي في حق رائف، وإطلاق سراحه.\nحين تم الإعلان في أكتوبر الماضي عن منح الجائزة لبدوي، رحب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان بالأمر، معتبراً أن رائف لعب دوراً رئيسياً في تعزيز حرية التعبير ومحاولة نشر ثقافة النقاش في السعودية. وقال رئيس الاتحاد كريم لحيدجي إن "رائف تحدث نيابة عن جميع السعوديين الذين ببساطة يحلمون بأن يتمتعوا بالحقوق التي يملكها غيرهم من البشر. لقد دفع ثمناً باهظاً لالتزامه، وجائزة ساخاروف هذه تبعث برسالة واضحة وقوية لمعذبيه".\nكما مهدت كيبيك الطريق لبدوي للذهاب إلى كندا عبر تصنيفه كمهاجر له الأولوية لأسباب إنسانية. وبحسب زوجته، درس بدوي الاقتصاد وكان يدير معهداً للغة الإنكليزية والمعلوماتية، لكنه عثر على ضالته في الكتابة مدافعاً بشغف عن حرية التعبير.\nوأوضحت إنصاف حيدر أنه "أراد أن يتحدث الناس بحرية وأن تكون حرية التعبير متاحة للجميع وأن يتم احترام حقوق المرأة والناس بشكل عام. وهذا ما شكل حافزاً دائماً له"، ولهذا أسس مع الناشطة سعاد الشمري الشبكة الليبرالية السعودية.\nووصفت منظمة "مراسلون بلا حدود" في باريس التي منحت بدوي جائزة حرية الصحافة للعام 2014 موقع الشبكة الليبرالية بأنه "منتدى هدفه تشجيع النقاش السياسي والديني والاجتماعي في السعودية".\nيذكر أن جائزة ساخاروف المرموقة لحقوق الإنسان تمنح سنوياً لتكريم الأفراد الذين يكافحون ضد التعصب والظلم والاستبداد. والعام الماضي، منح البرلمان الأوروبي الجائزة إلى الطبيب الكونغولي دينيس موكويجي لمساعدة ضحايا الاغتصاب الجماعي من قبل الجنود. ومن بين الفائزين السابقين الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي، رئيس جنوب إفريقيا السابق نيسلون مانديلا، والناشطة البورمية اونغ سان سو تشي.

الخبر من المصدر