المحتوى الرئيسى

خبير آثار: الأدلة تؤكد عدم صحة رواية قتل رهبان سيناء في القرن الرابع الميلادي

12/10 23:59

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار أن كتاب نعوم بك شقير عن تاريخ سيناء أبدع في وصفه للحياة البرية بسيناء وأوديتها وجبالها، ولكن معظم ما كتبه عن آثار سيناء اعتمد على روايات فقط دون التأكد من صحتها، لذا فمعظمها يحتاج للتحقيق أثريا.

وقال ريحان بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد القديسة "سانت كاترين" الذي يوافق يوم 8 ديسمبر من كل عام - "إنه من ضمن الروايات الذي ذكرها نعوم شقير، التي أغلبها مغالطات تاريخية، أن الراهب أمونيوس وهو راهب مصـرى من كانوبيس زار سيناء عام 373م، وأثناء زيارته غزا العرب رهبان طور سيناء (يقصد منطقة سانت كاترين حالياً) فقتلوا أربعين راهباً منهم وغزا البجاة (وهى قبائل من أفريقيا ) رهبان راية بمدينة الطور فقتلوا منهم أربعين راهبا".

وأضاف أن مؤرخي الغرب نقلوا هذه الرواية من نعوم شقير، وأضافوا أن أمونيوس توجه بعد ذلك إلى ممفيس في مصر حيث سجل قصة قتل الرهبان باللغة القبطية، ثم ترجمت لليونانية بواسطة الراهب إوانيس وذلك يوم 28 ديسمبر في نهاية القرن الرابع الميلادي ، و أنه على القارئ أن يبحث عن العام الذي يحلو له خلال هذا القرن.

وفند ريحان هذه الرواية، موضحا أن المترجم اليونانى ذكر أن الحادثة كانت فى عهد دقلديانوس (248م – 305م) وأن رهبان طور سيناء عندما هاجمهم العرب لجأوا إلى برج قرب مكان العليقة، وهذه مغالطة تاريخية لأن الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين بنت برج قرب مكان العليقة ما بين 323 – 337م، وبالتالي لم يكن هناك برج يلجأ إليه الرهبان في ذلك الوقت.

وتابع أن أمونيوس ذكر أنه ذهب للتقديس إلى القدس ثم انتقل منها مع جماعة من المقدسين إلى طور سيناء، والثابت أن طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء لم يؤمن إلا في عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير (323 – 337م)، ولم يكن للمسيحيين أي زيارات للتقديس عبر سيناء إلا بعد زيارة الإمبراطورة هيلانة للقدس، حيث بنت فيها كنيسة القيامة 336م وأمرت ببناء برجين وكنيسة العليقة بطور سيناء.

وأشار إلى أن أمونيوس ذكر أيضا أن رئيس مجموعة الرهبان أثناء الحادثة كان القديس "ذولاس"، والمعروف أن "ذولاس"، هو أول رئيس لرهبان طور سيناء من عام 373م - كما ذكر المؤرخون - أما الحادثة كما ذكرها المترجم اليوناني ما بين 248 - 313م كشف فيها عن أسماء أماكن مجهولة قتل فيها الرهبان، مثل "تتراقن وقيدار"، وهى أماكن لا ذكر لها في أي مصدر، كما أن نعوم شقير نفسه يضع عليها علامات استفهام.

وأوضح ريحان أن شقير يتحدث عن معجزة أنقذته هو والذين معه فقط رغم وجوده في الحادثة وقتل باقي الرهبان، متسائلا "هل المعجزة حدثت فقط لتنقذه هو ومن معه ليروى لنا هذه الرواية؟، ولماذا لم تنقذ المعجزة بقية الرهبان؟"، مضيفا أن أمونيوس ذكر في روايته قتل رهبان آخرين بموقع راية الذي يشرف على خليج السويس، موضحا أن أعمال الحفائر التي قامت بها بعثة آثار مصرية يابانية بهذا الموقع كشفت عن حصن إسلامي وتحف فنية إسلامية ولم يكشف عن أي أديرة أو قلايا تدل على وجود حياة رهبانية بهذا الموقع وهذا طبيعي لأن الرهبان يفضلون العزلة والأماكن الداخلية خاصة في هذا الوقت والذي كان الاضطهاد الروماني على أشده.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل