بعد الاشتباك الروسي التركي حول «داعش».. تعرف على دور النفط في الحروب

نشر موقع بي بي سي عربي، تقريرا حول دور النفط في الحروب والصراعات الدولية، ويتصدر النفط مرة أخرى مسرح الأحداث في الحرب بعد اتهام روسيا تركيا بإسقاط إحدى طائراتها العسكرية لحماية إمدادات النفط من تنظيم "الدولة الإسلامية".\nفما هو دور النفط في الصراعات التي ترجع إلى الحرب العالمية الثانية؟\nأدى النفط دورا كبيرا في الصراع الذي ينخرط فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.\nوبيع النفط يدر الكثير من الأموال على لمسلحين، قُدر بحوالي مليوني دولار يوميا في عام 2014.\nويسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية"، على معظم المناطق المنتجة للنفط في سوريا، كما أنه سيطر على حقول نفط قريبة من الموصل في العراق، مع توسع رقعة التنظيم في 2014.\nويباع هذا النفط إلى مشترين متعددين، من ضمنهم الحكومة السورية نفسها، والمهربون الذين يبيعونه عبر الحدود في تركيا.\nوهذه هي التجارة التي اتهمت روسيا تركيا بمحاولة حمايتها عندما أسقطت طائرة سوخوي-24 الروسية، وتنفي تركيا دوما أنها تشتري نفطا من تنظيم "الدولة الإسلامية".\nويقول مراسل بي بي سي للدفاع، فرانك جاردنر، إن هناك أدلة كثيرة على أن هذه المتاجرة تحدث، وإن لم يكن هناك برهان على ضلوع الحكومة فيها.\nوفي عام 2002، قال نائب رئيس الوزراء العراقي آنذاك، طارق عزيز إن التهديدات باتخاذ إجراء عسكري على العراق كانت تدور حقيقة حول النفط، وهي الفكرة التي كانت شائعة أيضا في العالم العربي.\nويمتلك العراق احتياطيات نفط ضخمة، ويوافق معظم الخبراء على أن النفط كان بالتأكيد عاملا في الصراع.\nوتوصلت مجلة الإكونوميست، التي لم تكن صديقة لصدام حسين، في عام 2002 إلى أنه بالرغم من أن الدافع الرئيسي لأمريكا لملاحقة صدام كان هو أسلحة الدمار الشامل التي زعمت أنه يمتلكها، أو كان يحتمل أنه يمتلكها، فإن فتح السبل أمام احتياطيات النفط الضخمة في البلاد أدى دورا مهما هو الآخر.\nكما كان الاشتباه باستخدام صدام لعوائد النفط في توسيع نفوذه الاستراتيجي عاملا آخر أيضا.\nوكان شعار "لا دم من أجل النفط" شائعا بين المناهضين للحرب في الأشهر التي سبقت الحرب في عام 1991.\nلكن دور النفط في الصراع لا يمكن إنكاره.\nوبدأ القتال أصلا بسبب احتلال العراق للكويت الغنية بالنفط، والتي كان يعتبرها صدام حسين محافظة عراقية.\nوكان الدافع وراء تدخل الولايات المتحدة وحلفائها، في الجزء الأكبر منه، هو الحاجة إلى تأمين نفط الكويت، ومنع صدام من توسيع نطاق سيطرته عليه.\nالانقلاب على حكومة مصدق في 1953\nوأدى النفط دورا في انقلاب 1953 في إيران - الذي دبرته الولايات المتحدة وبريطانيا.\nوتمكنت الدولتان من الإطاحة بحكومة رئيس وزراء منتخب، هو محمد مصدق، وتنصيب الشاه رضا بهلوي، الذي انتهى حكمه نهاية شائنة في عام 1979 على أيدي الأصوليين الإسلاميين.\nوكان خطأ مصدق الأساسي هو تأميم شركة النفط الإنجليزية الإيرانية التي كانت تمتلكها بريطانيا، وهي الشركة الأصلية التي انبثقت منها شركة النفط البريطانية (بريتش بتروليم).\nويرجع معظم تشكك الغرب في إيران إلى هذا الانخراط الخفي في سياسة البلاد.\nوينظر إلى الحرب العالمية الثانية غالبا باعتبارها حربا على الفاشية، لكن النفط لعب دورا في هذا الصراع الذي يعد أكثر صراعات التاريخ دموية.\nويرجع السبب الأصلي في هجوم اليابان على بيرل هاربر، على الأقل في جزء منه، إلى قرار اتخذته الولايات المتحدة بالحد من صادرات النفط إلى اليابان في 1941، ردا على احتلال اليابان للصين.\nوكانت اليابان تعتمد اعتمادا كاملا تقريبا على استيراد النفط، من الولايات المتحدة أساسا، وكانت بحاجة إلى النفط لبحريتها.\nوعلى المسرح الأوروبي، كانت أذربيجان الغنية بالنفط، والتي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي، هدفا وراء الغزو الألماني في 1941.\nوكان هذا التوجه إلى الجنوب هو الذي أدى بالألمان إلى الحصار والهزيمة في ستالينغراد، التي كانت نقطة التحول في الحرب.