بالفيديو: من السادات إلى تواضروس.. الطريق إلى القدس محفوف بالجدل

بالفيديو: من السادات إلى تواضروس.. الطريق إلى القدس محفوف بالجدل

منذ 8 سنوات

بالفيديو: من السادات إلى تواضروس.. الطريق إلى القدس محفوف بالجدل

بين رجال الدين والسياسة، لم يكن الطريق إلى القدس معبدا إلا بالجدل طوال الوقت، حيث توجه عدد من الشخصيات البارزة في عدة مناسبات مختلفة إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين في الإسلام، أو الحج لكنيسة القيامة في المسيحية، في هذا التقرير يرصد "مصراوي" أبرز تلك الشخصيات، بالإضافة لوزير الأوقاف حمدي زقزوق الذي أبدى رغبته ولم يزرها.\nمنذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث، وعلى مدار ما يقارب من 48 عاما، التزمت الكنيسة الأرثوذكسية، بعدم السفر إلى إسرائيل، ليكسر البابا تواضروس القاعدة ويحلق صباح اليوم متوجها إلى تل أبيب، وذلك للصلاة على جثمان الأنبا إبراهام، مطران القدس والكرسي الأورشليمى بالكنيسة المصرية الذي توفي الأربعاء الماضي.\nوعلى هامش الزيارة أوضحت الكنيسة في بيان لها اليوم سبب الزيارة، وهو أن مطران القدس الذي توفى يأتي في المركز الثاني بعد البابا في أقدمية أعضاء المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية، بالتزامن مع اعتراض الكنيسة هناك أن تقام المراسم الجنائزية في مصر، فيما أبدى حزب الكرامة المصري "أسفه" لزيارة البابا، قائلا أنها تحدث "شرخا عميقا فى جدار مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني".\nوقرر المجمع المقدس في مارس 1980 مقاطعة زيارة القدس رسميا، عقب اتفاقية كامب ديفيد، والذي جاء على إثره عزل الرئيس السادات للبابا شنودة، بعد رفض الأخير إرسال أى وفود كنسية إلى بيت المقدس.\nربما لم تحط زيارته بأكثر من الجدل حولها، لتأتي زيارة مفتي الجمهورية حينها الشيخ علي جمعة إلى القدس مصحوبة بغضب في أوساط أزهرية، فيما ارتكزت دعوات تطالب بإقالته على ما اعتبرته "تطبيعا" بين المفتي ودولة الاحتلال الصهيونية، واعتراف من أعلى ولاية دينية بسلطة الاحتلال على فلسطين.\nوكان من تلك ردود الأفعال شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي قال على لسان مستشاره محمود عزب أنه "فوجئ" بزيارة جمعة، وأن الأخير لم يستشر شيخ الأزهر قبل الزيارة، مؤكدا موقف الأزهر الثابت لزيارة القدس تحت الاحتلال الصهيوني، ووسط تظاهرات من طلاب الأزهر احتجاجا على صلاة جمعة بالمسجد الأقصى، واصفين إياه بالخيانة، ورفض عدد من علماء الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، والجمعية الشرعية.\nفي مؤتمر صحفي عقب عودته، أوضح جمعة أن زيارته إلى الأقصى "شخصية"، مضيفا أنها تمت في إطار علمي غير رسمي، وأنها ليست بهدف التطبيع مع إسرائيل وإنما بهدف التأكيد على إسلامية وعربية المدينة المقدسة، وأنه زار القدس ضمن وفدا بصحبة الديوان الملكي الأردني، نافيا أن تكون هناك "تأشيرات أو أذون بالدخول" من الجانب الإسرائيلي.\nزقزوق.. 2010 رغبة منعتها السياسة:\nورغم أن الزيارة لم تحدث له، إلا أن وزير الأوقاف الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية حمدي زقزقوق أعلن عن رغبته في زيارة القدس، غير ممانعا بزيارتها بتأشيرة دخول إسرائيلية، وذلك ردا على دعوة نظيره الفلسطيني لزيارة المدينة المحتلة في مايو 2010، ورغم التصريحات التي أبداها زقزوق بالموافقة إلا أنه لم يعلن رسميا عن سبب التراجع، وأشارت تقارير صحفية حينها إلا اعتراض "جهات سيادية" لزيارة زقزوق.\nويرى زقزوق أن زيارة المسجد الأقصى يعزز صمود أهل القدس والفلسطينين فى موجهة الاجراءات التعسفية التي بتعرضون لها، مشيرا إلى أنه كان من أوائل الداعين لزيارة المسجد الأقصى والقدس الشريف وقت توليه منصب الوزير، وشدد على رفضه الاكتفاء بالشعارات التي لن تنفع القضية الفلسطينية في شيء، بحسب رأيه.\nوزير الخارجية الأسبق أحمد ماهر، زار القدس في ديسمبر 2003، وذلك إثر محادثات السلام مع رئيس وزراء إسرائيل حينها أرييل شارون، ليتعرض للضرب من قبل متشددين إسلاميين أثناء زيارته للمسجد الأقصى بالقدس الشرقية، بحسب ما ذكرته وكالات أنباء حينها، تم رشقه بالأحذية، بعد أن أغضبت تلك المحادثات عددا من الفلسطينيين، بعد محادثات مع إسرائيل كبلد لا يحظى بشرعية، وينقل الوزير لمستشفى إسرائيلي، وكان في وعيه عند نقله.\nواعتقلت الشرطة الإسرائيلية بتهمة "العلاقة بالهجوم على ماهر"، ورغم الحادث، أدانت السلطة الفلسطينية التي كان يتزعمها الرئيس ياسر عرفات الهجوم على ماهر، كما أعرب بيان صادر من الرئاسة المصرية عن عميق الأسف من محاولة "قلة غير مسؤولة" من الفلسطينيين التعدي على وزير الخارجية المصري، والذي كان من الشخصيات التي شاركت في مباحثات التسوية في كامب ديفيد عام 1978 ثم شارك في مباحثات طابا عام 1988.\n الرئيس الأسبق حسني مبارك زار إسرائيل مرة واحدة في 4 نوفمبر 1995، وذلك لتقديم العزاء في وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، وسط مشاركة من رؤوساء آخرين من دول العالم، وهى زيارته الوحيدة الرسمية إلى إسرائيل.\n وفي كلمة باللغة الإنجليزية، أكد مباك خلال الجنازة على استكمال السلام في الشرق الأوسط، وذلك لإنهاء معاناة كال من يعيشون في المنطقة، ومشيرا إلى جهود "رابين" في عملية السلام قبل رحيله، بحسب قوله.\n وعقب تنحيه، كشفت وثيقة أمريكية أن سجلات مبنى صالة كبار الزوار الملحقة بمطار "بن جوريون" بإسرائيل، سجلت دخول وخروج مبارك لإسرائيل 6 مرات "هبوط ترانزيت"، في الفترة من عام 2005 إلى 2010، دون أن يتم نفي أو تأكيد المعلومة من مصدر رئاسي فيما بعد، وهو ما ذكره اللواء شفيق البنا مسؤول القصر الرئاسي في حديث إعلامي عقب تنحي مبارك.\nبهدف سياسي تلك المرة، أعلن الرئيس المصري أنور السادات زيارة الكنيست الإسرائيلي؛ بهدف التفاوض لانتزاع باقي أرض مصر سلميا من الجانب الإسرائيلي، بعد خطبته الشهيرة في البرلمان المصري نوفمبر 1977 قائلا "ستُدهش إسرائيل حينما تسمعني الآن أقول أمامكم إني مستعد إلى الذهاب لبيتهم نفسه، إلى الكنيست الإسرائيلي ذاته"، ورغم أن زيارة السادات لم تكن للقدس بالأساس، إلا أن هذا لم يمنع الرئيس من أداء صلاة العيد في القدس.\nويشبه الرئيس الأمريكي زيارة السادات بـ"الصعود إلى سطح القمر"، وعارض عدد من الساسة في مصر زيارة السادات بإنها زيارة "منفردة"، مثل وزير الخارجية المصري إسماعيل فهمي، والذي تقدم باستقالته قائلا عن الزيارة إنها "حطمت دور مصر تجاه الفلسطينيين، وعزلت مصر عربياً، كما عزلت السادات داخل بلاده"، كما تم نقل مقر الجامعة العربية من مصر إلى تونس عقب الزيارة، وتسببت في القطيعة بين عدد من البلدان العربية مع مصر إثر معاهدة السلام التي تمت بين مصر وإسرائيل والتي عرفت بمعاهدة كامب ديفيد.\nزيارة القدس.. فقدان ورقة ضغط أم اعترافا بالسجان؟\nالكاتب الصحفي والمفكر صلاح عيسى، والذي كان في مواجهة مع وزير الأوقاف حمدي زقزوق متخذا الموقف المعارض لزيارة القدس، يقول إن أي زيارة لشخصيات سياسية ودينية للأراضي المحتلة يصحبها الجدل؛ بسبب ارتباط الجبهة الشعبية المصرية والنقابات المصرية بعدم تطبيع العلاقات المصرية مع اسرائيل، معتبر إن زيارة القدس تعتبر تطبيعا مع الجانب الاسرائيلي.\nحيث يرى عيسى، في تصريحه لـ"مصراوي" إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بيفقد المفاوض العربي "ورقة ضغط" ضد إسرائيل، مضيفا أن العرب لا يملكون إلا السلام والتطبيع للدفاع عن حقوقهم أمام إسرائيل، فإذا تنازلوا عن واحدة، فقد تنازل العرب عن حقهم، بحسب تعبيره، مضيفا أنه يرى لتلك الزيارات لها ضرر أكثر من نفعها.\nوجهة نظر عيسى، والتي يتبناها عدد من الساسة، بجانب فتاوى من عدة شيوخ أبرزهم محمد طنطاوي والقرضاوي والطيب، تأتي في مقابل وجهة نظر أخرى تدعم زيارة القدس في مواجهة المحتل، وترى في الزيارة دعما للجانب الفلسطيني، باعتبار أن "زيارة السجين ليست بالضرورة تعني اعترافا بالسجان"، و من الخطأ أن يترك العرب ساحة المدينة للإسرائيليين، وأن تكسر شوكة الاحتلال بزيارة.

الخبر من المصدر