غابة العذر.. جنة منسية في لبنان

غابة العذر.. جنة منسية في لبنان

منذ 8 سنوات

غابة العذر.. جنة منسية في لبنان

والعذر هو أضخم أنواع شجر السنديان، ويصل طوله إلى ثلاثين مترا، ورغم أن الاسم عربي فإنه يعني بالآرامية "العامود الرئيسي"، وذلك نسبة لضخامة جذع الشجرة الذي تعمر آلاف السنين.\nيقول الشاب محمد الدالي -الذي يرافقنا في جولتنا داخل متاهة من أشجار التوأم في هذا الغابة- إنه كان يخرج ووالده ليصطادا أنواعاً كثيرة من الحيوانات والطيور التي انقرض بعضها نتيجة الصيد الجائر.\nويضيف في حديثه للجزيرة نت أن هذه لوحة فنية رائعة يجب الحفاظ عليها، لكن هناك من يقطع ويتعدى على الطبيعة، ولذلك تواجدت بعض المساحات الفارغة داخل الغابة والتي كانت قديما مكسوة بالأشجار.\nمن جهته، أشار رئيس بلدية فنيدق خلدون طالب -في حديث للجزيرة نت- إلى أن البلدية تعمل على عدة مشاريع لتنمية السياحة في المنطقة، كشق طرق فرعية وتوسعتها وربط طرقها بمناطق الجوار، إلى جانب منع دخول السيارات بعض الأماكن الطبيعية لحماية النباتات والناس.\nوأضاف أنه باتت لديهم محطة كهرباء لكامل منطقة القموعة، وسيسعون لاحقا لإنارتها بالطاقة الشمسية، كما أشار إلى أنهم قاموا بتشجير محيط السهل بأشجار الحور، "مما يمنح منظرا رائعا وظلا يُمتع الزوار".\nويرى طالب أن قطع الأشجار في غابة العذر بات "أمراً خطيراً يهددها بالاندثار"، مؤكدا أنهم يتعاونون مع وزارة الزراعة والأجهزة الأمنية لوضع حراس للغابة لمنع قطع الأشجار بشكل نهائي، مشيرا إلى أن حماية هذه الثروة تسير نحو الأفضل وفق خطط مرسومة مع المعنيين.\nأما رئيس اتحاد بلديات جرد عكار عبد الإله زكريا، فقد رأى في حديث للجزيرة نت أن غابة العذر "فريدة من نوعها في العالم"، وقال إن مساحتها كانت مليونا ونصف المليون متر مربع قبل أن تتناقص إلى مليون متر مربع نتيجة للتوسع العمراني والقطع العشوائي للأشجار "بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وشدة البرد في هذه المناطق".\nوأوضح زكريا أن الغابة تضم 36 نوعا من النباتات والزهور النادرة بحسب دراسة "لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، إضافة إلى أنها تضم أنواعا مهمة من الحيوانات البرية التي تندر في مناطق لبنان والجوار كالسناجب والضباع والأرانب.\nويؤكد أن الاستمرار في "سياسة تهميش هذه الغابة" سيؤدي إلى فقدان عامل سياحي مهم للبلد، مشيرا إلى أنهم قطعوا خطوات متقدمة مع المواطنين والجهات المعنية لإدراج المنطقة محمية، مما يمنحها فرصة السطوع على الصعيد العالمي وبما يحقق الفائدة للمنطقة.

الخبر من المصدر