ألمانيا تبكي مستشارها السابق هيلموت شميت

ألمانيا تبكي مستشارها السابق هيلموت شميت

منذ 8 سنوات

ألمانيا تبكي مستشارها السابق هيلموت شميت

هلموت شميت مستشار المانيا الغربية في فترة الحرب الباردة\nمستشار المانيا السابق هيلموت شميدت يصارع الموت\nإعداد ميسون أبو الحب: ترك هلموت شميت مستشار المانيا الغربية في فترة الحرب الباردة تركة مهمة في مجال تطوير التعاون الدولي وتحقيق الازدهار الاقتصادي وتنفيذ إصلاحات داخلية في المانيا. \nغير أن جدل اثير لاحقا بعد اقراره بأنه كان على علاقة مع امرأة غير زوجته وبسبب اتهامه بالتعاطف مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. شميت كان أيضًا رجلا ترك اثرًا مهما في نفوس الناس لرفضه الامتناع عن التدخين داخل المباني الحكومية، وهو ما جعل منه بطلا الى حد ما. \nوفي جميع الاحوال، المانيا تبكي اليوم واحدا من أهم زعمائها ومستشاريها في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. \nكانت حكومة المانيا الغربية في حالة من الغليان في عام 1974 عندما تم اكتشاف أن غونتر غيوم، المساعد الشخصي للمستشار ويلي برانت من الحزب الاجتماعي الديمقراطي، كان جاسوسًا لألمانيا الشرقية. \nوالانكى من ذلك هو أن الحكومة وبراندت نفسه كانا على علم بذلك لبعض الوقت. وكان براندت قد تلقى تعليمات بمواصلة عمله بشكل طبيعي، ووافق هو على ذلك، بل وذهب في اجازة بصحبة غيوم وهو يعرف تماما بانه جاسوس.  \nوبعد انتشار الخبر، استقال براندت في عام 1974.\nومن شأن المستشار الجديد هلموت شميت الذي خلف براندت، ان يقود المانيا على مدى ثماني سنوات وأن يطور علاقاتها بدول اخرى تجاوزت التوقعات. \nولد شميت في هامبورغ في عا م 1918 ابنا لمعلمين. ودرس في مدرسة هامبورغ لختوارك وكان قائد مجموعة في شباب هتلر حتى عام 1936 غير ان آراءه المناوئة للنازية أدت الى استبعاده. \nوفي عام 1937 سجل شمدت في العسكرية وحصل على تكريم الصليب الحديدي خلال خدمته في الحرب العالمية الثانية. \nومع ذلك، كان لاسرة شميت سر مهم: كان والده غوستاف لودفيغ ابن غير شرعي لرجل اعمال يهودي وهي حقيقة كان على شمدت إخفاءها خلال فترة خدمته العسكرية وبدء مسيرته السياسية. \nوفي عام 1984 اكد شميت هذه الحقيقة ولكن فقط بعد ان اعلنها الرئيس الفرنسي فاليري جسكار ديستان لصحفيين. \nكان شميت وراء العديد من الاصلاحات خلال حكمه بما في ذلك تحسين تقاعد المعوقين والمسنين وتخفيض الضرائب وتقليص ساعات العمل الى اربعين ساعة اسبوعيا ورفع الحد الادنى لسن العمل من 14 الى 15 عاما ومنع تشغيل الفتيان في اعمال خطرة وغير صحية. \nفي هذه الاثناء شرع قانون في عام 1977 سمح للمرأة المتزوجة بالعمل دون موافقة زوجها وفي العام نفسه تم تمرير تشريع يتعلق بالتمييز الجنسي. \nكسب شميت خلال فترة حكمه احترام الجميع لموقفه الصارم من الارهاب وشهدت سنوات حكمه ما يسمى بالخريف الالماني. \nوكانت جماعة الجيش الاحمر وهي مجموعة يسارية متطرفة تزداد قوة بين 1970 و 1977 حتى اصبح الوضع حساسا جدا.\nوفي الخامس من ايلول/سبتمر من 1977 اختطف رئيس جمعية ارباب العمل الالمان هانز مارتن شليير وتلقت الحكومة رسالة تطالب باطلاق سراح قادة من اعضاء الجيش الاحمر كانوا في السجن.  \nشكلت حكومة المانيا الغربية لجنة ازمة تحت رئاسة شمدت وقرر عدم الخضوع لمطالب الخاطفين بل استخدم تكتيكات لتضييع الوقت على أمل معرفة مكان وجود شليير غير ان النتيجة كانت سيئة إذ فقد شليير حياته. \nوتطورت الامور بسرعة لاحقا ففي 13 تشرين اول/اوكتوبر من عام 1977 اختطفت جماعة الجيش الاحمر بالتعاون مع فلسطينيين طائرة لوفتهانزا كانت قد اقلعت من مالوركا في طريقها الى فرانكفورت وطالبوا مرة اخرى باطلاق سراح السجناء. \nومرة اخرى ايضا رفضت لجنة الازمة التي انشأها شميت الخضوع لهذه المطالب وبدلا من ذلك اعطى موافقته لفريق من القوات الخاصة لتنفيذ عملية انقاذ حملت اسم "سحر النار". \nدامت العملية سبع دقائق حيث اقتحمت قوات النخبة الطائرة المختطفة التي كانت قد حطت في مطار مقاديشو وتمكنت من انقاذ جميع الركاب الستة والثمانين. \nخلال فترة حياته المتأخرة ظل شميت الناشر المسؤول عن مجلة داي زايت الليبرالية الاسبوعية وواصل الظهور في برامج تلفزيونية وكان الجميع تقريبا يعتبرونه بوصلة معنوية لالمانيا وكانوا يحترمونه ايضا لوفائه لزوجته لوكي. ولكن ما لبث الشك ان بدأ يحوم حول شمدت.  \nظل المستشار السابق يؤكد طوال حياته انه لم يكن يؤيد النظام النازي على الاطلاق ولكن في كانون الاول/ديسمبر 2014 كشفت سيرة حياته التي كتبتها "سابين بامبيرين" معلومات تشير الى انه كان عنصرا مثاليا في فترة النازية. ويعود تاريخ احدى هذه المعلومات الى عام 1942 حيث ذكرت السيرة ان رؤساءه كانوا يقولون عنه إنه مؤمن بالايدلوجية الوطنية الاشتراكية. \nلكن شميت دافع عن نفسه بقوة وقال إن مثل هذه الامور كانت اعتيادية بهدف التخلص من اهتمام الغستابو. \nوكانت الفضيحة الثانية تتعلق بعلاقته الزوجية إذ اعلن في وقت سابق من هذا العام إنه كان قد خان زوجته لوكي التي كان يحبها منذ الطفولة وإن ذلك حدث قبل عقود غير انه لم يشرح التفاصيل بل قال إن لوكي عرضت عليه الانسحاب لترك المكان لعشيقته. وصدمت هذه الفكرة شميت الذي قال لها "لا يمكنني ان اتخلى عنك على الاطلاق".\nاستمر زواجهما 68 عاما ثم توفيت لوكي في تشرين اول/اوكتوبر من عام 2010 بعمر 91 عاما.  \nوفي آب/اغسطس من عام 2012 كشف شميت للتلفزيون الالماني وكان في الثالثة والتسعين من العمر انه احب أيضا سكرتيرته روث لواه لفترة طويلة . \nخلال فترة حياته ومسيرته السياسية عرف شمدت بتدخينه المفرط وسرت اشاعات عنه بانه كان قد خزن 38 الف سيجارة تحسبا لاحتمال ان يقرر الاتحاد الاوربي منع السجائر. \nوفي الاول من أيلول/سبتمبر 2015 نقل الى مستشفى اسكليبيوس في هامبورغ إثر اصابته بجلطة في ساقه اليمنى وعاد الى بيته بعد اسبوعين ولكنه لم يتعاف على الاطلاق ثم ما لبث ان عاد الى المستشفى في اوائل تشرين الثاني/نوفمبر. \nوتوفي شميت يوم الثلاثاء، العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر في الساعة الثالثة وخمس واربعين دقيقة بعد الظهر، وكان في فراشه يحيط به أفراد اسرته. 

الخبر من المصدر