«ساخاروف» لرائف بدوي

«ساخاروف» لرائف بدوي

منذ 8 سنوات

«ساخاروف» لرائف بدوي

حاز المدوّن السعودي رائف بدوي، المعتقل منذ العام 2012 بتهمة الإساءة للإسلام، جائزة أندريه ساخاروف المرموقة لحريّة الفكر وحقوق الإنسان، التي يمنحها البرلمان الأوروبي.\nوحُكم على بدوي (31 عاماً)، في أيار العام 2014 بالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال (267 ألف دولار) وألف جلدة موزعة على 20 أسبوعاً، بتهمة الإساءة للإسلام. ونُفِّذ الحكم بأوّل خمسين جلدة في كانون الثاني من العام الحالي، إلَّا أنَّ ذلك لم يتكرّر بعد موجة الاستنكار العالميّة التي أثارها الحكم.\nوخلال إعلانه عن منح الجائزة، دعا رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، الملك السعودي سلمان إلى إطلاق سراح رائف بدوي «على الفور»، واصفاً حكمه بأنّه «تعذيب قاس»، ومطالباً الرياض الارتقاء إلى المعايير الأوروبية في ما يتعلّق بحقوق الإنسان.\nوقال شولتز أمام النواب الأوروبيين الذين يمنحون هذه الجائزة في استراسبورغ، «أطلب من الملك السعودي إطلاق سراح بدوي على الفور حتّى يأتي لتسلّم جائزته» في كانون الأول المقبل، معتبراً أنَّ بدوي «رجل استثنائي، ومثالي، فرضت عليه العقوبة الأكثر قسوة». وأضاف أنَّ المدوّن السعودي «عبّر بشجاعة عن أفكاره وشكوكه حول سياسات بلاده»، و «حارب من أجل حرية جميع السعوديين».\nواعتقل بدوي في العام 2012 على خلفية تأسيس «الشبكة الليبرالية السعودية» التي طالبت بوضع حدٍّ لـ «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في المملكة الوهابيّة، الأمر الذي اعتبرته السلطات السعودية إساءة للإسلام.\nوتعليقاً على منحه جائزة ساخاروف، أعربت زوجة بدوي، أنصاف حيدر، التي تقيم في كندا مع أطفالها الثلاثة، عن سعادتها لمنحه الجائزة، معتبرةً أنَّها «رسالة أمل وشجاعة». وأوضحت أنَّ زوجها «أراد أن يتحدث الناس بحرية، وأن تكون حرية التعبير متاحة للجميع، وأن يتم احترام حقوق المرأة والناس بشكل عام. وهذا ما شكل حافزاً دائماً له»، ولهذا أسّس مع الناشطة سعاد الشمري «الشبكة الليبرالية السعودية».\nوكانت حيدر قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، أنَّ السلطات السعودية «أعطت الضوء الأخضر لاستئناف جلد رائف بدوي»، ولكن هذه المرة داخل السجن وليس في ساحة عامة.\nمن جهته، رحّب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان بمنح الجائزة لبدوي، معتبراً أنّه أدّى دوراً رئيسياً في تعزيز حرية التعبير ومحاولة نشر ثقافة النقاش في السعودية. وقال رئيس الاتحاد كريم لحيدجي، إنَّ «رائف تحدّث نيابة عن جميع السعوديين الذين ببساطة يحلمون بأن يتمتّعوا بالحقوق التي يملكها غيرهم من البشر. لقد دفع ثمناً باهظاً لالتزامه، وجائزة ساخاروف هذه تبعث برسالة واضحة وقويّة لمعذّبيه».\nوتمنح جائزة «ساخاروف» المرموقة منذ العام 1988 لتكريم الأفراد الذين يكافحون ضدّ التعصب والظلم والاستبداد. وتحمل الجائزة اسم العالم السوفياتي المعارض أندريه ساخاروف، وكان أول الفائزين بها نلسون مانديلا، والكاتب الروسي المعارض أناتولي مارشينكو.

الخبر من المصدر