لغم هلالى تحت أقدام الحكومة

لغم هلالى تحت أقدام الحكومة

منذ 8 سنوات

لغم هلالى تحت أقدام الحكومة

عندما تتعامل الحكومه بمثل هذا الاستخفاف مع الغضب والارتباك الذي سببه قرار الهلالي الشربيني الهلالي وزير التربية والتعليم رقم 357 لسنه 2015 لتخصيص 10 درجات لحضور وسلوك طلبه الثانوية العامة، فنحن امام حكومه لا تحسن تقدير الامور ولا تدرك خطوره مثل هذا القرار الذي يهدد مجهود اكثر من 530 الف اسره مصريه لها ابن او ابنه في الثانويه العامه.\nهل يعرف وزير التعليم ورئيس وزرائه شريف اسماعيل معني 10 درجات كامله في الثانويه العامه وما يمكن ان تمثله بالنسبه لفرصه اي طالب في الالتحاق بكليه دون اخري؟ هل يعرف الوزير ومعه رئيس الوزراء ان الحد الأدنى للقبول في كليات الطب علي مستوي الجمهوريه العام الحالي لم يزد عن 403 درجات او حتي 402 درجه بالنسبه لكليات طب الأسنان لكي يعرف ما يعنيه العبث بعشر درجات كامله في الثانويه العامه؟ وهل يعرف الوزير ان نحو 50 الف طالب تقدموا بتظلمات من نتيجه الثانويه العامه الاخيره بحثا عن درجه واحده او نصف درجه لكي يدرك خطوره الـ 10 درجات؟\nلا احد يعارض التحرك لاعاده الانضباط الي المدرسه والعمليه التعليميه فيها، بل ان العكس هو الصحيح، فالكل يتمني عوده المدرسه الي ما كانت عليه من انضباط، لكن البدء بالثانويه العامه وبهذه الصوره المتعجله يقول ان الوزير ومن فوقه ومن معه لا يحسنون تقدير الامور.\nعوده طلاب الثانويه العامه الي الفصول تتطلب قبل كل شيء وجود هذه الفصول، لان العديد من المدارس الحكوميه والخاصه اسقطت فصول «ثالثه ثانوي» من خريطه توزيع حجرات الدراسه. وتتطلب عوده المدرس الي الفصل، وتحتاج غرس فكره الانضباط والارتباط بالمدرسه لدي التلاميذ في مراحل الدراسه السابقه.\nثم هل يعرف الوزير كيف سيضبط عمليه تسجيل الحضور والغياب في المدارس الخاصه؟ وكيف يمنع تحويل هذه الدرجات العشر الي وسيله لابتزاز اولياء الامور خاصه ان هذه الدرجات كما ذكرنا كافيه لمنح طالب «متوسط» مكانا في احدي كليات القمه لمجرد قدرته علي شراء هذه الدرجات دون الحاجه الي الحضور، وحرمان طالب متفوق من مكانه في نفس الكليه بعد حرمانه من درجتين من درجات الحضور بسبب غيابه عددا من الايام فقط.\nوما قاله وزير التربيه والتعليم في لقائه برؤساء تحرير مجموعه الصحف قبل ايام، يكفي للمطالبه بابعاده فورا عن منصبه حتي لا يصبح لغما جاهزا للانفجار في وجه الحكومه كلها في اي لحظه، فالرجل اعترف بالتفاف مديري المدارس علي مساله الحضور عندما قال له مدير احدي المدارس ان الطلبه «غابوا لانهم شعروا بصداع»، والرجل اعترف بان المدارس غير صالحه للعمليه التعليميه في ظل وصول الكثافه في بعضها الي 120 طالبا في الفصل، والرجل اعترف بان هناك نظام تعليم موازيا ممثلا في المراكز التعليميه والدروس الخصوصيه.\nاخيرا، من الواضح انه لا الوزير ولا من فوقه يعرفون حجم الازمه التي ستواجهها عندما تنتفض اكثر من نصف مليون اسره مع اعلان درجات الحضور والسلوك المقرره وفتح ابواب الاعتراض والتظلم عليها في نهايه السنه الدراسيه بحثا عن درجه ضائعه هنا او هناك، لنجد انفسنا امام انتفاضه شعبيه قد تطيح بالحكومه اذا ما خرجت الامور عن السيطره.

الخبر من المصدر