فاروق شريف يكتب: فكروا باللجوء لأنفسكم | ساسة بوست

فاروق شريف يكتب: فكروا باللجوء لأنفسكم | ساسة بوست

منذ 8 سنوات

فاروق شريف يكتب: فكروا باللجوء لأنفسكم | ساسة بوست

منذ 1 دقيقه، 29 سبتمبر,2015\nسياج دول الاتحاد الأوروبي هذه الايام العصيبه يستحضر مشاهدا كانت قبل عشرات السنين تدعی التغريبة الفلسطينية.\nفمن انتظار سوري علی امل العوده في دول الجوار الی بحث عن حياه الاقامه الشبه نهائيه خلف جبال الآلب، ربما لم تتغير ملامح الصوره الفلسطينيه عن الصوره السوريه، الا من حيث المسبب ففي فلسطين عرف العربن بل العالم كله، ان التهجير الفلسطيني من قبل اليهود هو اغتصاب جماعات قادمه من كافه انحاء العالم الی فلسطين.\nتجمعها رابطه الدين الواحد وتسوغ مبرراتها باحقيه اثبتها الدين لها، وهو ما يعرف بارض الميعاد كنايه عن فلسطين وشعب الله المختار كنايه عن اليهود، لكن ما الهدف الممنهج من تهجير السوريين سواء بطريقه مباشره عن طريق القتل والتدمير لاي منطقه خرجت عن سلطه النظام او بطريقه غير مباشره، عن طريق بعث روح الهزيمه والاستسلام في نفوس السوريين من خلال الاطروحات السياسيه التي تقول بحتميه رسم خارطه جديده ديموغرافيا وجغرافيا من قبل الدول العظمی، وكان لسان حالهم يخبر السوريين (قضي الامر الذي فيه تستفتيان ).\nويبقی السؤال اليس الالم السوري ومن قبله الفلسطيني واحد وان اختلف المسبب.\nلا يغيب عن ذاكره اي شخص انه قبل مائه سنه فقط، كان السوريون والفلسطينيون دوله واحده وكذلك الامر بالنسبه للعراقيين وغيرهم من العرب، وحتی عندما استعمر العرب من قبل الدول الأوروبية، كانت تلك الدول المستعمره تنظر اليهم ككل واحد يتفق بالجنس واللغه والثقافه والعقيده.\nوعلی هذا تم اقتسام اراضيهم، ورسم حدود لها، وطرح نظريه الدول الحديثه التي انهت عصر الامبراطوريات الی غير رجعه، لكن المتابع للاطروحات المتزامنه مع الربيع العربي، والتي تتعلق باعاده تقسيم الدول العربية ورسم خرائط جديده يتبين له سقوط نظريه الدولة الحديثة وامكانيه تغير الحدود وفقاً لمتغيرات الزمن والاحداث.\nفمن العجب المؤسف ان العرب يؤمنون بامكانيه تقسيم المقسم، بل يسلمون له وفي نفس الوقت ينكرون امكانيه الوحده، بل يسخرون من هذه الاطروحه ويعتبرونها جزء من التراث الذي يصلح لتاريخه لا لتحقيقه.\nسبعون عاماً فقط هي الفاصل بين المحنه الفلسطينيه والعراقيه ثم السوريه ودون ان يتحرك الدول العربيه الاخری ساكناً بل علی العكس تمضي القياده في مصر وهي اكبر قوه عربيه الی المضي في تدميرها اقتصادياً وبشريا ممايجعلها مهياه لمحنه قد لا تحمد الايام عقباها فكيف تقر العيون العربيه وهي تشاهد هذا التسلسل الزمني للماسي دوله تعقبها دوله اخری.\nكل قارئ للتاريخ لابد ان يمر علی محنه خروج العرب من الاندلس بعد ثمانيه قرون مشرقه ، ايضا كانت الاندلس دوله واحده الی ان جاء عصر ملوك الطوائف فتقسمت الی اكثر من عشرين دويله وبعدها بدات تلك الدويلات تسقط واحده تلو الاخری ، فلو اسقطنا الحاله التاريخيه الاندلسيه علی واقعنا الحالي لتوصلنا الی ما ستؤول الامور اليه مستقبلاً.\nفمثلاً عند سقوط طليلطه سنه (478ه ) بيد القشتاليين كانت دول الطوائف الاخری تنظر الی دويلاتها كوحده منفصله لن يفكر القشتاليون في مهاجمتها ونظروا الی محنه اهالي طليطله كالنظره العربيه هذا الزمن الی محنه السوريين ، شفقه وحزن دون ان يحركوا ساكناً وكانهم خارج الحسبان\nوما ان توالت السنون حتی بدات الدويلات الاندلسيه تتساقط واحده تلو الاخری بفواصل زمنيه تركتهم مطمانين البال غير مكترثين لمصيرهم المنتظر مع علم في قراره انفسهم بحتميه وقوعه ، فسقطت سرقسطه واجلي اهلها وبلنسيه وقرطبه واشبيليه وغيرها الی ان كانت سنه (897ه )هي نهايه الوجود العربي في الاندلس بسقوط غرناطه .\nلم تكن الاندلس هي المثال الوحيد، بل الحروب الصليبيه جسدت الواقع العربي نفسه والمصير نفسه دون اعتبار ولا تحرك ، وهذه الايام تعيد كره سالفاتها بنفس الطريقه ونفس الادوات، فكيف بالعرب وهم يرون الاحتلال الروسي والايراني الواضح لسوريا ثم كيف سيامن الجوار السوري علی نفسه بعد هذا الاحتلال.\nوهذا عينه ما قاله الشاعر في سقوط طليطله واثبت المستقبل صحه قوله : من جاور الشر لا يامن عواقبه / كيف الحياه مع الحيات في سفط\nحري بالدول العربيه ان لم تجد في المواجهه ان تبحث لها عن اوطان تلجا اليها بدلا من مناقشه لجوء السوريين وامكانيه استقبال العرب لهم ، فايضا كانت سوريا ملجا للفلسطينيين والعراقيين وهاهي اليوم تبحث عن ملجا لها مع الذين لجاوا اليها فالعرب مطاردون من ملجا الی اخر بينما مفاتيح العوده قد صدات،\nبل صارت امنيه العربي المنكوب ان يعود الی ملجاه الاول بدلاً من ارضه ووطنه ، وستاتي السنون حكماً ليری العرب ان مصير الفرد هو صوره لمصير الجامعه والذي لايسعی لاطفاء الحريق قبل ان يصل بيته هيهات ان يطفئه وقد التهم جدران البيت.\nهذا المقال يعبر عن راي كاتبه ولا يعبر بالضروره عن ساسه بوست

الخبر من المصدر