أصليهان ـ سائقة محجبة تعمل على تغيير الصور النمطية

أصليهان ـ سائقة محجبة تعمل على تغيير الصور النمطية

منذ 8 سنوات

أصليهان ـ سائقة محجبة تعمل على تغيير الصور النمطية

استقبلتني امام مقر عملها بابتسامه عريضه، ثم رافقتها خلال رحله لها في المدينه. انها اصليهان تورهان (23 عاما) تعمل سائقه تاكسي في زيغبورغ القريبه من بون. كانت تحكي لي عن تجربتها والحماسه تشع من عينيها. فبالاضافه الي عملها، تدرس هذه الفتاه التركيه المسلمه، التي ولدت في المانيا، في جامعة بون.\nواصليهان سائقه تاكسي محجبه تعمل في شركه لسيارات الاجره، يملكها والدها. وتري اصليهان ان حجابها يشكل دافعا لها في تغيير الكثير من المفاهيم الخاطئه، ولا يمثل عائقا امام مستقبلها الوظيفي. وتقول لـ DW عربيه "من خلال تجربتي استطيع القول: انه يمكنني تغيير الكثير من الاحكام المسبقه، وبالتالي التقرب اكثر من الاخر".\nبدات اصليهان العمل في هذه المهنه عام 2013. كانت تبلغ 21 عاما في ذلك الوقت. وحول بدايتها وفكره خوض هذه التجربه تقول: "والدي هو ايضا سائق تاكسي ويملك منذ سبع سنوات شركه لسيارات الاجره. وبسبب كثره انشغالاته، طلب مني ان اساعده في العمل فوافقت وحصلت علي رخصه قياده سياره الاجره وانا في سن العشرين".\nوتذكر اصليهان اول يوم عمل لها كسائقه تاكسي بالقول: "كان اول يوم عمل لي، هو نفسه يوم عيد ميلادي. كان يوما مرهقا ومضحكا في الوقت نفسه. فقد اوقفني شرطي مرور وطلب مني رخصه القياده. وانا لم اكن قد بلغت بعد السن القانوني لسواقة التاكسي، اي 21 سنه. لكن لحسن الحظ تغاضي الشرطي عن الامر، لانه كان يوم عيد ميلادي".\nوالد اصليهان، جمال تورهان له الفضل في خوضها لهذه التجربه.\nوالي جانب عملها كسائقه تاكسي، تعمل اصليهان ايضا في توصيل طلبات البيتزا الي المنازل. وحول كيفيه التوفيق بين العمل والدراسه تقول طالبه الماجستير في الدراسات الاسيويه قسم اللغه العربيه: "عندما يمتلك الانسان الاراده، فكل شيء يمكن ان يتحقق، وانا بطبيعتي احب ان عمل اشياء مختلفه".\nمن جانب اخر اختلفت اراء زملاء اصليهان حول مهنتها وطبيعه المراه. فزميلتها فاريبان، التي تشيد بها وبذكائها، تقول: "اصليهان فتاه شجاعه، لان هذه المهنه ليست مهنه سهله، فهي مهنه خاصه بالرجال. وعندما تختار امراه مهنه كهذه يجب ان تكون قويه وشجاعه".\nوفيما يري احد زملائها ان الحجاب رمز للتدين لا اكثر، وان لا فرق بين الرجال والنساء في العمل، فانه يطالب بعدم النظر الي تجربها كاستثناء بل كمقياس. بيد ان زميلا اخر لها قدم رايا مختلفا، بالرغم من انه لا يري الحجاب عائقا امام عمل المراه. فهو يقول ان "مهنه سائقه التاكسي لا تناسب انوثه المراه. هناك مهن اخري تناسبها كالطبابه والتعليم".\nوقبل خوض هذه التجربه تقر اصليهان بانها شخصيا كانت لها احكام مسبقه عن العمل بالحجاب اكثر من الاخرين. "كنت اعتقد انني من الممكن ان اتعرض لمواقف محرجه، كان يرفض احد الزبائن التعامل معي وركوب سياره الاجره، التي اقودها بسبب حجابي، لكني لم اواجه ابدا مثل هذه السيناريوهات، تقول سائقه التاكسي الشابه.\nليس هذا فحسب، بل تقول انها لم تتعرض منذ بدايه عملها لحد الان لاي مضايقات او تحرش. كما لم يشكل الحجاب اي اشكاليه لها. هذا لا يمنع انها في بدايه عملها كانت تقرا في نظرات العديد من الزبائن الشك في قدراتها باعتبارها فتاه صغيره. وتضيف " كان ذلك يحدث بالخصوص لدي كبار السن. لكن عندما كانوا يرون كيف اني استطيع القياده بشكل جيد، كانوا يشعرون بالهدوء". وتقر اصليهان ان لغتها الالمانيه الجيده ساعدتها "فالالمان يهتمون بهذا الجانب كثيرا".\nاحد زبائنها الالمان ويدعي "هيلر" يقول لـ DW عربيه : "الحجاب لا يضايقنا ابدا. فهو امر طبيعي جدا وتعودنا عليه من خلال سفرنا لدول عربيه". ويضيف "ليس لدينا اي اشكاليه مع النساء اللواتي يرتدين الحجاب". وتشاطره الراي زبونه اخري من زبائن اصليهان. وتقول السيده بيكر: "من المهم ان يكون هناك تسامح بين (اتباع) الاديان في جميع انحاء العالم".\nوتضيف السيده بيكر قائله: "قبل ان اتعرف علي اصليهان لم يكن لي احتكاك مباشر بالنساء المحجبات، لكن في اول لقاء وحديث لي معها، لم يلعب حجابها اي دور بالنسبه الي في تقييم شخصيتها، فهي فتاه مهذبه جدا وبطبيعتها انسانه متفتحه ومقبله علي الاخرين".\nوتقول اصليهان انها محظوظه لانها تلقت الدعم والتشجيع من والدها: "والدي كانت لديه الثقه في قدرتي اكثر من ثقتي في نفسي وبدون دعمه وتشجيعه، لم اكن لافكر ان اصبح يوما ما سائقه تاكسي". وتري الطالبه والسائقه الشابه ان هذه التجربه اثرت في شخصيتها واغنت تجربتها كثيرا. وهي تعتبر نفسها محظوظه في خوض تجربه كهذه.\nوتعترف اصليهان بانها تعلمت الكثير من خلال تعاملها مع الناس. " لقد تعلمت ما معني الصبر وعدم التسرع في اصدار الاحكام علي الاخرين. احب ان اري الكثير من النساء يمارسن هذا العمل، لانه ليس بالعمل الصعب او المستحيل. انه يحتاج للدعم والتشجيع كاللذين تلقيتهما من والدي". وتنهي حديثها بالقول: "لم اكن اتصور ان الناس هنا منفتحون علي الاخر لهذا الحد. كل يوم جديد لي في عملي، ابني فيه جسورا جديده مع الاخر".

الخبر من المصدر